موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٥ مايو / أيار ٢٠٢٣

ماذا نقول في عيد استقلالك يا وطني؟

القس سامر عازر

القس سامر عازر

القس سامر عازر :

 

يصادف في الخامس والعشرين للعام الحالي 2023 الذكرى السابعة والسبعين لعيد استقلال مملكتنا الأردنية الهاشمية. وهذا العيد ليس كأي عيد وليس ذكرى كباقي الذكريات، فذكرى الاستقلال مناسبة تمتد من أربعينيات القرن الماضي في العام 1946 إلى يومنا هذا، وتبقى وتدوم وتكبر مع كبر محبتنا وولائنا وإنتمائنا وعطائنا لهذا البلد الذي هو في حجم بعض الورد إلا أنه يَرُّدُ إلى الشرق الصِبا.

 

فالأردن دولة ذات سيادة ودوره محوري وهام على صعيد المنطقة والإقليم والعالم لما يتمتع به من قيادة حكيمة وحنكة سياسية قادت الأردن في أخطر المفاصل وأصعب الأوقات، وتجاوز عمر المملكة مئوية أولى مباركة شهدت تطورات هائلة يقدِرُ الكثيرون حتى من المشككين والجاحدين أن يلمسوها بكل وضوح.

 

وما زال دور الأردن موضع تقدير واحترام لدى العالم بأسره لدوره الأساسي في دعم الصمود الفلسطيني وتتبوأ القضية الفلسطينية رأس أجندة سياسته الخارجية وسعيه لحل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وكذلك لدوره في الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وسعيه الدؤوب للحافظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، والحفاظ على هويتها العربية وتاريخها المجيد، وتثبيت الوجود العربي المسيحي في الشرق كمكون أساسي من مكونات المجتمع الأردني والعربي الأصيل، لماضيهم وحاضرهم ومستقبل مساهمتمهم الجوهرية والإساسية في نهضة الأردن والبلاد العربية، والمساهمة في التنمية في كافة جوانب الحياة، علمية كانت أم ثقافية أم مجتمعية أم صحية أم حضارية أم إنسانية.

 

والعالم أيضاً إذ ينظر بإحترام وتقدير لدور الأردن في الوئام الديني والأخوة الإسلامية-المسيحية والحوار الديني والحضاري والإنساني والحياتي الذي يملأ جنبات مملكتنا الحبيبة.

 

وما الاهتمام الملكي الخاص بتطوير الموقع التاريخي لعمّاد السيد المسيح/ المغطس ومتابعة تطويره من قبل مجلس أمناء يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد حفظه الله ورعاه إلا دليل أصيل على إبراز الجانب الحضاري والتاريخي والتراثي والديني والإرث الإنساني لمنطقتنا.

 

وأما على الصعيد الإنساني، فقد قدّم الأردن ما يفوق إمكاناته وقدراته من إستيعاب اللاجئين وخصوصا الأزمة السورية وتقديم أفضل الخدمات التعليمية والطبية والرعاية الإجتماعية، والسعي الدؤوب لعودتهم الطوعية لبلادهم بتوفّر الظروف الأمنية والحياتية الملائمتين.

 

ففي ذكرى الاستقلال السابع والسبعين نجدد العهد والوفاء بالإخلاص للوطن والولاء لقيادتنا الهاشمية المظفّرة، فهذا ما ينتظره الأردن منّا، بأن نحبَّه من كل قلوبنا ومن كل نفوسنا وبكل أفكارنا وبكل قدرتنا، فهو يستحق منا أن نفديه بحبات عيوننا وبالذود عن حماه بالغالي والنفيس، فلا شيء يعلو على الوطن ولا شيء يضاهي حب الوطن، ولنقل مع الشاعر طيب الذكر حبيب زيودي:

 

هذي بلادي ولا طول يطاولها.. في ساحة المجد أو نجم يدانيها

ومهرة الأحرار لو عطشت.. نصب من دمنا ماء ونرويها

 

وكذلك مع الشاعر محمود الأفغاني:

أردن يا مهد العلا نسَبا.. يا موطنا قد عانق الشُهبا

أمنت فيك على المدى وطنا.. رغم النوائب يفعل العجبا

 

(الدستور الأردنية)