موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
"تعالوا إليَّ جَميعاً أيُّها المُرهقون المُثقلون، وأنا أُريحُكم. احمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإنّي وَديعٌ مُتواضٍعُ القلب، تَجِدوا الرَّاحةَ لِنُفوسِكم، لأنَّ نيري لَطيفٌ وحِملي خفيف" (متى ١١: ٢٩–٣٠).
يا ربّنا يسوع المسيح أنت دعوتنا وقلت لنا: "اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم" (متى ١١: ٢٩). يا ملك السماوات القدير، أجل، إنّ نفوسنا تجد الراحة فيك، من خلال رؤيتك، أنت الذي "تجَرَّدَتَ من ذاتِكَ واتّخذت صورة العبد" (فيليبي ٢: ٧)، وتواضعتَ إلى حدِّ غسل أقدام تلاميذك.
نذكر جيداً كلماتك التي لفظتها ليلة العشاء السرّي لتعلّمنا كيفيّة ممارسة التواضع: "فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضاً ما صَنَعتُ إِلَيكم. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما كانَ الخادِمُ أَعظِمَ مِن سَيِّدهِ ولا كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه. أَمَّا وقد عَلِمتُم هذا فطوبى لَكُم إِذا عَمِلتُم بِه" (يوحنا ١٣: ١٥–١٧). لقد فهمنا، يا ربّ، هذه الكلمات التي خرجَتْ من قلبك الوديع والمتواضع، نريد أن نعمل بها بمساعدتك وبمعونة نعمتك.
يا يسوع الحبيب، لم يكن لأحد أيّ حقّ عليك، لكنّك لم تكتفِ بطاعة العذراء مريـم القدّيسة والقدّيس يوسف البار، بل أطعتَ أيضًا الذين حكموك وجلدوك وأهانوك. إنّنا نراك الآن تمارس أقصى درجات الحُبّ في القربانة المقدسة. يا له من تواضع. يا ملك المجد الإلهي، أنت تُخضع نفسك لجميع كهنتك بدون تمييز بين أولئك الذين يحبّونك، وأولئك الذين هم، ولسوء الحظّ، فاترين أو باردين في خدمتك.
عند ندائهم اسمك القدّوس أثناء القداس الإلهيّ ، تنزل من السماء لتطعم الجائعين وتشفّي المرضى، وخاصة لتغفر الخطايا… يا يسوع الحبيب، تحت وشاح القربانة البيضاء، كم تبدو لنا وديعًا ومتواضع القلب! لتعلّمنا التواضع، نعم، لا يمكنك أن تتّضع أكثر من ذلك… بل علينا أن نتعلّم منك، لأنك أنت الطريق والحق والحياة. أنت البداية والنهاية، أنت الألف والياء.
أيُّها الرب يسوع، أن تعرف ضعفنا البشري، وابتعادنا عنك. ففي كلِّ صباح، نتّخذ القرارات بممارسة التواضع وعمل الخير، وخدمة ومحبة الآخر. وفي المساء، نعترف بأنّنا ارتكبنا أخطاء الغرور والكبرياء والنميمة ومحبة الذات وغيرها… عندها، يكاد اليأس يتملّكننا، لكنّنا نعرف أنّ اليأس هو أيضًا غرور.
يا ربّ، نريد أن يكون رجاءنا فيك وحدك، بما أنّك قادر على كلّ شيء، أخلق في نفوسنا الفضيلة التي نريد للتمثّل بكَ. وللحصول على هذه النعمة من رحمتك اللامتناهية، سنكرّر لك باستمرار وثقة: "يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، اجعل قلبنا مثل قلبك".
صلاة
يا يسوع صاحب القلب الأقدس، إننا نسجد لقداستك اللامتناهية. إنّ قلبك الإلهي هو الأسمى والأطهر والأقدس والأنقى على الإطلاق، وقد شملت جنسنا البشري بمحبة لامتناهية، لا توصف. فإجعل قلبنا مثل قلبك، واخلق فينا "قلبا نقيا" يحب ويتحنّن.
يا يسوع أنت الكمال بعينه، والقداسة يذاتها، ورغم كل ما قاسيته من أجلنا، لم تصدر عنك أي هفوة أو كلمة نابية. هبنا يا يسوع "قلبًا محبًا" على مثالك، فنتغاضى عن إساءات الآخرين وأخطائهم وهفواتهم، فنغفر ونسامح.
يا يسوع يا ذات النور الحقيقي، يا شمس الأقطار، ليشرق نورك في ظلماتنا، فندرك أنك نور الناس، والنور الحق الآتي إلى العالم والمنير كل إنسان، فنهتدي بنورك ونتقدس بكليتنا، فيصير قلبنا مثل قلبك. آمين.
صلاة بمناسبة عيد قلب مريم الطاهر
فليكن قلب مريم الطاهر مباركًا وممجدًا، في كل زمان وفي كل مكان.
يا قلب مريم الطاهر، يا أشهى القلوب وأحنّها وأقدرها بعد قلب مخلصي الحبيب. قدمي يا بتولاً طاهرة إلى قلب أبنك الحبيب، حبنا له ومقاصدنا كلها، فأنه يشفق على بؤسنا ويتحنن على شقائنا فينجينا من بلايانا حتى إذا ما كنتِ شفيعتنا ومحامية عنا في وادي الشقاء أصبحتِ ملكتنا في دار البقاء. آمين.
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك