موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣ يوليو / تموز ٢٠١٢

عذراً أيها الانسان متى تشعر بالقناعة والرضى...!!

بقلم :
رولا فايق نصراويين

<p dir="RTL"><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">قيل في أزمنة سابقة أمثال عن القناعة تداولتها الناس فيما بينها جيلاً بعد جيل ولكن عبث أن استفاد منها أحد على الإطلاق...!! بل على العكس تماماً علقناها قلائد نتزين بها حول أعناقنا وأصبحنا نلهم بها من حولنا بحكم خبراتنا الثمينة وتجاربنا غير المسبوقة النظير..!!! والمحزن في الموضوع أن القناعة كنز قد فني منذ زمن ليس ببعيد ولم يعد لها جمهور مشجع ونصير..!! ونحن مع الأسف من أعلن خبر وفاتها وواريناها الثرى وصلينا عليها بطقوس جنائزية معتادة..! ورغم أننا تعلمنا منذ الصغر في كتبنا المقدسة أن هناك حكمة وراء كل شيء وأن كل الأمور تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، إلا أننا بني البشر لا نعتبر ولا نتعظ إلا بعد أن تقع الفأس بالرأس ونلدغ من نفس الجحر مرتين وثلاث...!!</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">فالمتزوج فينا يتمنى لو كان أعزباً والأعزب يتمنى الزواج ليستقر والغني ينشد إحساس الفقير لينعم بالراحة والفقير يتطلع لحياة الغني الرغيدة ليعيش ما فاته من طيبات...!!</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">أما العجوز فيريد للشباب أن يعود يوماً والبالغ يحلم أن يعود طفلاً بلا مسؤولية أقصى همه بالحياة لعبة جميلة وطعام لذيذ!! والطفل ينتظر أن يكبر سريعا ليسبق أباه...!! الأخ يشيح بنظره لنصيب أخيه في التركة ولا فرق عنده لو أستولى عليه وحرم باقي العائلة من حقوقهم...!! والوالدين يلقيان في آخر العمر في الطرقات بلا مأوى...!!</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">الأحياء فينا تأتيهم لحظات يتمنون بها الموت كي يتخلصوا من أعبائهم والموتى يتمنوا أن يعودوا أحياء كي يعوضوا ما فاتهم من متاع الدنيا...!! والقصير يتمنى أن يعطيه الله بعض الطول والطويل بالعكس والسمين والنحيف والأبيض والأسمر كلهم سواء لا فرق بينهم...!!</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">المواطن غير راض عن أداء الحكومة والحكومة لا يعجبها اعتراض المواطن واعتصاماته الكثيرة... الفساد يقاوم الإصلاح والإصلاح يحارب الفساد...!! الأحزاب لا يعجبها أداء مجلس النواب ومجلس النواب يحتاج كثيراً ليتصالح مع نفسه أولاً ويقنع الشعب بأدائه ويرضي الحكومة معاَ في نفس الوقت...!!</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">لا أحد راض عن حياته وشكله ونوعه وجنسه ودولته ونظامه، لا أحد مقتنع بما رُزق من نعم وما منحه الله من هبات تستحق الشكر والامتنان...!! جميعنا ندور في دائرة مغلقة&nbsp; ومفرغة من اللإعجاب واللارضى واللاقناعة....!! نطلب المزيد ولا نقبل بما قسمه الله لنا...!!! وحالة من النكران تستفز انسانيتنا المريضة واللامبالاة تسود ضمائرنا النائمة وتبيد فينا ما تبقى من مشاعر..!! فعذرا أيها الانسان متى ترضى وتشعر بالقناعة ...!!!</span></span></p>