موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٦ يونيو / حزيران ٢٠١٢

كيف ترى قيادتي؟!

بقلم :
رولا فايق نصراويين

<p dir="RTL"><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">تصادفك دائما في شوارع عمان مركبة كبيرة تحمل لافتة واضحة المعالم، &quot;كيف ترى قيادتي؟&quot; ورقم هاتف متحرك&nbsp; لاستقبال المكالمات والإبلاغ عن المخالفات &nbsp;المفترضة.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">أمامي مباشرة كان السائق يقود مركبته بسوء بالغ، يغلق الشارع بطريقة مزعجة، وكأن بيني وبينه ثأر شخصي. وعندما اتصلت بالرقم لأقدم شكواي للشركة المالكة للمركبة كنت أعتقد وبحدود تفكيري انها شركة تتحمل مسؤولية مجتمعية متميزة،&nbsp; ولكن المفاجأة كانت بالنسبة لي أن السائق نفسه كان يرد على الهاتف متلفظاً بكلمات لا تتناسب أبداً مع فكرة طباعة العبارة على خلفية المركبة...! أين المصداقية في وضع عبارة على مركبة تعكس صورة محترمة لشركة محترمة، كما يُفترض.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">حالة من الذهول اصابتني للحظة، فلم استطع أن أكمل المكالمة وأغلقت الخط...! وقلت في نفسي مع الأسف الشديد هذا حال سائقي السيارات في شوارعنا؛ فالقيادة فن وذوق وأخلاق وشتان بين ما يقال وما يطبق على أرض الواقع.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">حاولت تجاوز مرحلة السائق وردة فعله العنيفة تجاهي، ولكني أصبحت فريسة للعبارة التي ظلت تتردد في ذهني طيلة اليوم &quot;كيف ترى قيادتي؟&quot; إن أبعاد العبارة تتجاوز حدود تفكير السائق لتمثل في شكلها ومضمونها&nbsp; استخفافا من الشركة المالكة للمركبة بعقلية المواطن الذي وضعت منتجاتها بين يديه..!!</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">تجاوزت الموقف، لكن العبارة ظلت تراودني الى اسئلة اكثر الحاحا، وربما بلا جدوى: لم لا تكون هذه العبارة نموذجاً لحياتنا جميعا دون استثناء سواء كنا مواطنين أو مسؤولين؟ لم لا ننشئ قاعدة استبيان خاصة نطرح فيها الأسئلة على أنفسنا بين فترة وأخرى لتقييم أدائنا بجميع مستوياته بدءا من عامل النظافة وانتهاءً بصانعي القرار؟ لم لا يكون الخط الساخن حقيقيا وفعالا، لا حبرا على ورق مرصوصا فوق منتجاتنا الدعائية والإعلانية في كل دائرة ووزارة ومؤسسة وشركة للإبلاغ عن جميع المخالفات التي تقترف بحق المواطن وتنتهك انسانيته؟&nbsp; لما لا يكون هناك رد فعل حقيقي من هذه المؤسسات وعقاب رادع لمن يستهين بإداء واجبه؟</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">ثم لم لا يصبح شعارنا &quot;كيف ترى قيادتي&quot; ولاسيما في المرحلة القادمة في ظل التغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ قبل البدء بإطلاق الشعارات المطالبة بمكافحة الفساد والمفسدين؟! لما لا نبدأ بتعديل أنفسنا من الداخل وبإرادة جادة &quot;إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم&quot;!</span></span></p>