موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يتابع الأب منويل بدر سرد سفر القضاة شعرًا، متناولاً اليوم المواضيع التاليّة:
بشائر النصر: سفر القضاة 6-7
فقال الرّبّ لجدعونَ قمِ انزِل للمُعسكرِ فأنا أسْلمْتُه لكَ وإنْ كنتَ خائفا فخُذْ وَفُورَةَ خادمَك
فنزلوا إلى آخر المراكزِ الأماميّةِ وقال جدعون لرفيقه احفظ مِن قولهم ما يدخُلُ مسامِعَك
كانوا هُمْ وجِمالُهُمْ كالجَرادِ كثرةً فلمّا وصل جدعونُ إذا برجلٍ يقصُّ حُلْماً على جاره قال
حلمتُ حُلْماً كأنّي رغيفُ خُبزِ شعيرٍ يتقلّبُ في مُعسكرِ مِدين حتى صار إلى الخيمة فمال
فأسْقَطَها وقَلَبَها رأسا على عقب فأجاب صاحبُه قُلْ أما ذا سيفُ جدعون الّذي هو منه سيحمينا
فلمّا سمعَ جدعونُ قصَّةَ الحُلم وتفسيرَه رجع إلى بني شعبِه ونادى قوموا فمِدينُ ستقع في أيدينا
المباغتة
وقسّم جدعون الثلاثمئة رجلٍ إلى ثلاث فِرقٍ جعلَ في أيديهِمْ أبواقاً وجِراراً في داخلها مشاعل
قال لهم كما أصنعُ أنا تصْنعوا أنتم أيضا ونزلَ إلى طرف المعسكر وكان أهلُه في هجيع كامل
أخذ مَعْه مئةً مِن الرّجال وقُرْبَ المعسكر نفخ في البوق فنفخوا مثلََه وكسّروا الجِرارَ وهتفوا
السّيفُ للربِّ ولجدعونَ فوقف عسكرُ مِدينَ وهربوا أما الثلاثمئةِ رجلٍ فكلُّهم في البوق نفخوا
واستدعى جدعون رجالَ إسرائيل مِن نفتالي وجوارِها ليطاردوا المِدينيّين ويقطعوا عنهُمُ الدّروب
عند جبل أفرئيم قَبْل أن يستولوا على مياه الأردن ثم قبضوا على قائِدَي مدين وهما عوريبُ وزيب
حملة جدعون في عبر الأردن ووفاته
ووصل جدعونُ إلى الأردنِّ وعَبَر هو والثلاثُمئةِ رجلٍ المُتعبين من المُطاردةِ فقال لأهلِ سُكُّوت
أعطوا رجالي ما عندكم من خبزٍ فهمْ مُتعبونَ وأمّا أنا فجادٌّ في طلب مَلَِكِيَِّ مدين قُبيلَ أنْ أموت
عارضوه إذ هو لم يكنِ استولى على سُكُّوتَ وما أرادوا إعطاءَ خبزٍ لجنوده فقال لهم احذروا
متى عُدْتُ لأدوسنَّ أجسادكم بأشواكِ البرِّيَّةِ وصَعِدَ مِنْ هناك إلى فنوئيل وهم أيضا عارضوا
فقال لهم ما قاله لسُكُّوتَ إنْ رجعتُ ظافرا لَأُدمَّرنَّ هذا البرج وصعد ليقبضَ على ملوك مدين
أمّا مِنْ مدين فكان سقط مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفِ رجلٍ فلم يبق منهم إلا خمسةُ عَشْرَ ألفٍ مُعلن
فصعدَ جدعونُ في طريقِ ساكنيِّ الخِيامِ شرقيَّ نوبَحَ ويُجْبَهةَ وضرب جيشَها الّذي كان مطمئِنّا
فهرب ملكا مدينَ فطارَدَهُما وقبض عليهِما ثمَّ ضرب كلَّ جيوشِهِما وقبض على فتىً غيرِِ مُسِنّا
هو من أهلِ سُكُّوتَ فاستجوبه فكتب له أسماءَ رؤسائها وشيوخها فكانوا سبعةً وسبعينَ بالتمام
أخذ الّلائحةَ وجهتُه أهلَ سُكّوُتَ قالْ هوذا ملكا مدين اللَّذّيْن عيَّرْتُموني بهما في قبضتي لا كلام
أتذكرون أنَّكم ما أعطيتم جنودي خبزا لأني ما كنت قبضتً عليهما ثم قَبَضَ على شيوخ المدينة
وأخذ شوْكاً من البرّيّة والنّوارج ومزّق بها أهل سُكّوُتَ ودمّر برج فنوئيل الّذي كانت به الخزينة
أما لِملكيِّ مِدينَ فسأل كيف كان رجالُ تابورَ الّذين قتلتُمْ فقالا كانوا مثلَك فكأنَّ كلَّ واحدٍ ابنُ ملك
فقالَ ألا تعلما أنّهم كانوا إخوتي وأبناءَ أُمّي فلو أبقيتموهم على قيد الحياة لأبقيتكم وما منكم هلِك
ثم قال لثابَرَ ابنِه البِكْرِ قم فاقتلهما أمّا ذا فلم يستلّ السيف فهو صبي خاف فقالا قم أنت فاضربنا
فالرّجل ببسالته فاستلَّ جدعونُ السيفَ وقطع فيه رأسيهِما ثمَّ أخذ الفضة من أعناق الجمال ثمنا
وفاة جدعون
وقال رجال إسرائيل لجدعون تسلّط علينا أنت وابنُك وابنُ ابنِك فقال لهم لا أنا أتسلط ولا أبنائي
بل الرّبُّ هو يتسلّطُ عليكم ولي عليكم مطلبٌ فليعطِني كل واحد منكم خاتما من غنيمته الشّعواءِ
إذ كان كلٌّ في يده خاتَمان مِنْ ذهبٍ لأنّهمُ اسماعيليّونَ فقالوا ليكنْ لكََ كذلكَ وبسطوا رداءً أمامه
فألقى عليه كلٌّ منهُمُ خاتَماً من غنيمتِه فوصل وزنُها ألفاً وسُبْعُمِئَةِ مِثقالِ ذهبٍ راحتْ تَبْرُقُ قدامه
ما عدا الملابسَ الأرجوانيَّةَ الّتي كان ملوك مدينَ يرتدونها ثُمَّ القلائدَ الذّهبيّةَ على أعناق الجمال
فصاغ جدعون ذلك أُفوداً للطُّقوس الدّينيّةِ لكنَّه تحوّل إلى عبادة ٍوثنيّةٍ فكان ذلك فخّا بكل احتمال
أمّا مدينُ فذلّتْ أمامَ إسرائيل وما عادَ سُكانُها يرفعون رأسَهم فهدأتِ الأرضُ لمدَّةِ أربعين عام
وانصرف جدعون إلى بيته واتّخذ نساءً عديداتٍ فولَدْن له أولاداً وصَلَ عددُهم السبّعين بالتّمام
أبيملك هو أشهرُهُم سيملك مِن بعده على إسرائيلَ أمّا أُمُّه فّهْي سُرِّيَّةُ من شكيم وهو الأكبر بينهم
أما جدعون فقد عاش حتى وصل شيخوخة سعيدة ثم مات ودفنوه في قبر يوآش أبيه فالْتَأَمَ شملهم