موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
سؤال حابب أسأله لكل واحد فيكم: لماذا في كثير من الأحيان نقبل أمور كثيرة في حياتنا بدون أن نفكر فيها، بدون أن نمحصها، بدون أن نحللها، بدون أن نعرف خلفيتها. هل أعيدكم بمناسبة عيد الهلووين؟ أم أعيدكم بمناسبة عيد جميع القديسين؟ ماذا تريدون؟ هل الأمور اختلطت عليكم. هل الأبيض صار أسود. والأسود أبيض. ما هو عيد الهلوويين: ظهر هذا العيد في القرن الثامن، عندما أعلن البابا غريغوريوس الثالث عيد جميع القديسين في الأول من تشرين الثاني. ومعنى كلمة هلويين All Hallows’ Eve أي ليلة عيد جميع القديسين. وظهر هذا العيد بديل عن عيد جميع القديسين. وهذا الليلة هي ليلة الرعب والخوف. ازاء تنكرية مخيفة. الحديث عن الأشباح والموت. عرض أقوى أفلام الرعب بدور السينما. عالم يقدّس ويتاجر بالرعب. وينثر بذور الخوف في قلوب الناس. لم يعد الإنسان للأسف اليوم يميز بين الجميل والبشع. بين الصح الخطأ. لم يعد هناك ما هو مقبول أو ما هو مرفوض. هل للخوف والرعب صار هناك يوم عيد، يوم فرح، يوم لنحتفل به. تناقض غريب. نسي الإنسان القداسة من أجل الرجاسة. هذا العيد الذي في نخفي صورة الله فينا من أجل ان نلبس اقنعه الخوف والشر. هل للشيطان صار له عيد عندنا؟ انتم في العالم ولستم من العالم. كلمات يسوع ما زالت الى اليوم تقرع، من كان له أذنان للسمع فليسمع. ما هو عيد جميع القديسين: هو عيد يذكرنا اليوم بدعوتنا الأولى: كونوا قديسين كم أنّ أباكم السماوي قديس. وكونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل. هو عيد أتى ليذكرنا اليوم بأننا أبناء الله القدوس ونحن مقدسين بنعمة الرب وبأسراره الخلاصية وعلينا أن نعيش قديسين. هو عيد أتى ليذكرنا أننا مدعوون أن بعد هذه الحياة هناك حياة أفضل تنتظرنا لا وجع ولا حزن ولا ألم ولا خوف ولا رعب بل فرح بالروح القدس وسلام يفوق كل إدراك. هو عيد أتى ليذكرنا أن لا نكون فريسة سهلة لمغريات إبليس. مدعوون أن نجاهد بكل قوة وحزم ضد كل مغريات إبليس. كنت اعتقد أن إبليس لم يعد يجرب الإنسان بالتجارب العادية المال وبناتها السرقة، الغش، الخداع، الأنانية، الجنس وبناته الزنى، الخيانة، تدنيس أجسادنا، اكتشف أن إبليس ما زال يعمل وبقوة. والمحزن بالأمر أن إبليس استطاع أن يقنع الإنسان بالخطيئة لدرجة أن المسيحي اليوم يبرر خطيئته بدون خجل وبدون قلق وبكل فخر. بما أنه الحياة صارت سهلة لهدرجة. الموت رح يكون أيضاً سهل. الموت اعني به البعد عن الله. هو عيد أتى ليذكرنا أن القداسة ممكنة. اليوم جيلنا عرف قديسين. عاش مع قديسين ومنهم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. مع يسوع تستطيع أن تكون قديس. القداسة ليست سراب، بل هي مشروع يمكن تحقيقه. وهو أول مشروع في حياة الإنسان. هو عيد أتى ليذكرنا أن القداسة هي ليست حكرا على الكهنة أو الرهبان والراهبات. القداسة هي دعوة للجميع بدون استثناء. جميع القديسين أي أن هناك أشخاص لم تلعنهم الكنيسة قديسين وعاشوا حياتهم بنعمة الرب بمحبة وبتضحية وبفرح بسلام، وهو بنعمة الرب الأن بجواره. إنجيل اليوم: التطويبات هي مشروع قداسة ناجح مئة بالمئة. هي الطريق السريع للقداسة هي أفضل طريق لكي نكون من أبناء الملكوت السماوي. هي أفضل طريق لكي تكون دائماً سراجنا منيرة مليئة بالزيت. أريد معكم اليوم أن نفحص ضميرنا من خلال كلمات يسوع: هل نحن بالفعل فقراء الروح. أي أن ارواحنا حرة طليقة من مغريات العالم. هل بالفعل في حياتنا نبحث عن ان نكون أغنياء بالسماء. هل نغتني بيسوع الذي افتقر من أجلنا لكي نغتني نحن بفقره، هل نبحث عن كنوز السماء الموجوده على الأرض الغير فاسدة. هل نحن ودعاء، فرح يسوع وسلام يسوع يشع من قلوبنا الى الأخرين. أم أننا نعكس الحزن واليأس والتعب. الحزن من أجل ملكوت الله. هل نشهد بحياتنا من أجل تعاليم السيد المسيح حتى لو تسبب لنا الأمر باضطهاد. هل نراعي الناس أكثر من الله. هل نهتم لمشاعر الناس أكثر من مشاعر الله ومخططه في حياتنا. فعزاء السماء وفرح السماء سيكون عظيما. لا تخافوا أن تشهدوا ليسوع بحياتكم. حتى لو كان الثمن أن تهان. الجياع والعطاش الى البر، عطش وجوع من نوع أخر. جوع وعطش لكلمة الله، جوع وعطش ليسوع المسيح في سر القربان، جوع وعطش لمحبة الله. التي ستفيض فينا. عندما نتغذى بكنوز السماء على هذه الأرض هي ضمانا لحياتنا الأبدية. الرحمة هل نعيش الرحمة بحياتنا، هل نعيش الرحمة مع ذواتنا. الرحمة التي تعيش المحبة بامتياز. بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم. أطهار القلوب. هل ندافع في حياتنا اليوم ن طهارة قلوبنا، طهارة أفكارنا، طهارة سمعنا، هل عدم الطهارة صارت نوع من أنواع الموضة. نكت غير طاهرة، فيدوهات غير طاهرة. نضحك من كل قلبنا. لكن ماذا سيحدث بعد ذلك. النار إذا اصابت خشبه ستحرقها. لا تلعب بالنار تحرق صباعيك. هل نحن تعيش سلام الله في حياتنا. هل نحن من صانعي السلام. هل نعيش السلام في عائلتنا. أن نحن من صانعي الشر والمشاكل. من يعيش بسلام الله يعطي سلام الله. العائلة هي مصنع القديسيين، هذه هي دعوة حقيقية. العائلة هي كنيسة بيتيه. لقد اكتشفت امراً جديداً أن امور العالم واهتماماته وانشغالاته ومشاريعه قادره ان تحطم اي عائلة كانت إذا لم يكن الله هو صخرة هذه العائلة. عندما يهتم الأب والأم كيف نجمع مصاري على حساب الله، على حساب أولادهم، يمكن أنهم سيجنون مال كثير لكن سيخسرون ما لا يستطيع المال شراءه. الثقة لا تباع ولا تشترى بين الزوجين. الأمان لا يباع ولا يشترى بين الزوجين. المحبة لا تباع ولا تشترى بين الزوجين. الأولاد لا يباعوا ولا يشتروا. العائلة لا تباع ولا تشترا. اول مشروع لكل عائلة ولكل بيت. هو القداسة. كيف أعمل أن أقدس حياتي أنا اليوم كرجل وكزوج وكأب وكيف أساعد زوجتي أن تعيش قداستها، وكيف أربي أولادي على الطريق القداسة. وكذلك الأمر أنت كأم وكزوجه وكإمرأة، كيف أعيش قداستي، وأساعد زوجي أن يكون قديساً، وكيف أربي أولادي أن يسيروا على الطريق القداسة. كونوا إنجيلاً حياً لهم. كيف أكون قديس؟ أن أعيش بحضرة الله: الله يراني، أجعل الله حاضر أمامي في كل حين. اعمالي، افكاري، أقوالي، خطواتي ان تكون مجداً لله وليس مجداً للعالم. علي أن أكون قريباً من الله كي أعكس صورة الله في حياتي. أتغذى من كلمته ومن أسراره الخلاصية. التوبة المستمرة هي أفضل طريق للقداسة. بسر الإعتراف نعيش التواضع والندامة الحقيقية والتوبة، عملية ارتداد مستمره.