موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
من يختبر قوة الإلهامات الإلهية في حياته سيُدرك أنها تفوق كل العلوم البشرية، وسيُكرّس عمرهُ لفهم واستيعاب هذه العلوم الإلهية والتي تُوحِّد كل العلوم البشرية لبلوغ غايتها ألا وهي تحقيق المشيئة الإلهية.
وحياة الإيمان هي ترجمة لفهم عميق لتلك العلوم الإلهية، فمن يكشفها لنا، ومن يُعلمنا إياها. الله نفسهُ يكشف لنا حقائق عنه، الله نفسهُ يُعلّمنا محبة ذواتنا والآخرين، الله نفسهُ يفيض علينا نورهُ لينير بصيرتنا.
ومتى يلتقط الإنسان إشارات الإلهامات الإلهية؟ عندما يستعد للقاءها، يرغبها، ويستقبلها بفرح. وهذا ما نفعله في زمن المجيء فنحن في زمن الانتظار ننتظر اتحاد الطبيعة الإلهية مع الطبيعة الإنسانية وهذا قد تمّ بالفعل والكنيسة تُذكرنا به وبأهميته ودور الصلاة في تواصلنا الروحي مع الله. وفي زمن المجيء ننتظر مجيئ المسيح ليعلّمنا المحبة الحقيقية بحياته وتعاليمه وهذا قد تمّ بالفعل والكنيسة تُذكرنا به لنستعد لاستقباله بقلوب تائبة ومُتصالحة مع نفسها والقريب ومليئة بالمحبة. وفي زمن المجيء ننتظر حضور النور الإلهي الذي يحل على الأرض ليُشرق في قلوبنا نور معرفة المسيح وهذا قد تمّ بالفعل والكنيسة تُذكرنا أن نستعد ونفتح قلوبنا لاستقباله والتشبّه به بأعمال المحبة التي نقوم بها.
فاستعداد كل واحد منا لمجيء يسوع المسيح هو جوابه الحياتي لهذا الإعلان الإلهي (الله معنا) ولهذه المحبة الإلهية (الكلمة صار جسدًا) ولهذا النور الإلهي (ليشرق النور في قلوبنا) آمين.