موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
لماذا قال الرب يسوع للمرأة السامرية: " للهُ رُوح، فعلى العباد أن يعبدوهُ بالرُّوحِ والحَقّ" (يوحنا ? : ?? ) لأن السامريّون كانوا لا يهتمّون بأرواحهم، بل على العكس كانوا يهتمون كثيرًا بالجسد، وكانوا يستخدمون كافّة الوسائل لتطهيره. ولذلك علّم الرب يسوع السامريّة أنّه ليس بتطهير الجسد بل بتطهير كل ما هو غير جسدي فينا يسعنا أن نقدّم عبادة تليق بالله غير المنظور وغير جسدي. وعندما علّم أنّ اللهالذي هو روح يجب عبادته بالروح والحق ، فقد أراد بذلك أن يعرّفنا إلى حريّة عبّاده الحقيقيّين ومنتهى عبادتهم هي الحرية بحسب أقوال الرسول بولس: "لأنَّ الربّ هو الروح، وحيثُ يكونُ روحُ الربّ، تكون الحريّة" (قورنتس الثانية ? : ??). يجب العبادة في الحقّ لأنّ طقوس الشريعة القديمة لم تكن سوى شكليّة وظاهرية، مثل الختان وتقدمة الذبائح والمحرقات والبخور وغيرها... لذلك قال السيد المسيح لعلماء اليهود والفريسيين والكتبة: أيُّها المُراؤون، أحسن أشعيا النبي في نُبوءَتِهِ عَنكُم إذ قال: "هذا الشعبُ يُكرِمُني بِشَفَتيهِ وأمّا قَلْبُهُ فبعيدٌ عني . إنَّهُم بالباطل يَعبدُني فليس ما يُعلِّمونَ من المذاهب سِوى أحكامٍ بَشَريّة" (متى ??: ?-?). أمّا الآن ، مع المسيح، وبتعاليمه، أصبح كلّ شيء حقيقة. كما أضاف في حديثهِ مع السامرية قائلاً: "وبالحقّ"، لأنّ هناك، مع الأسف، كثير من الناس يتوهّمون أنّهم يعبدون الله بالروح ، فيما هم يكوِّنون أفكاراً خاطئة عن ألوهيّته. ولذلك يمكننا القول إنّ الربّ يسوع أراد أن يبيّن لنا هنا الجزءين من الحكمة المسيحيّة بشكل موضوعي، وهي: العمل والتأمّل. يُعبّر الروح عن الحياة الفاعلة فينا كما يُعلّمنا القديس بولس الرسول: "إنّ الذين ينقادون لروح الله يكونون أبناء الله حقًّا... وهذا الرُّوحُ نَفسُهُ يَشهَدُ مع أرواحنا بأننا ابناء الله" (رومة ? : ?? و ??). إنّ الحقيقة هي الرمز للحياة التأمليّة والسجود لله بالروح والحق. + المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك