موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٦

الأحد الثاني والثلاثون: الزواج والطلاق

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

الزّواجُ مُؤَسَّـسةٌ قديــمةٌ لا أقـدَمَ مِنْها مُؤسَّسَة بارَكَها اللهُ لِلْبَعْضِ ولِلْبَعْضِ العُزوبيّةُ مُكرَّسة بِسُؤالِهِمْ هَلْ تَسْمحُ لنا بالطَّلاقِ كما موسى سمح أَوْقَعُوا أَنْفُسَهُمْ في الْفَخِّ فَهُمُ الْفُسْقَ عَنَوا لا الفرح قُلْتَ موسى ما سَمَحَ لَكُمْ إلَّا رَحْمَةُ بِالنِّساء فَقُلوبُكُمْ قاسِيَةٌ لا مَكانَ فيها لِلْحُبِّ والوفاء أَرْجَعْتَهُمْ بِجَوابِكَ الصَّائِبِ إلى يومِ الخليقة حَيْثُ جَعَلْتَ مِنَ المَرأَةِ رفيقةً لَهُمْ لا رقيقة يَتْرُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأٌمَّهُ فَهْوَ لَها وَهْيَ زوجتُه فهما واحدٌ لا إثنانِ بَعْدُ لِكُلٍّ مِنْهُما مسؤوليتُه المرأةُ خـلـيقةٌ كالرَّجُلِ حُقوقُها مُتساوِية فَلِمَ التفرِقةُ بَيْنَ الرِّجالِ والنِّساءِ الجافِية هِيَ شريكةُ آدَمَ مُنْذُ خَلْقِها وَعَظْمٌ مِنْ عِظامِه لَهـا الحـقُّ على محبَّتِهِ والتّساويْ فِـيْ نِظامِه مَعْشَرُ الفرّيسيّينَ أغْلَقَ البـابَ بِوَجْهِها حَصَرَ عَمَلَها في البيتِ وأَكَلَ لَها حقّها أمّا أَنْتَ فأنقذْتَها مِنْ قَوانينَ هُـمْ خَلَقُوها لها وسمَحْتَ لها أنْ تَشْتَرِكَ عَلَناً بالحياةِ حَوْلَها أَنْتَ فَتَحْتَ لها بابَ العَمَلِ فَسِرْنَ وراكَ عديدات فِي الْكَنيسةِ لَهُنَّ حَسَناتٌ وَفِي الْعالَمِ لَهُنَّ قُدُرات فكما الخلـيقةُ خَرَجَتْ مِـنْ يَدَيْـكَ واكتمَلتْ بالإثنَيْن لا يَتِمُّ العَمَلُ بِرِجْلٍ أوْ يَدٍ بَلْ بِرِجْلَيْنِ إثنَتَيْنِ وَيَدَيْن ولِلرِّفْقِ بالنِّساءِ الْمَهْضومَةِ حُقوقَهُنَّ علَّمْتْ لا طَلاقَ في الزّواجِ ورِفْقاً بالزّانِيةِ تَكلَّمتْ مَـنْ مِنْكُمْ بـلا خطيئةٍ فَلْيَرْمِها فَوْراً بأكْبَرِ حَجَر وهكذا تَبيَّنَ أنَّ المُرائينَ هُمُ على المُجْتَمَعِ خَطَر سَأَلوكَ عَنِ الزَّواجِ الّذي أَخْطَأَ الأَهْدافَ الّتي وَضَعْت إِنْجابُ البَنينِ فِيْ عائِلةٍ مُحِبَّةٍ تَقِيَّةٍ مُتَعاوِنَةٍ كما أَمَرْت زَوْجَةُ مَنْ سَتكونُ اُلْمَرْأَةُ الَّتي عاشَتْ مَعَ عِدَّةِ عِرسان هُمْ سَبْعُ إخْوانٍ ماتوا وماتَتْ وما أَنْجَبَتْ لَهُمْ مِنْ فِتْيان أَعْطَيْتَهُمْ دَرْساً عَنِ الآخِرَةِ فَهْيَ لا تُشْبِهُ هَذِهِ الحياه هِيَ سُكْنى فِيْ بَيْتِ أَبٍ كُلُّ بَنيهِ أَخٌ وَأُخْتٌ ما أحلاه عِنْدَكَ في السّماءِ تزولُ كلُّ القوانينِ الأرضيّة فلا زواجُ ولا طلاقُ بَلْ كُلُّها مَحبّةٌ لَكَ عُذْرِيّة