موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٦ يونيو / حزيران ٢٠٢٣

ابراهيم ووعد الله له

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
أبرام ووعد الله له

أبرام ووعد الله له

 

يتابع الأب منويل بدر نظم كتاب سفر التكوين شعرًا، متناولاً اليوم هذه الفصول:

 

لوط يفترق عن أبرام

 

لم يكن لوطُ أفقرَ مِنْ أبرامَ بالأملاكِ والأغنامِ الكثيرة

ضاقَتْ بهِما الأرضُ لذا قرَّرا الافْتِراقَ كُلٌّ إلى ديـرَة

 

لوطُ اختارَ سُهولَ الأُرْدُنِّ إذْ كانتْ خِصْبَةً كجَنَّةِ عــدن

أمّا أبرامُ فَبَقى فيْ أرضِ كنعانَ حيثُ كانَ فيها قَدْ سكن

 

لوطُ لَمْ يَدْرِ أنَّهُ أخْطَأَ الاختِيارَ إِذْ جيرانُهُ سدومَ وعمورا

خُطاةٌ كُلُّهُمْ ودونَ عِلْمِهِمْ سَيَحِلُّ بِهِمْ طـوفانُ نارٍ سعـيرا

 

 

أبرام ووعد الله له (تكوين 15)

 

أبرامُ كانَ خليلَ الله إلّا أنّهُ لَمْ يَكُنْ له ولِأًمْلاكِهِ مِنْ وريث

فاجَأَهُ يهوى أبرامُ هذي الدّنيا وما فيها لَكَ ولِنَسْلِكَ الحثيث

 

نَسْلُكَ سيكونُ كَتُرابِ الأرْضِ ورَمْلِ البِحارِ لا يَعُدُّه أحد

فانْتَقَلَ أبرامُ إلى بلُّوطَ مَمْرا حَيْثُ أقامَ وبـنى ليهوى معبد

 

ويوماً سَمِعَ أبرامُ أنَّ مُلوكَ عِيلامَ وتَدْعالَ قاموا بالهجوم

واسْتَوْلَوْا على أمْلاكِ لوطَ وأملاكِ مُلوكِ عمورا وسدوم

 

كانَ لأبرامَ حُرّاسٌ لِحِمايَتِهِ مُدَرَّبينَ فاسْتَنْفَرَهُمْ فأخذوا السلاح

جابَهوا مُلوكَ عِيلامَ وقتلوهُمْ بل حَرَّروا لوطَ وأَمْلاكَهُ بارتياح

 

في عودَتِهِمْ لاقاهُمُ مُلوكُ سدومَ وعامورَ ومَعْهُمْ ملكيصـادق

مَلِكُ شَليمَ بِالْخُبْزِ والخَمْرِ فأَكَلُوا وبارَكَهُمْ كَنائِبٍ عَنِ الخالق

 

بَعْدَ هذي الأَحْداثِ قالَ يهوى لأبرامَ فِيْ رُؤياً لَيْلِيَّةٍ واضحة

لا تَخَفْ يا أبرامُ فأَنا تُرْسٌ لَكَ إني سأَحْميكَ فَذا لَكَ مصلحة

 

سَأَلَ أبرامُ: رَبِّيْ ما نَصيبي فَأَنا عَقيمٌ ولا وريثَ بعد لي

إِلّا ذاكَ الْغَريبُ اليعازَرُ الدِّمَشْقِيُّ فما الحَلُّ عِنْدَكَ لنسلي

 

قالَ يهوى ما هذا وريثُكَ بَلْ واحِدٌ سيكونُ مِنْ أحشائِك

أَنْتَ عَقيمٌ وَلَكِنَّ السّماءَ لَنْ تَخْذُلْكَ وإِنَّ نَصيبَكَ كآبائِك

 

أنا أَخْرَجْتُكَ مِنْ حُورَ بِلا نَسْلٍ أمّا هُنا فَسيأتيكَ النَسِل

يَمْلِكُ على الأرضِ الّتي أُعْطيتُكَ فَلْيَمْتَلِئْ قَلْبُكَ بالأمل

 

أمّا سارايَ فقالَتْ لأبرامَ خُذْ هاجَرَ لَكَ زَوْجَةً مؤقّتة

لِتَلِدَ لنا ً ورِيثاً وَيَزولَ العارُ عنّا بالطَّريقِ المُعْـتمَدة

 

قَبِلَ أبرامُ فاتَّخَذَ هاجرَ المِصْرِيَّةَ مَعَ سارايَ زَوْجَةً ثانية

فَحَبِلَتْ فافْتَخَرَتْ وتَجَبَّرتْ وتكّبَّرَتْ على سيِّدَتِها الغالية

 

وإِذْ تَكَبَّرَتْ على سارايَ وحَدَثَتْ مُناوشاتٌ بينهما في بيتها

تَخَلَّتْ سارايُ عَنْها بَلْ طَرَدَتْها فهامَتْ على وَجْهِها وحدها

 

أمّا مَلاكُ الرّبِّ فَأَوْقَفَها وناداها يا هاجرُ يا خادِمَةَ سارايْ

أَلا ارْجَعي إلى سَيِّدَتِكِ وتَذَلَّلي فيهوى قالَ أَنْتِ في حِمايْ

 

مولودَكِ أَسْميهِ إسماعيُلَ أَيِ الرّبُّ سَمِعَ صَوْتَ شقائِكْ

هو أيضا سَيعيشُ شَقِيِّاً لَكِنْ مِنْهُ ستأتي شُعوبٌ لعزائِكْ

 

أَمَا صَدَقَ هذا القولُ إِذْ نَسْلُ إسماعيلَ في الإسلامِ معروف

كما ونَسْلُ اسْحقَ أخيه في المسيحيَّةِ مِنْ أبرامَ ليس طفيف

 

وقَطَعَ يهوى عَهْداً مَعَ أبرامَ قالَ أَنْتَ مِنَ الآنَ تُدعى إبراهيم

فَسَأُرْزِقُكَ نَسْلاً لا يُعَدُّ كالنُّجومِ وأَرْضاً وُسْعُها يكون عظيم

 

علامَةُ العَهْدِ بيني وبينَكَ هِيَ خَتانُ أبْنائِكُمْ بينَ كلِّ الشعوب

بِعُمْرِ الثَّمانِيَةِ أَيّامٍ يُخْتَتَنُ كُلُّ ذَكَرٍ منكمْ فأَنْتُمْ شَعْبِيَ المحبوب

 

وامْرَأَتُكَ سارايَ فَسَمِّها مِنَ اليومِ سارةَ فَهْيَ سَتَحْبَلُ بِوَلَدْ

سأُبارِكُكُمْ بِهِ فيكونَ أَباً لِشُعوبٍ كثيرةٍ لا تُحصى ولا تُعَدْ

 

اسماعيلُ أيضاً أُبارِكُهُ ولِأَجْلِكَ أجْعَلُهُ أباً لِأُمَمٍ وأجْيالٍ كبيرة

غَيْرَ أَنَّ عَهْديَ الدَائِمَ سيكونُ لإسحقَ ابْنِ سارَةَ فَهْيَ الأميرة