موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
<p dir="RTL"><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">أجبت على هاتفي عندما قالت: وأسفاه يا صديقي! فلو أبصرتني الآن والليل داج وخدّي قد توسّط بطن كفّي. لكل أسرة حكاية، ففي سهرة سادتها فرحة نجاح في زقاق بيتها، ولكن في ذات الليلة صراع عائلي قد حدث بين والديها. وإذ برصاصة طائشة اخترقت اضلاع سارة حتى انقطع صوتها أثناء مكالمتها الهاتفيّة لي.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وعندما وصلت المشفى، سألت الطبيب أن لا تأخذ جرعة مخدّر عند ازالة الرصاصة، فلبّى لها الطبيب طلبها بتعجّب! وبعد شفاؤها سألها الطبيب، لما لم تختاري أن تكوني في حالة بنج كاملة؟ فأجابته مبتسمة، عندما تلّقيت الرصاصة شعرت بوجع كان قد شلّ حركة جسمي. وكنت اعلم بان اذا ما بقيت الرصاصة داخل جسدي سيستمر الوجع حتى الموت. فإنّي لرفضت التخدير مؤمنة بمثل يقول "لا يفلّ الحديد إلّا الحديد": أي أنّه لا يزيل الوجع إلا الوجع. فأردت أن أشعر بعشرة أضعاف الألم أثناء ازالة الرصاصة، كي استردّ حياتي.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">هل لاحظتم بان حل الوجع الشيطاني (التي صنعته الرصاصة)، هو ألم انساني (اختارته سارة).</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">ثمّ اختلت سارة بوالديها وحدّثتهم قائلة: عندما اسلم يهوذا الاسخريوطي السيد المسيح لرؤساء الكهنة لقاء مبلغ 30 قطعة من الفضّة، كان وجعه سرّي متيقّن بأنّه أسلم سيدّه يسوع المسيح الصالح والبار. فأراد أن يعالج خطيئته بألم علني، فمضى ورمى الفضّة ثمّ شنق نفسه تكفيرا لما أخطئ به.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">كذلك صياح الديك بعدما انكر بطرس المسيح لثلاث مرّات أشعره بوجع سرّي قد أشعل النار في وجدانه، ولكن البكاء المرير كان بمثابة ألم علني وتأديب لضميره.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">أمّا يوحنّا المعمدان فانّه قد اختصر الطريق عندما رفض أنّ يتوجّع في سرّه حيث أنّه لم يساوم ولم يسكت عن الحقّ عندما قال لهيرودس: "لا يحقّ أن تكون لك امرأة أخيك فيليبس"، فكان ألمه المؤقت بقطع رأسه وكان الوجع الدائم من نصيب هيرودس لأنّه يعرف بأنّ يوحنّا قد كان صاحب كرامة ونبوّة لا يقول إلّا الحق.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">أمّا أنتم يا والداي فمتى سوف تواجهوا وجعكم! كل يوم ينشبّ خلاف و مشاكل وانتم تعرفون أصول نزاعاتكم، لكن تقولون في داخلكم بأنّ ذات يوم سوف نعيش بسلام عائلي. ولكن لم ولن يأتي هذا اليوم إلّا إذا تألّمتم، والألم يعني بأن تعترفوا بأخطاءكم، وتتعاتب قلوبكم، وتطهرّوا جروحاتكم كي تعيشوا بسلام دائم.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">فالوجع القادم من الخطيئة هو داء سببه شيطاني، والألم الذي يعترف بوجود الخطيئة ويدرك نتائج استمرار حدوثها هو دواء سببه إنساني. أمّا السلام التي يأتي بلسان الحقّ هو علاج سببه ربّاني سماوي.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">فاحرص على اختيار دواءك، ولا تفكّر بمسبّب داءك؟!.</span></span></p>