موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
<p dir="RTL"><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">إستيقظت في السابعة صباحا، فاغتسلت وجهي واحتسيت القهوة ومن ثمّ كدت أن اختار ما الملابس التي أريد أن اكتسيها ليوم عملي حتّى راوضني سؤال عن يوم امس اذا كنت قد تناولت وجبة العشاء. وما ان بدأت أن اتذكّر الاحداث التي مرّت معي في الأسبوع الماضي. حتّى نسيت أنّي قد شربت القهوة أو نظّفت وجهي، أو حتّى أنّي مستيقظ منذ الصباح كي أذهب الى رزقي.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">ثمّ عاودتني الذاكرة مرّة ثانية حينما قرأت قصّة خيالية بعنوان "خمسة أشخاص تلتقيهم في الفردوس" للكاتب ميتش البوم، عندما افتتح سرد قصّته بغرابة من الخاتمة. وأخذتها إستنتاج بانّ كل النهايات هي أيضا بدايات، لا تقرؤوها كفلسفة بل استوعبوها كواقعة.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">هل جرّبت وفكّرت في يوم ما قد استيقظت به، ما اذا تريد أن تنجز أو تنهي مهمّات محدّدة مع نهاية ذاك اليوم. إنّ المهندس المتميّز يتخيّل شكل العمارة بعد بنائها رغم انّه لم يبدأ التصميم والرسم الهندسي بعد. والمعلّم المثالي يتصوّر حاجة الطلّاب من خبرات حياتيّة قبل أن يشرح الدّرس. وكذلك المدرّب الناجح يتنبّأ ما سيصل اليه اللاعبين قبل ان يباشر بالتمرين.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">هل أعني بأن تطرق باب العرّافين، وتقرأ الفنجان، وتتابع الأبراج والفلك حتّى تعرف نهايتك؟ صدّقوني إنّه ليس تصوّر، وليس خيال، وليس تنبؤ. إنّما هي حقيقة ليست بهدف المثالية، وليست بهدف التميّز، وليست بهدف النجاح، إنّما هي خلاص البشريّة.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">فهل تعلم بأنّ السيّد المسيح هو أوّل من بدأ من النهاية! حيث ذكر في (متّى 16) عندما َجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ ليجرّبوه، وعندما قال لبطرس أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي و في نفس الْوَقْتِ " ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ." أي انّه هيّئ التلاميذ لنهايته قبل فترة طويلة من بداية تألّمه وصلبه وقيامته، لأنّه قد اختار نهايته وسار اليها حتّى أن حقّق خلاص البشريّة.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">فإذا كنت تفكّر بأحداث الماضي أو تستذكر مواقف سابقة فلتعم بأنّك قد بلغت نهايتك. ومن جهة أخرى إن كنت قد غمّضت عيناك وفكّرت بمستقبلك واستهلّيت نومك بأحلام اليقظة حتى تعرف مرادك أو نهاية طموحك اللامحدود. فاستيقظ واجعله حقيقة وقرّر ان تبدأ من أوّل خطوة لتصبو نهايتك.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">ولكن تذكّر بأنّ السيد المسيح عندما اختار نهايته ونجح في تنفيذها بعد فترة كان قد خطّط، وضحى، وواظب، وعلّم وسافر وتحمّل المصاعب.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">الكثير منّا يمارس كل الأفعال التي مارسها يسوع المسيح كي يبلغ مراده، و لكن للأسف ليس حتى بالقليل يودّ أن يتألّم أو يتعذّب كي يبلغ ما أراده من نهايته. ففي أوّل موقف نتوجّع أو نتألّم أو نتعذّب به ننسحب ونتذمّروننهي بدايتنا ونحن لا نعلم بأنّ إجتياز مواقف الماضي، وأحلام يقظة الحاضر والعمل بايجابية نحو المستقبل هو ما يحقّق آمالنا ونهاينا المنتظرة.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">يقال قلتفتح صفحة جديدة ولننسى الماضي. أمّا أنا فأقول دعنا نصنع ورقة بيضاء نكتب عليها نهايتنا، ولنبدأ بالمعطيات التي تريدها هذه النهاية كي تتحقق، فتارة تريد الصلاة والصوم والايمان والعمل والعلم، وتارة تحتاج تحمّل الألم والفشل والمصاعب.</span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">فلا ننسى أن نقول لتكن مشيئتك يا رب، يا يسوع اني اثق بك، كلمتك رجائي. </span></span><br /><br /><span style="font-size: 14px;"><span style="font-family: tahoma,geneva,sans-serif;">وبالنهاية أنت تريد، وأنا أريد، والله يفعل ما يريد، ولكن تأكّد بأنّ ما يفعله الله يصّب بصالحنا. تذكّر أن تحدّد نهايتك ودع عزيمتك وتفكيرك الايجابي يسعوا لبداية صنعها.</span></span></p>