موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٤ فبراير / شباط ٢٠٢١

14 شباط.. عيد الحب

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
نعم هو يوم الحب

نعم هو يوم الحب

 

يوم استشهاد مؤسّسه القديس فالنتين

 

يوم 14 شباط هو أكبر يوم هدايا باسم الحب في جميع أنحاء العالم. نعم هو يوم الحب.

 

أما أيَّ مصدر نعتمد عليه، لتسمية 14 شباط هو عيد الحب، فغير معروف. لذا فإننا نجد عدّة حكايات وخرافات يعتمد عليها من يحتفلون بهذا اليوم. أكبر رواية تعود لاسم مؤسّسه، الأسقف فالنتين (القرن الثالث) من مدينة تيرني Terni، جنوب شرق إيطاليا، يبدو أنه اهتم ببركة زواجات المحبين بكثرة، وذلك، لحمايتهم من قيصر البلاد كلاوديوس كوتيكوس Claudius Coticus، الذي كان أكبر جيشه ومحاربيه من طبقة العزّاببن، لأن  الشبيبة تحب المغامرة والقتال، أكثر من أرباب العائلات. لذا فخلافًا لأوامر القيصر، كان فالنتين يزوِّج الشباب بكثرة، ليخلِّصهم من الدّخول في الجيش، هذا وكان يهديهم ورودًا حمراء من بستانه الخاص، مما أغضب القيصر. وإذ لم يرتدع فالنتين عن هدفه، فقد أمر القيصر بقطع رأسه، كان ذلك يوم 14 شباط. فتأسس يوم الحب، الّذي أصبح بالتزكية مرتبطًا لفالنتين.

 

 

تكريم بالورود

 

وهناك خرافة أخرى، كانت تُحكى في روما، مفادها أن الشعب كان يكرّم الإلهة يونو Juno يوم 14 شباط بالورود الحمراء، وكانت الورود هي بمثابة تقادم من الشعب لهذه الآلهة. يونو هي إلهة كانت تساعد النساء لوجود شباب حسب رغبتهن ليتزوجنه، فانتشرت هذه الخرافة في القرون الوسطى في كل أوروبا.

 

 

يوم الحب في بولندا وإنجلترا وإيطاليا وبلدان أخرى

 

عيّنت بولندا ليوم الحب مكانًا رسميًّا، وبنت عليه كنيسة كبيرة، ليوم العشاق، تدشّنت يوم 14 فبراير عام 2002 ووضعت فيها ذخيرة من جمجمة الأسقف فالنتين في وعاء ذهبي مرئي للجميع. تحتفل الكنيسة بهذا اليوم بقداس احتفالي وتبارك فيه عشرات الزيجات. وبعد القداس تُرسل آلاف البالونات الحمراء في الجو.

 

أمّا في إنجلترا فقد جرت العادة منذ القرن الخامس عشر، بكتابة أشعار الحب والغرام، يعلِّقها العاشق مع وردة حمراء او كرتًا يسلِّمها لمعشوقته (من ينقصه أسعار حب وغرام فما عليه إلا أن يستعين بأشعار الشاعر نزار القبّاني). أما في إيطاليا فقد جرت العادة أن يقف العاشقان على جسرٍ نهر، يُحضران معهما قِفلاً صغيرًا وبعد أن يَعِدا الحب لبعضهما البعض، يعلقان القفل على الجسر، وبعد أن يُقفلاه، يرميان مفتاحه في الماء، رمزًا لديمومة المحبة بينهنا، ما دام القفل مغلقًا.

 

أمّا في شمال أوروبا فقد كثرت التقاليد حول عيد الحب. فمثلا في الدانمارك، يتبادل العشاق الّذين لا يعرفون بعضهم البعض، هدايا مجهولة المصدر، كضُمَّة ورد أو بسكوت أو شوكولاته. فيبدأ المُهدى إليه بالتفتيش عن مُهديها ومصدرها وهكذا يتعارفون على بعض. أمّا في السويد، فيعرفون هذا اليوم "بيوم كل القلوب"، فيُهدي العاشق عشيقَه فواكه الكرز الأحمر. وأمّا في فنلندا فيفتكر العاشق بتوزيع الهدايا، ليس فقد لعشيقه، بل ولكلِّ من يعزّ عليه في محيطه من أهلٍ وأقاربٍ وأصدقاء.

 

وأما أحلى العوائد فهي معروفة في اليابان. وهو يُعتبر يوم العاشقات، وعليهن أن يهدين الشوكولاتة ليس فقط لعشّاقِهِنَّ بل لجميع أفراد عائلتها وعائلة معشوقها، وإن كُنَّ موظفات فإلى جميح زملائهن في الشغل وعلى رأسهم رئيسهن وربّ عملهن. أمّا قمّة الإحتفال بيوم الفالنتين فهي في أمريكا، إذ لا يبقى شخص قريب أو غريب، وحتى الحيوانات البيتية منسيّاً، كلهم يتبادلون الهدايا والتهاني من بعضهم البعض.

 

وأخيرًا وليس آخرًا فإن ألمانيا ما كانت تعرف هذا اليوم، إلى حين إقامة المعسكرات الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية على أرضها، وبالإحتكاك معهم، تعلّموا منهم بداية الإحتفال. ومنذ ذلك الوقت انتشرت الإحتفالات وتوسّعت سنة عن سنة، حتى أصبح اليوم يوم الحب الرسمي، الذي فيه يعلن الكثيرون من العشاق حبهم لبعضم االبعض. فيه يُهدون بعضهم بعضا الهدايا الرمزية من ورود وهدايا أخرى غير مهمِّ سعرها بل الأهم هو رمزها، تقول للمعشوق اليوم أفتكر فيك، فهل تفتكر أنت فيَّ؟

 

 

مَن المُستفيد من يوم العشّاق؟

 

يُقال أغلى وأكثر الهدايا في يوم الفالنتين، تُشترى من الصيدليات، فهو يوم العطور وأدوات التجميل النادرة، وزيوت الحمامات وتنظيف الجسم والصابون الفاخر. فَصَدَقَ من قال: أسعار صيدليات. إذن الصيدليات هي المستفيدة الأُولى من هذا اليوم. وإن أغلى إنتاج للصابون الفاخر هو في مصنع في لبنان يوضع فيه نخيل الذهب الصّافي، فتُباع القطعة الواحدة منه بين 300 إلى 1200 دولار. كانت ايفانكا، ابنة ترامب تشتري من هذا الصابون لبيتها وأولادها.