موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ ابريل / نيسان ٢٠١٤

يوم أبناء القرن 21

بقلم :
وسام مساعده

اليوم هو يوم المصلوب القائم ... هو اليوم الجديد ... يوم الرحمة ... هو يوم القداسة... هو يوم الإنتصار... هو يوم الفرح.... هو يوم الرجاء... هو اليوم التي تلتقي بها الأرض والسماء. هو يوم أبناء القرن الحادي والعشرين. هو يوم الأربع بابوات. يوم المصلوب القائم: يسوع اليوم بجسده الممجد القائم من بين الأموات يظهر لجماعة الرسل. يسوع المسيح يدخل الى البيت والأبواب والنوافذ مغلقة. يسوع اليوم يخترق حاجز الخوف والصمت والحزن ويدخل ليزرع الفرح والتهليل والإنتصار والمجد. فالمسيح ابن الله الحي قام من بين الأموات... حقاً قام. لا تخف يا توما نعم هو يسوع المسيح... هو هو. بجسده الممجد. وقد ترك لنا في جسده علامات الصلب... جرحاته الخمسة. ليبرهن لك انه هو. من مدّ يديه ليطعم ويشفي ويرفع ويغسل قدميك قد سمّرت من أجلك محبة لك لخلاصك. ليرهن لك أن هاتين القدمين التي سارت على هذه الأرض وذهبت الى كل مدينة وقرية قد سمّرت على الصليب حباً لك. أن هذا القلب الذي أحب الى أقص الحدود، هذا القلب الذي غفر، هذا القلب الذي فاض رحمة لكل إنسان هو من طعنه البشر بحربة. فطوبى لنا نحن المؤمنين فبعيون الإيمان نرى يسوع المسيح القائم. وبعيون الإيمان نلمس محبة الله التي ظهرت لنا في يسوع المسيح القائم من بين الأموات. وبعيون الإيمان نلمس رحمة وغفران يسوع المسيح الذي سيدين الإحياء والأموات. فطوبى لنا إذا ما أمنا وعشنا إيماننا فلنا الحياة بإيماننا. هو اليوم الجديد: يوم من طراز جديد. يوم جديد بكل المعاني. يوم لبداية جديدة وانطلاقة جديدة. فإذا كنا بالفعل مؤمنين بيسوع المسيح القائم من بين الأموات تتلون حياتنا بألوان القيامة. فلا الصليب يخيفنا لإن الصليب نعم هو ألم لكنه طريق المجد. ولا اليأس يقيدنا لإنه وإن أنكرنا الله فهو لا ينكرنا فمحبته لك عظيمة، كيف ولا وأنت خليقة يديه. ولا الحزن يملك علينا لإننا ندرك أن فرح القيامة الذي شع في قلوبنا ينسينا ألام الصليب القاسية والمرة. فحلاوة القيامة تملأ جوفنا بسلام يفوق إدراكنا. فالسماء بين أيدينا لإن يسوع هو فادينا. يوم الرحمة الإلهية: اليوم هو عيد الرحمة الإلهية. هذا اليوم قد أعلنه القديس البابا يوحنا بولس الثاني. ذاك القديس الذي أعلن هذا اليوم عيد الرحمة الإلهية في الأحد الأول بعد القيامة، بعد ظهورات السيد المسيح للقديسة فوستينا الذي طلب منها أن يحتفل بعيد الرحمة الإلهية. فقد اعترف بهذه الظهورات وهذا العيد بشكل رسمي في مجمع الليتورجيات 5 أيار سنة 2000. مؤمنا برحمة الله التي تفوق جبال خطايانا. وفي هذا اليوم يُعلن هذا الإنسان قديساً. مجداً لرب السماء لعنايته ومحبته. فمن يعلن مجد الله في حياته مجد الله يحل عليه في مماته. هو يوم القداسة: نعم اليوم اعلنت الكنيسة الكاثوليكية قداسة بابويين عرف أحداهما ببساطة وطيبته والأخر بفرحه وقوته بحضور بابوين بندكتوس السادس عشر المعروف بتواضعه وحكمته والبابا فرنسيس المعروف بفقره. طوبى لك أيتها الكنيسة. طوبى لك أيتها الكنيسة المقدسة. طوبى لك أيتها الكنيسة بروح الرب القدوس العامل فيك. نعرف جيداً قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي أسقط جدار برلين معلناً أن الإنسان لا قيمه لا بدون الله. أن الإنسان لا حياة فيه وله بدون الله. هذا البابا الذي جذب قلوب الملايين من الشباب سائلاً أياهم أن يشرعوا أبواب قلوبهم للسيد المسيح. لا تخافوا. فالسماء لنا. هو يوم أبناء القرن الحادي والعشرين: اسمعوني جيداً. حدث اليوم هو حدث عليه أن يلمس عمق أعماق قلوبنا ووجدانا. عليه أن يفتح عيوننا أمام حقيقة وأمام هدف حياتنا كلها. هذا الحدث عليه أن ينير تفكيرنا وأذهاننا. لقد رأيت أعيننا البابا يوحنا بولس الثاني. هذا الإنسان عاش في وسطنا. زار أردننا. صلينا معه. زار نهرنا الصغير العظيم. هذا الإنسان هو اليوم قديس في السماء. القداسة ليست أمراً صعباً. القداسة ليست حلماً بل حقيقة. القداسة ليست حكراً على طبقة أو لون أو عرق من البشر. القداسة هي دعوتنا الأولى كونوا قديسين كما أن أباكم السماوي قدوس. القداسة هي أن نعيش الله في حياتنا. لا تخافوا فالله عظيم بمحبته وبرحمته وبغفرانه. لا تخافوا من جهنم بل اسعوا بفرح لتفوزوا بالسماء. كونوا أقوياء أشداء لتربحوا السماء. يوم الأربع بابوات: في هذا اليوم الذي ما زلنا نعيش به وسط الظلم والظلام، وسط التكفير والتكريه، وسط الضغينه والرذيلة. ينبثق مع القبر الفارغ نور ساطع نور القداسة أربع بابوات: اثنان يعيشان عاشوا القداسة واثنان يعيشوا ويشهدوا للقداسة. لا تخافوا أني قد غلبت العالم. تذكروا هذه الكلمات. هذه ليست كلمات شاعر أو روائي أو أديب بل هي كلمات رب المجد القائم من بين الأموات يسوع المسيح رب هذه الحياة وسيدها. لا تعيشوا في الماضي بل عيشوا اليوم بقوة ورجاء هذه الكلمات فمع يسوع نستطيع أن نغلب ظلم وظلام هذا العالم بنوره الساطع. ومع يسوع نستطيع أن نعلن المحبة والتسامح في هذا العالم. وفي المسيح نتسطيع أن ننثر بذور النعمة والفضيله والسلام. وبذلك نبني ملكوت السماء. مملكة الله بقوة الله الذي ظهر في يسوع المسيح. أمين