موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في سر الزواج حينما يقف العروسين أمام مذبح الله ويعلنان عن ذاك الارتباط المقدس (الأبدي) يقول كل منهما للاخر (نَعم)، فهذه النَّعم هي مسيرة طويلة حافلة بكل ما في الحياة من تحديات وصعوبات وبهذه الحالة يميل الزوج على زوجته وهي كما هو الامر تميل على زوجها لتستند عليه في الحياة بما فيها من ألم وتحدي كبيرين وتبقى هي الحاملة الهم الأكبر متكلة على عناية الله ومتكلة على نعمة اعطيت لها من السماء هي نعمة الامومة.
من هنا تبدأ مسيرة الأم، يبدأ العطاء... العطاء المجاني... العطاء حتى الزوال.
ماذا تقول لها اليوم في عيدها، وكيف لك ان تنظر إلى عينيها وكيف لك ان تتلمس تلك الايادي المتعبة وكيف لك ان تشحد عزيمتك من همتها الواهنة، كيف لك ان تستند على اكتافها المترامية، وذاك الظهر المنحني من ثقل الايام، كيف لك ان تُقبّل وجنتيها وقد احرقتها خيوط الشمس بِكَدِّها وتعبها.
هي اليوم نعمة وتلك البركة التي تمنح ايام حياتك كل الفرح لانها منبع لذاك الفرح. ايتها الأم المتعبة سلامٌ لقلبك الكبير... واسمحي لاقلامنا ان تكتب لكِ في عيدكِ اجمل الكلمات، لانك انت الكلمة وانت لحنُها وانت معنى كل الكلمات لا بل معنى لكل الحياة.
نُهديكِ القبلة على جبينك العالي...
يا قمراً يضيءُ عتمة الليالي...
تحملُ في الحياةِ كلَّ همٍ ولا تبالي...
تبقى الامينة والوفية وتنسى كل ما تعاني...
ليس عندها في الحياة سوى الابناء هم الغوالي...
وكل عام وكل ام تنعم بالفرح والسلام