موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٢ مارس / آذار ٢٠٢٥

هل كلام الله صعب أم سهل؟

بقلم :
الأخت فاتن حبايبة
هل كلام الله صعب أم سهل؟

هل كلام الله صعب أم سهل؟

 

هل يُمكننا الخوض بمفهوم ما هو صعب وما هو سهل بما يخُص كلام الله؟ وقبل ذلك لنفكّر بمفهوم ما هو صعب وما هو سهل فهو ليس ثابتا، لأن ما أجدهُ سهلاً قد يكون صعباً بالنسبة لك وما هو صعب بالنسبة لي قد يكون سهلا بالنسبة لغيري فكيف يمكننا أن نُلقي هذا المفهوم على كلام الله؟ونحن نُدرك بأن ما أجدُه سهلاً بكلام الله غيري قد يجد صعوبة كبيرة بتطبيقه وما أستصعِبهُ يجدُه غيري سهلاً. وما يُشكِّل خطورة بأنهُ لو جلست مع مجموعات من مختلف الأعمار وطرحت أمامهم هذا السؤال: كيف تجد كلام الله؟ هل هو صعب أم سهل؟ فتكون إجابة الأغلبية إن لم يكن الجميع بأن كلام الله صعب فنحن نُلقي صفة الصعوبة على كلام الله وكأننا نُريح أنفسنا وكأننا نُبعِد المسؤولية عن ذواتِنا فما هو صعب إذاً هو صعب فماذا عليّ أن أفعل تجاهه؟ وإن عملت به فسيكون بجُهد وضناء، ولأنه فقط كلام الله سأحاول تطبيقه.

 

إخوتي، كم نحن غُرباء عن جوهر كلام الله الموجَّه لنا، ولو أدركنا أن حقيقتنا المخلوقة على صورة الله ومثاله تظهر وتزدهر بهذا الجوهر سنختبر البساطة في كلام الله، نعم فكلام الله بسيط ويعود بنا إلى حقيقتنا ويُغذيها لتظهر وتزدهر. وعندما نُحرِّر أذهاننا من مفهوم ما هو صعب وما هو سهل ستتفتَّح بصيرتنا لتجد ما هو بسيط، فالبساطة تتجلّى بكلام الله وما نُحيكُه بأذهانِنا وعواطفِنا من عُقد حول تلك البساطة ستحول بنا دون فهم تلك البساطة لنجد كلام الله مُعقدًا وكلما زادت تلك العُقد كلما رؤيتنا للبساطة ضَعُفَت، ونحن من سيجد صعوبة بتطبيق كلام الله ليس لأنه صعبا بل لأننا انشغلنا بتلك العُقد وصدَّقناها. وبوعِينا ببساطة كلام الله سنُدرك مسؤوليتنا تجاه فك تلك العقد التي قد شكلناها. لنأخذ مثالا: "باركوا لاعنيكم" (لوقا 6: 28) أبسط حل وأبسط وسيلة يُخبرنا بها الله للتعامل مع من يلعننا هي البَرَكة، فبالبرَكة تتوقف اللعنة وإن لم تتوقف اللعنه فلن تؤذيك لأنك قد باركت من لعنك فلم ترد الشر بالشر. فهل ستجد أبسط من هذا؟ حاول أن تجد طُرقاً أخرى إنها ليست طرقا فالرب أعطاك الطريقة بكلمته، إنك الآن تَضع عُقداً وتحجب بصيرتك عن رؤية البساطة وتختار الضُعف لأن القوّة في البساطة والضُعف في التعقيدات. نعم فكلمة الله تحمل قوتَه فلماذا نختار العقد والضعف؟ فهنيئاً للنفس التي تقبل الكلمة ببساطتها كأمنا مريم العذراء، وهنيئاً للنفس التي تسعى لِفَك العُقد التي كونَتها لتصل إلى الكنز أي إلى كلمة الله. آمين

 

تدريب روحي: لماذا أجد صعوبة في مباركة من يلعنني؟ ما هي تلك العقد التي كونتُها في نفسي والتي تَمنعني عن البركة؟ هل أضع طاقتي وتفكيري وعواطفي لفهم بساطة كلمة الله؟ أم لتشكيل عقد حول كلام الله؟ ماذا علي أن أفعل لأفك تلك العقد؟ هل بإمكاني أن أرى البساطة في كلام الله وأطبقه؟