موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٧ مايو / أيار ٢٠٢٤

مريم والهيكل

بقلم :
الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني - مصر
دخلت الهيكل لكي تحمل مسيرة شعب الله الخلاصي، وتصبح هي حواء الجديدة المنتصرة على الخطيئة

دخلت الهيكل لكي تحمل مسيرة شعب الله الخلاصي، وتصبح هي حواء الجديدة المنتصرة على الخطيئة

 

بمناسبة الشهر المريمي نتأمل في مريم عندما دخلت الهيكل حيث استقبلها الكاهن في الهيكل عندما قُدمت.

 

دخول مريم العذراء إلى الهيكل لكي تصير هيكلًا ومسكنًا، وقدس أقداس لله. ونحن نكون على مثال مريم العذراء، عندما نصبح هياكل الله وروح الله ساكن فينا.

 

عند دخولك إلى الهيكل استقبلكِ الكاهن ولكن استقبلتِ رئيس الكهنة الأعظم في حاشاها.

 

دخول مريم إلى الهيكل لكي تستقبل كلمة الله وتتأمل بها في قلبها. ويتجلى الله لها في الهيكل وتعاين مجده، ولتحمل مسيرة شعب بني إسرائيل في قلبها، وتكون خادمة الرب الإله. وتكون أولا من هي  حاملة الخلاص وقدمته للآخرين. ومريم هي التربة الخصبة المقدسة للخليقة الجديدة.

 

دخلت الهيكل لكي تعيش حياة مليئة بالقداسة بعيدًا عن أنظار العالم وعالمنا اليوم يحب الظهور والغرور.

 

دخلت الهيكل ُتعيد الحوار مع الله هكذا تكون هي حواء الجديدة التي تقوم بحوار مع الله في الهيكل وقبل ذلك حواء القديمة صنعت حواء مع إبليس في الفردوس. ومن هنا الهيكل يصبح مكان جنة عدن.

 

دخلت الهيكل على مثال موسى النبي في البرية عند اقترابه من شجرة العليقة التي كانت مشتعلة بالنار وهناك سمع صوت الله. لذلك دخلت مريم لكي تسمع وتتأمل في كلمة الله المكتوبة بالوصايا بل تصبح هي أم الكلمة المتجسد، تكون هي العليقة المشتعلة وحاملة لاهوت الله.

 

دخلت الهيكل لكي تتأمل في مسيرة شعب الله المختار الذي أطعهم في البرية من المن والسلوى هكذا مريم تحمل يسوع المسيح هو خبز الحياة.

 

دخلت الهيكل على مثال يشوع الذي قاد شعب الله إلى أرض كنعان وتستعد مريم العذراء لتقود شعب الله الجديد إلى يسوع المخلص.

 

دخلت على على مثال صموئيل النبي الذي كلمه الله في الهيكل وعندما سمع صوته قال صموئيل "تكلم يا رب فإن عبدك يسمع" هكذا مريم العذراء بعد خبرتها داخل الهيكل، وحين بشرها الملاك في البيت قالت "أنا أمة للرب"

 

دخلت الهيكل على مثال إيليا النبي وهو فى البرية عندما دخل مغارة في جبل حوريب لكي يسمع صوت الله في الهدوء عندما كان هاربًا من وجه الملكة إيزابل، هكذا دخلت مريم الهيكل تتأمل مع عمل الله وتحتمي في قدس أقداس الله، وتكون مكرسة لله.

 

دخلت الهيكل على مثال داود النبي حينما كان يكتب المزامير بوحي من الله في البرية لأنه كان راعي غنم وبعد ذلك أصبح ملكًا ونبياً، في صلاتها وتأملاتها في المزامير وكلمة الله ومع حدث البشارة تصبح مريم حاملة كلمة الله الذي يكون هو النبي والملك والكاهن.

 

دخلت الهيكل الذي لسليمان الملك الذي صنعه ليكون مسكن لله هكذا مريم العذراء تصير هيكل الله.الأول مصنوع من يد إنسان والثاني مصنوع بيد الله.

 

دخلت الهيكل على مثال حزقيال النبي في تأمله في نص العظام اليابسة وهذه الكلمات تعلن العودة من السبي، لذلك تستعد مريم العذراء لتحمل يسوع الذي ينقذنا من سبي الخطية.

 

دخلت الهيكل لكي تسمع صوت الله على مثال إرميا النبي عندما دعاه الله "قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبيا للشعوب" (أر1: 5). هكذا مريم اختارها الله لتحمل الكلمة المتجسد، وهذا الاختيار قبل تأسيس العالم.

 

دخلت الهيكل على مثال تلاميذى عماوس وكانت رغبة منهم أن يمكث يسوع معهم لذلك يخبرنا الكتاب المقدس بهذا بعد كسر الخبر. هكذا مريم العذراء مكثت في الهيكل بل اتحدت بيسوع المسيح. وهنا سر الاتحاد.

 

دخلت الهيكل لكي تحمل مسيرة شعب الله الخلاصي وتصبح مريم العذراء هي حواء الجديدة المنتصرة على الخطيئة.