موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٤ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣

ما الفَرق؟ جِد ملئ الوجود

بقلم :
الأخت فاتن حبايبة
الأخت فاتن حبايبة

الأخت فاتن حبايبة

 

ما الفرق بين الماضي والمُستَقبَل إذا كان كلاهُما يجذِبان أفكارَكَ نحوهُما ليُمَزِّقا كيانَكَ وأنتَ في أرض الحاضر. ما الفرق بين الزمان والمكان إذا كانا كلاهُما ساحةً شاسِعةً لإظهار واقِعَكَ وأنتَ في أرض الحاضر. ما الفرق بين القوّةِ والضُعف إذا كانا كلاهُما يُرافِقانِكَ في مسيرة تسليم حياتِكَ لله ولتمجيدِهِ في أرض الحاضر.

 

ما أُريد أن أقولَهُ لكَ جِد المركِز، نقطة الإنطلاق، المصدر، لنأخُذ مثلاً المؤسسات على كُلِّ أنواعِها  وأفرُعِها يوجُد لكُلٍّ منها مركز رئيسي واحِد.  

 

وكذلك فلا وجود للماضي إن لم يَعبُر بالحاضر، ولا وجود للمُستقبَل إن لم يَكُن الحاضر،

 

ولا حِساب للزمان والمكان  إلّا وأنتَ في الجسد، ولا جِهادَ في القوّةِ والضُعف إلّا مِن خلالِكَ أنت.

 

ونحنُ البشر خُلِقنا ولنا مصدرٌ واحد وهو ملئ الوجود أي الله؛ (وقال الله: لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا) (تكوين ١: ٢٦ ). ورغبة الإنسان الدفينة هي أن يُحَقِّق ملئ وجودِه هذا الوجود الذي لا يُمكِن لهُ أن يَتحقَّق بعيدًا عن مصدرِه. أمّا الشيطان هو في حالة البُعد الأبدي عن ملئ الوجود، أي الموت الأبدي وكما يصفها يسوع في إنجيل القديس متى فصل ٢٥ آية ٣٠ بالظلمة البرانيّة.  

 

فلا تدع الماضي والمستقبل، الزمان والمكان، القوّة  والضُعف وغير ذلك الكثير بأن يخطِفوا منكَ حقيقة الوجود.

 

وتذكَّر بأنّ مركز حياتكَ الحقيقي هو الله، هو المحبّة الكاملة التي تُرشدكَ لتُحقِّق ملئ وجودِك. آمين