موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مُجرد خواطر مُهترئة وجدت في دروبٍ منسيّة تَعثر بها كُل من رمتهُ الحياة على أطراف الطريق بعد أن هُدم في الأنسان كُل بناءٍ جميل، وجدت دون أن يُعَرف من أصحابها فقد عُرف أنه تم اغتيال كل ما ملكوا من طموحٍ وأحلامٍ وأهدافٍ بسيطة لكنها جميلة. ففي مكانٍ ما ليس بعيداً من هُنا، هُناك من يخنقُ كُلَ فِكرةً وليدة ويدفنُها في وادي?المَوت، هُناك من يُسكت الأفواه الناطقة بعبارت التفاؤل والحماس ويدّس فيها الصمت، في مكان ما هناك من غَرس شجرة ومنعها أن تُثمر، وهناك من غرس واحتكر كُل الثمر، هناك من زرع في العقل مبادئ باليّة?لتولد?منهُ أفكاراً مُهترئة، هناك من لا يهتم بالموّهبة والإنجاز الجميل، هناك من يقصد تجاهل كُل طموحٍ صاعِد، وجعلوا من كل حُلمٍ بسيط هدفاً منسيّاً. هناك من اغتال حُب العمل وجعلوهُ عبوديّة، هناك من اعتقل الطاقات لجلبِ الأرباح، وهناك من سخّر الأفكار لخدمة المال، وهناك من استملك الوقت بوضع اليّد، هناك من قيّد الحريات والأفكار والأبداع ورمى بها في معتقلات الفشل. هناك من جَعل من شغفِنا للنجاح وقوداً لصعودهم، وجعلوا من كل شجرٍ مُثمر فينا حَطباً لموقد نارٍ لم يُبنى لهم من طوبٍ وإنما بُنَّي من لحمِ الطامحين الطامعين خيرا في الحياة. في مكان ما هناك من اشترى العقول وسيّسها، وهناك من باع واشترى الإنسان?وأدخله في بورصة?الربح والخسارة ورخّص ثمنهُ، هناك من استثمر الطاقات وسخّرَ الإمكانيات?لتعلوا الأرصدة.??وهناك من خيّب الآمال وداسها، هناك من باع واشترى، هناك من احتقر،?هناك من دمّر!!! هناك من اشترى المستقبل وباع الماضي،? عالم يُقرّ أن الضعيف هو فاشل ويتوجب استبعاده دون النظر إلى قدراته واستغلالها للتغلب على ضعفه، عالم يرى أن القوة هي شراسه وان المعرفة وجدت لزيادة الثروات،?عالم يُقدّس القويّ ويسخط الضعيف?ويُحطّم كل سُبل الرحمة والإنسانية. في وطن ما هناك من هدم كل إنجازٍ عظيم، هناك من يُطعم فُتات الفُتات، هناك من جاعَ من ثم مات. العقل وطن.. والحب وطن.. والإنسانية وطن.. والعمل وطن.. وكل حلم هو وطن، هناك وطنٌ للبيع بداعي الطفر فمن سيشتري!!! هَجر الكثيرين وطنهم وهم في وطنهم، سيهجرون حبه، سيهجرون الآمال والطموح وسيسكنون بيوت الطامعين ليستعبدوا أولئك فيهم الوقت والأحلام وكل شغفٍ جميل ,سيعيشون أغراباً في حارات وطنهم. للبيع بداعي الطفر فمن سيشتري؟!