موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
القلق... يزعجك من الماضـي، يخيفك من المستقبل، ويضيّع عليك الحاضر. القلق... يقبض القـلب، ويعبس الوجه، ويطفىء الـروح. القلق... يسُرّ العــــدو، ويضايق الصديــــق، ويشمّت بك الحاسد. القلق ... يزعزع الثقة في نفســـــك، ويهزّ ايمانك في عناية الله، ويجعلك ناقماً على النعمة. القلق... لا يردّ مفقــوداً، ولا يبعث ميتاً، ولا يجيب نفعـاً. القلق... يجعلك تقع في الإحبــاط، ويسبّب لك فشلاً ذريعــاً، ويهدم فيك فضيلة الأمل. القلق... ان كان سببه خطيئة فانــدم! وان كان سببه خطأ فأصلحه! وان كان سببه انتظار فاصبر! القلق... يؤثّر على أعصابك نهاراً، ويؤرّق نومـــــك ليــــلاً، ويُتعب قلبـك كل الوقت. القلق ... لا يُقدّم في الأمور شيئاً ولا يؤخّر، لا يوضّح لك الحقائق الأكيـــدة، لا يفتح لك مخرجاً ولا فرجـــاً. القلق... لماذا؟! إن كنتَ فقيـــراً غيـرك محبــوس في ديــــــن، لماذا؟! إن كنتَ متألمــا غيــرك راقـــــد على السريــر، لماذا؟! إن فقدتَ عزيزاً غيرك فقد كل أولاده في حادث. القلق... من المرض؟! سيزول .. من الإصابة؟! ستُشفى، من دين؟! سيُقضـى .. من ذنـــب؟! سيُغفــر، من حبس؟! سيُحــلّ .. من غــائب؟! سيرجع. القلق... لا تعرفه طيـور السمـــــاء .. لان الرب يقوتها، لا تشعر به زنابق الحقــل .. لان الله يُلبسهـا، لا يزعج المتكل على الخالق .. لأنه يعتني بـــه. القلق... لا داعي لــه .. إن كان للمشكلة حـل! لا فائدة منـه .. إن لم يكن هناك حل! لا خوف منه .. ان كان حلّها مؤجّـل! القلق... يتعبــك؟! مع انك مؤمن بتدابير الله، يحبطك؟! مع انك تأسست على رجاء الرب، يؤرقّـــك؟! مع انك علمت بتعاليم المسيح. المسيح الذي قال: "لا يهمكم أمر الغد، فالغد يهتم بنفسه"