موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢١ ابريل / نيسان ٢٠١٧

كيف نشأت الفوكولاري في الأردن؟‎

بقلم :
وائل سليمان - الأردن

كيارا لوبيك، ابنة مدينة ترينتو الإيطالية، هي صبية في أجمل مراحل العمر. هي ابنة الشبيبة الكاثوليكية في ذلك الوقت. وخلال الحرب العالمية الثانية، ومن داخل الملاجئ، حيث تدمر الحرب وتقتل وتزرع الكراهية، تفتح الإنجيل، وتقرر مع صديقاتها ألا تبقى كلماته شيئًا جميلاً، بل أن تتحول تلك الكلمات إلى حياة. وتبدأ المغامرة... لقد أدركن أن كل شيء في العالم يتهدّم؛ الأحلام، والمباني، الحاضر والمستقبل، والتاريخ والجغرافيا، إلا شيء واحد لا يمكن لأي قنبلة أن تقتله أو تنهي وجوده؛ إنه الله. تأخذ الصديقات من الله مثالاً لحياتهن، ويبدأن مسيرة جديدة في سبيل حياة عملية لكلمات الإنجيل. واليوم، عشرات الملايين في العالم يسيرون في ذلك الطريق. إن الجملة التي شعرنّ بأنها موجة لهنّ هي الصلاة الرائعة: "ليكونوا بأجمعهم واحدًا". من هنا تبدأ مسيرة العيش من أجل الوحدة. وصلت إحدى صديقات كيارا، واسمها أليتّا، إلى الكرك في سنة ???? وقضت الوقت مع راهبات الكومبوني في المستشفى الإيطالي. لقد صلت كثيرًا لكي تصل الفوكولاري إلى الأردن. وفي سنة ???? بدأت أول مجموعة في مادبا مع الأب يوسف رزق. وفي سنة ???? طلب المطران سليم الصائغ من مركز الفوكولار بروما إرسال عائلة مكرسة من الفوكولاري للبدء بدورات تنشئة للعائلات. وبسبب عدم توفر عائلة في ذلك الوقت تم فتح بيت للمكرسات "الفوكولاري البنات" بجبل الحسين لتنطلق منذ ?? سنة مغامرة جديدة في الأردن. في سنة ???? كانت كيارا لوبيك ضيفة على جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم كرئيسة فخرية للمؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام. وكان لنا لقاء رائع معها، برفقة ???? شخصًا من ?? دولة، في مدرج الأمير حسن بالجامعة الأردنية. إنها لحظات لن تنسى من الذاكرة. الفوكولاري.. عمل مريم.. إنها روحانية الوحدة.. هي وردة في حقل الإنسانية والكنيسة. كيارا لوبيك التي عاشت قبل أن تتكلم، كانت قاعدتها تقول أن أفعل للآخرين ما تريد أن يفعله الآخرون لك، ولا تفعل للآخرين ما لا تريد أن يفعله الآخرون لك. كيارا، مؤسسة الفوكولاري، تتحدث في جامع بنيويورك، تزور الرهبان البوذيين في تايلاند، تقوي العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية والكنيسة الإنغليكانية واللوثرية، تصالح بين القبائل في إفريقيا. هي أداة بيد الله لخير الإنسانية. من كلامات كيارا الرائعة: - في نهاية حياتنا على الأرض سنحمل معنا المحبة، والباقي لا قيمة له. - لا يحق للنفس أن تشعر بالمحبة قبل أن تحب، فهي تحظى بها متى أحبت. - لكل شوكة ورودها. - يقول ديكارت أنا أفكر فأنا موجود، ولكن في الحقيقة أنا أحب فأنا موجود.