موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تحتفل الكنيسة اليوم برتبة غسل يسوع لأرجل التلاميذ. علامة تحمل الكثير من المعاني: قمة الحب ومنتهي التواضع، واعطاء مثل لمن هو الراعي والقائد. هذا حقيقي ولكن ما لمسني هذا العام أمر جديد. غسل الأرجل يظهر وللمرة الاولى عندما استقبل ابراهيم الثلاث شخصيات المجهولة وقال لهم: اجلسوا واستريحوا وقدم لهم الماء كي يغسلوا ارجلهم. ابراهيم يرى فيهم حضور الرب، صوته ومشيئته. ابراهيم يتخطى المظهر الخارجي لهؤلاء الاشخاص ويري خلفهم رسالة من الرب. وهنا ايضا يأتي المسيح ويقوم ويغسل ارجل التلاميذ : من بينهم من سينكره واخر سيسلمه والكل سيتركه ولا احد سيعترف بجميله ويسبر معه وقت صعوبته. يري المسيح امامه خيانة، نكران، عدم امتنان. يري المسيح امامه طريق الام، جلد، ثم صلب وماذا يفعل؟ يقوم. نعم يقوم لا يبقي في افكاره، لا يقف عند ما يراه بل يقوم ويغسل ارجل التلاميذ . هو ايضا مثل ابيه ابراهيم يري فيهم حضور الرب صوته ومشيئته. نعم يقوم لأنه يثق ان الله لن يتركه يري الفساد. غسل الأرجل بالتأكيد علامه للتواضع علامه للمحبة ولكن لي انا اليوم ان اقوم واغسل ارجل من حولي، اي ان اتعرف ان هناك الله، هناك صوته، هناك مشيئته. دعوة لي واتمني ان تكون ايضا لك ، ان لا نقف عند مظاهر وتصرفات من حولنا بل نري بعيني الايمان الله فيهم. خميس عهد مبارك.