موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ يونيو / حزيران ٢٠٢٢

شهر قلب يسوع

بقلم :
ماجد ابراهيم بطرس ككي - أميركا
شهر حزيران الذي هو شهر مكرّس للتعبد لقلب يسوع

شهر حزيران الذي هو شهر مكرّس للتعبد لقلب يسوع


في عام 1833 انطلقت فكرة تكريس شهر حزيران لقلب يسوع الأقدس من دير القديس أوغسطينوس في باريس. يأتي شهر حزيران بعد شهر أيار المخصّص لمريم العذراء منذ القرن الخامس عشر. رتبت الكنيسة ذلك لأن أمنا مريم تسهر علينا في مسيرتنا على هذه الأرض نحو الملكوت، وهي تحتضننا في شهر أيار وتأخذ بأيدينا لتقدمنا في شهر حزيران لقلب ابنها الفادي.

 

سنة 1956 أصدر البابا بيوس الثاني عشر رسالة بابوية بعنوان" تستقون المياه"، حث فيها المؤمنين على العبادة لقلب يسوع الأقدس وعلى تكريس الذات والعائلة له.

 

يظهر البعد اللاهوتي لقلب يسوع في سر الفداء، فبآلام يسوع وموته على الصليب وقيامته المجيدة وصعوده الى السماء، ندرك مقدار حُبه اللامحدود لكل منا. يستطيع كل واحد منّا القول إن يسوع مات لأجل خلاصي وفتح لي وللبشرية جمعاء أبواب الحياة الأبدية.

 

إن الحب الذي يحمله يسوع لنا هو حب إلهي لا يستطيع الإنسان أن يدركه. وقد أصبح قلب يسوع المفتوح بالحربة رمزا لهذا الحب الإلهي للبشر.

 

قلب يسوع الاقدس

 

ثلاثة كلمات متكونة من اثنا عشر حرفاً , لها معاني كبيرة وعظيمة في حياة المسيحيين اذا تمعنا ودققنا في معانيها ورموزها لعرفنا وفهمنا معانيها العظيمة والجليلة . فقلب اي شيء هو الاساس للنبض والحياة والعمل لذلك الشيء , فما بالك عزيزي القاريء المؤمن اذا كان هذا القلب هو ليسوع له المجد ... فادينا ومخلصنا ومنقينا من الرزايا والآثام التي تلّوثنا بها ولا زلنا, ومقيمنا من الموت و رافعنا الى السماء لنقيم معه هناك في العلى , لنكون هناك مقدسين كقدس هذا القلب النابض بالحياة أبد الدهور

 

القاف: قال قد تم وأمال رأسهِ وأسلمَ الروح (يو 19: 30)

 

اللام: ليس كُلُّ من يقولُ لي يا رب يدخلُ ملكوتَ السماوات بَل الذي يعمل إرادة أبي الذي في السموات (مت 7: 21)

 

الباء: بالكيل الذي تكِيلونَ به يُكالُ لكم ويزاد (مت 5: 44)

 

الياء: ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دامَ نهارٌ (يو 8: 4)

 

السين: سالموا بعضكُم بعضاً (مر 9: 50)

 

الواو: وكُلّ ما تطلبونهُ في الصلاة مؤمنين تنالونهُ (مت 21: 22)

 

العين: علِّموهُم أن يحفظوا جميعَ ما أوصيتكُم بهِ (مت 28: 20)

 

الالف: أنا إن ارتفعت عن الأرضِ أجذُبُ إليَّ الجميع (يو 12: 32)

 

اللام: ليس لأحد حبٌ أعظمَ مِن هذا أن يبدل نفسِه لأجل أحبائهِ (يو 15: 13)

 

الألف: أحبّوا بَعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم بعضكم بعضاً (يو 13: 34)

 

القاف: قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في التجربة (لو 22: 40)

 

الدال: دُفِعَ إليَّ كُلُّ سلطانٍ في السماءِ وعلى الأرضِ (مت 8: 17)

 

السين: سلاماً أترك لكُم. سلامي أعطيكم ليس كما يُعطي العالم أُعطيكُم أنا (يو 14: 27)

 

فلنتأمل أخوتي بالتضحية التي قدمها مخلًصنا حين قال قد تم وأمال رأسه وأسلم الروح، وقال لنا لا تكونوا كالمرائين تتظاهرون بالصلاة بانكم في ذلك تنالون الملكوت. وقد قال لنا كذلك لا تدينوا لئلا تدانوا انتم بنفس الكيل اوا كثر منه، وفي موضع آخر قال عليّ ان اكمل عملي الذي من أجله أرسلت للعالم وأوصانا بأن تسلم على بعضنا البعض وفي موضع آخر قال لنا كل ما تريده تطلبه تنالوه إن كنتم مؤمنين وفي نهاية رسالته قال عند صعودي للسماء سوف أأخذ معي جميعكم هذا الذي احبّنا كلّنا فبذل نفسه عنّا واوصانا بالمحبة وطلب منا أن نصلّي لكي ما ننجو هذا الذي أعطي له السلطان على كل شيء وفي الاخير ترك لنا سلامه .فلنقبل ونتقيّد ونعمل بكل وصاياه ونقتدي به.

 

في شهر حزيران المكرّس

لتعبد قلب يسوع الأقدس

الذي به حنى وفيه لمس

كل مخلوق قد خطاْ وتدنس

فمحى بلمسته هذه وكنس

كل الخطايا والآثام والدنس

فلنتوجه أخوتي نحوه نلتمس

نتعبد ونأخذ العبرة والدرس

بالتأمل والصلاة والهمس