سفر العدد

 

يتابع الأب منويل بدر سر أسفار العهد القديم شعرًا، متناولاً اليوم سفر العدد:

 

 

سمّاه المُترجِمونَ اليونانُ بهذا الاسْمِ نظراً إلى الإحصاءات

إذْ هِيَ موضوعُ الفُصولِ الأُولى الّتي مَلَأتْهُ وفيها تعقيدات

 

 

(الفصول 1-4)

 

خُطوطُه العريضةُ قسَّموها لثلاثةِ أقسامٍ نَجِدُها غيرُ متساوية

القسمُ الأوَّلُ يُكَمِّلُ التّنظيماتِ في الخروج والأحبار الماضية

 

 

أمّا في القسم الثاني فيغادِرُ إسرائيلُ سيناءَ ليبدأ بعُبورِ الصحراء

الّذي دام أربعينَ سنةً ثُمَّ وصلَ عِبْرَ الأردنِّ فموآبَ تَحْتَ العراء

 

القسمُ الثّالِثُ يبتدئُ بإحصاءٍ لموسى يضعُ فيه خطوطاً عريضة

لتقسيمِ الأراضي الّتي فتحوها وسيفتحوها دورُ إسرائيل فريضة

 

 

(الفصول 27-33)

 

فلا تَسَلْسُلُ في الكتابِ يُعْرَفُ فنكتفي بتسمِيَتِهِ إسرائيلُ في البرية

يُحارِبُ أُمَماً في طريقِهِ لأرضِ الميعادِ تَنْضمُّ إليهِ فيعيشوا سوية

 

موسى لعِبَ الدّورَ الكبيرَ في توحيدِ صُفوفِ الشّعْب وعبادَةِ الله

كان رَجُلَ صَلاةٍ في حياتِهِ فأنْقَذَهُ الله مِراراً مِنَ الصِّعابِ وحماه

 

وحتّى يبقى الشّعْب مُتَماسِكاً تُظْهِرُ التّوراةُ موسي كَلِسانِ الرّبّ

وفي سَنِّ قوانينٍ لاحقةٍ نسبوها له كما لو كان مَعْهُمْ على الدرب

 

هارون صار بِأمْرِ يهوى أوّلَ رئيسِ كهنةٍ نسْلُه هُمْ خُدّامُ الهيكل

بعدَ موتِ موسى وهارون تولّى ألعازارُ ابنُ هرونَ سُلْطَةَ العمل

 

هذا وللدِّفاعِ عَنْ شعبِ إسرائيل فَفِئةُ نَسْلِ موسى سَتَحْمِلُ السلاح

هذا التّنظيمُ تَمَّ الاتِّفاقُ عليه مُنْذ سينا فكانَ الشّعْب بِأمانٍ وارتياح

 

حياةُ الشّعْب تسيرُ حَسْب أوامرِ الله فكِلْمةُ الرّبّ هيَ الّتي تُسيِّرُه

إنْ خالَفَها تعثَّرَ خُطاهُ وإنْ سارَ حَسْبها شعر أَنَّها للأحْسنِ تغيِّرُه

 

طريقُهُ كانَتِ الوُصولَ لأرضِ كنعانَ لذا فما بنى لإلهه هيكلا ثابتا

إسرائيلُ شعبٌ سائِرٌ كما نَعْرِفُ وإلهُهُ مَعْهُ في خيمةٍ بالّليل صامتا

 

حضورُ ربِّه الدّائمُ بينَه كان له مُطَمْئِناً فَهْو القدّوسُ يُرافِقُ شعبه

الشّعْبُ كان خاطِئاً لَكِنَّ الكهنةَ بينَه بِذبائِحِ التّكفيرِ أَبْعدوا غضبه

 

فلولا تَذْكيرُ الكهنةٍ واللّاويّينَ له بالتّوبةِ لكانَ الشّعْب دوماً مهدّدا

هذي الوظائِفُ أبْرزَتْ ما لِهذي الطّبقاتِ مِنْ امتيازٍ وحُبٍّ مجردا

 

هذا الكتابُ قالوا تجميعٌ لكتاباتٍ ورواياتٍ يهويّةٌ وإلايوهيّةٌ عدّة

نَجِدُ فيه عناصرَ مُهِمّةً تُكمِّل قِصَّةَ إسرائيل بالمحتوى لا بالمدة

 

نصوصُ الْيَهْويّة تَعْرِضُ تقاليدَ وتاريخَ أسباطِ الجنوب الإنسانية

وأمّا الإيلوهيةُ ففيها شعورٌ أدقُّ لوَحْدةِ الشّعْب هذي أخبارٌ نبوية

 

بالاخْتِصارِ كتابُ العددِ هو قصّةٌ واقعيّةٌ لمرحلةِ الشّعْب الأوْلى

رغمَ ضَعْفِهِ حَماهُ يهوَى بنظامٍ منَعَهُ مِنَ الاختلاطِ بِأُمَمٍ له أوطى

 

فيهوى جعلهُ شعباً مِثالاً لباقي الأُممِ بوصايا عليها يبني حياتَه

في هذي الوصايا نموذجٌ لكلِّ شعبٍ يُتمِّم فيه أوامِرَه وصفاتَه