موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
كم من النعم التي يمحنا الله إيها ولا نشعر بها!
وكم من العطايا التي نتمتع بها ولا ننتبه إلى وجدها في حياتنا!
لا نحتاج لأن نكون لاهوتيين وفلاسفة لنرى هذه النعم، بل علينا ان نلاحظ هذه النعم بأعين الأطفال البسيطة التي ترى أصغر الأشياء، وأن نمتلك قلب المتأمل الذي يتأمل في أدق التفاصيل ويتوقف أمامها للاستمتاع بها.
هل تعرف بأن أجمل وأغلى النعم المجانية التي أنعم الله علينا هي نعمة الحياة؟
فالحياة نعمة يتجسد فيها العطاء المجاني. وهذه النعمة أُعطيت لنا من خلال أب وأم امتلأت قلبهما إيمانا بعطاء الله. فأنا عطية الله لأسرتي، عطية أسعدتهما بالرغم من كل الظروف المحيطة بهما. وهذا سببا حقيقيا يدفعني لأن أشكر الله الخالق على نعمة الحياة، وبأنني كنت عطية وسبب سعادة لأسرتي، ومن خلالي تجسدت عطية وحب الله في الكون.
- نعمة الأسرة: (الأب والأم) يشعر بها من حُرم من رؤية اسرته، ونعمة الأطفال يشعر بها من يفتقد لهذه العطية في حياة. فهناك من يشعروا بنعم وعطايا لا توجد في حياتهم بينما من يتنعمون بهذه النعم تغيب عليهم بسبب بعض الصعوبات الحياتية.
الأطفال هم هدية إلهية للأسرة البشرية، إذا لم تحصل أسرة على هذه الهدية لأسباب صحية أو بشرية هذا لا يعني أن الله لم ينعم عليها بعطايا وهدايا أخرى، فقط يجب البحث عنها خلال اليوم. وهكذا بالنسبة للأطفال الذين حُرموا من أسرتهم لأية أسباب كانت، بالتأكيد هناك نِعم وعطايا يعوض بها أطفاله.
النعم تملء حياتنا!
- نعمة الحياة: نبدأ يومنا يوميا بنعمة الحياة، ونعمة النهوض من السرير لأن هناك من لا يستطيعون الحركة. نعمة تنفس هواء نقي، نعمة الدخول إلى الحمام بدون مساعدة، نعمة قضاء حاجاتنا بدون تدخل جراحي. نعمة تناول الطعام وارتداء ملابس، نعمة العيش تحت سقف يحمينا من تغيرات المناخ، في حين هناك الملايين الذين يعيشون في العراء بدون طعام وملابس وبدون الإحساس بالأمان.
- نعمة الوطن: الذي أعطى لك أرضا لتعيش عليه، ولتحمل جنسيته هذه البلد التي ولدت فيها. فهدية الاستقرار التي تدفعك للإحساس بالأمان يفتقدها ملايين اللاجئين الذين ولدوا في أرض غريبة ولا يشعرون بالانتماء ولا يعرفون أين سيعيشوا.
- نعمة الصحة: أغلى النعم وأثمن العطايا، ولا تقدر بمال، الصحة هي هذا الدافع الديناميكي لأجزاء الجسم للعمل المستمر بدون الحاجة إلى أدوية من صنع الإنسان. فإذا كنت قادر على السير على الأقدام وتناول الطعام والماء والحديث وممارسة أنشطتك اليومية بدون مساعدة طبية فأنت تتمتع بنعم يفتقدها أخرون لتكون ممنونا بها ولا تهدر قيمتها بعدم الاحساس بهذه النعم والعطايا.
- نعمة التعليم: فرصة التعليم متاحة للجميع نظريا، ولكن عمليا هناك الملايين الذين لا يستطيعون التمتع بالعلم، في حين هناك من أتيحت لهم فرصة الالتحاق بأغلى المدارس ويتعلمون العديد من اللغات وللأسف لا يقدرون هذه النعمة ويستهترون بالمبالغ الضخمة التي تنفقها أسرهم عليهم، ولا يشعرون بمن لم يتمكنوا من بدأ تعليمهم بسبب الصعوبات المادية والاجتماعية، فالتعليم نعمة.
- نعمة العمل: الذي من خلاله نستطيع استخدام قدراتنا ومهاراتنا التي تميزنا، ونعمة الحصول على دخل ونقود نستطيع تسديد احتياجاتنا نحن وأسرتنا، في حين أن الاف الأشخاص المحيطين بنا لا يملكون قوتهم اليومي، وملايين الشباب بدون عمل.
- نعمة الأصدقاء: في زمن قلت فيه الصداقة الحقيقة التي لا تكمن في داخلها المنفعة المادية، فإذا كان لديكِ/ لديكَ صديق جيد فكن سعيدا لأن صديقك هذا هدية في هذا الزمن.
- وسائل التنقل: نعمة يشعر بها من يسافرونا على الأقدام ويقطعون مئات الأمتار طموحا في الوصول لعيادة طبيب أو لشراء الاحتياجات اليومية.
- النعمة الإلكترونية: أغلبنا يستخدم أحدث الأجهزة الإلكترونية وهناك من يتسابقون في الحصول على أحدث الموديلات وأغلى الماركت في حين هناك من لا يمتلكون أرخص الأجهزة في بيتهم.
- نعمة الطبيعة: من أجمل العطايا التي أهدانا الله إيها، مناظر أجمل من أن تصور وترسم، وطبيعة تعمل بقوانين غير مرئية، بدأت البشرية تعرف بقيمتها بعد تلوثها واختراق قوانينها.
- نعمة الإيمان: فمن له إيمان له رجاء يدفعه لكي يعيش ليس بقيم إنسانية فحسب إنما بقيم إيمانية من شأنها أن تساعده على التواصل مع الله خالق الكون وصاحب كل هذه النعم والعطايا المجانية، وأن يتذوق السعادة الإلهية على الأرض.
هناك الاف، بل ملايين النعم والعطايا التي نعيش فيها، لا يتسع مقالي لها، بعض هذه النعم مرئية وبعضها غير مرئي يشعر بوجدها من يتأملها، فليكون هذا التأمل دافع يساعدنا على الشعور بكل النعم والعطايا التي يغمرنا الله الخالق بها.
يا واهب العطايا، أعطينا أن نستمتع بعطاياك التي تزين حياتنا بها.
يا خالق قلوبنا، أمنح قلوبنا السعادة الإلهية والفرح الدائم بهذه النعم.
يا أيها العاطي، أعطي الجميع أن يتلذذوا بعطاياك الروحية والمادية.
يا رب كل النعم والعطايا، أقبل شكرنا وحمدنا على عطايا المرئية والخافية.