موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٧ أغسطس / آب ٢٠١٨

زمن الفساد

بقلم :
رلى السماعين - الأردن

لا توجد في منطقتنا فترات هدوء وراحة، سياسياً اقصد. تمر منطقتنا كل فترة زمنية بمرحلة صعبة ويصيب الاحباط و الالم القاطنين فيها. الفترة الماضية كانت فترة الارهاب وكيفية القضاء عليه وما تبعه من جنون عصف بِنَا و بمنطقتنا. أما المرحلة الحالية فهي مرحلة الفساد التي كنّا نسمع بها سابقاً في بلدان اخرى والآن نشهدها بيننا وبقوة والتي باتت بحاجة الى اتخاذ خطوات جذرية و رادعة كي لا تمتد وتأخذ أكبر من حجمها بالمدة الزمنية والجهد. مدركين بان الفساد بات مرض العصر الذي لم يسلم منه في وقتا الحالي أي بلد في العالم. رجوعاً الى التاريخ، وعلى مر العصور، نجد بأن الثورات هي التي قادت الى العدالة الاجتماعية والتي هي عدالة ارضية نسبية، ويقوم بها من يشعر بالظلم ويجرؤ على رفع صوته عالياً مطالباً بالعدالة. أما في عصرنا الحالي فالثورات التقليدية أخذت صورة مختلفة فقد باتت هادئة نوعاً ما ويتم التعبير عما يجول في خاطر غالبية المجتمع من خلال الصحف، وكتاب وأصحاب اقلام راقية صادقة وصريحة بالاضافة الى ما يُكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعبرون عما يجول في فكر الشارع ويطالبون بما هو حق وشرعي وهو الحد من الفساد وتطبيق القانون على الجميع بصرامة وتساوي. وهناك من استغل الموجة للإساءة الى شخصيات بحجة الكشف عن الفساد. كافراد مسؤوليتنا كبيرة اتجاه أنفسنا والمجتمع في الوقوف كحائط صد ضد الفاسدين وأعمالهم. وإن أردنا أن نكون اكثر صراحة مع بعضنا، لنلقى نظرة على أنفسنا اولاً، الكذب المتفشي هو نوع من الفساد والمحزن بإننا نثّبت الكذبة في غالب الاوقات باستخدام لفظ الجلالة "والله". السرقة، وبيع مواد غذائية فاسدة، والقيادة العشوائية الغير مسؤولة، وخرق قواعد السير، وظاهرة التحرش و...و... هو الفساد بعينه. اما ما نسمع به من اخبار انتحار متكررة باتت ظاهرة عصرية مؤلمة سببها فساد منظومة إجتماعية غير قادرة على إحتضان شبابها وإستغلال طاقاتهم لمنفعتهم وللمنفعة العامة. أما الظاهرة التي يجب علينا أن نضع لها حد، هو تبادل الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي في فترات حرجة. هذه الرسائل القصيرة التي لا تصب في منفعة الاردن بل تؤدي الى التوتر والمزيد من التوتر والغضب وتضعف الانتماء وتنتج الحقد. ماذا لو وقفنا ضد هذا التيار بعدم التعاطي مع هذه الرسائل السلبية ودعوة مرسلها بالتوقف عن نشرها. بمعنى آخر أن نتصرف بمسؤولية حيال أمن مجتمعنا ونجمع طاقاتنا وجهودنا ونقوم بثورة بيضاء ضد الفساد. إن اصلحنا أنفسنا نستطيع وقتها ان نحصر الفاسدين الحقيقين. وعلى كل محب لوطنه دور مهم بأن يعمل كمراقب رافضين أشباه حالات الفساد وواضعين حداً لها، ضامين طاقاتنا وصوّتنا مع حكومتنا، وعاملين معاً لحماية بيتنا الداخلي من الانشقاق مظهرين للعالم أجمع وعينا كاردنيين، عالمين بان قافلتنا مستمرة بالسير بعون من الله.. والكلاب ستبقى تنبح.