موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٤ ابريل / نيسان ٢٠١٩

بالحقيقة أحرار

بقلم :
رلى السماعين - الأردن

توالت في بالي أفكار متعددة وأنا جالسة في الكنيسة صباح أحد الشعانين أستمع الى الموعظة. أحياناً كثيرة كلمة بسيطة تفتح باب الأفكار على مصراعيه لتتصارع في رأسي جميعها وتتسابق من ستبرز اولاً. أول فكرة كانت بأن قبول دم المسيح الطاهر هو أمر ليس بالسهل أبداً. وبأن من المؤسف أن يطلق على المسيحين نور العالم وملح الارض دون أن نكون قد استحقينا هذا اللقب بالعمل على أرض الواقع لان الإيمان يَظهر بالأعمال وليس العكس " لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي." (رسالة يعقوب 2: 18) ومن ثم استحضرتني فكرة أخرى، بأن الوقت الانسب لمراجعة أنفسنا وذواتنا العميقة لأحداث ذلك التغيير المنشود في حياتنا هو ليس في نهاية كل سنة بل وجب أن يأخذ دوره في أسبوع الالام الذي به نسترجع ذكرى التضحية الأعظم في تاريخ البشرية ومنذ تأسيس العالم تلك التي كانت على الصليب وكانت لجميع من يقبل به رباً ومخلصاً. السيد المسيح سفك دمه لأجلك ولاجلي. وإن قبلنا هذه الحقيقة ولم "نهمل خلاصاً هذا مقداره" خلصنا. التاريخ يذكرنا بأن هناك من شتمه، وهناك من مزّق ثيابه وعراه، وهناك من تركه وأهمله ومضى عنه، وهناك من قَبله. لم يتغير شيء في وقتنا الحالي، فالطبع البشري واحد. الزمن فقط يتغير. ولكن هناك نتيجة واحدة للمنتصر لذلك الذي اختار الحق والحق حرره، "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ." (إنجيل 1: 12) لقد وهبنا الله نعمة العقل والتفكير والتساؤل والاهم نعمة الاختيار التي من خلالها قد نصل إلى الحرية الحقيقية بمعرفة الله. فالإنسان وُلد بارادة، والارادة تتجلى في حرية الاختيار والتي هي حق. وأما الحرية فهمي تُمنح لنا عندما نقرر ونقر بأنه رب ومخلص على حياتنا وعكس ذلك نبقى نعيش بإختيارنا في قيود العبودية، عبودية العالم وما تمنحه من مُتَع أرضية مؤقتة فانية. كل قطرة دم سُفكت على الصليب و الساعات القليلة قبل ذلك، كانت لخلاصك وخلاصي. كل صرخة ألم كانت لتحريرك من عبودية الخطية وتحريري. والموت والقيامة كان هدفه تحريرنا من سلطان الموت ومنحنا حياة أبدية. أسبوع الالام، الساعات القليلة قبل القيامة وقبل الانتصار العظيم، هو الوقت المناسب لإعادة حسابات حياتنا ونسأل: هل أنكره في حياتي كما أنكره بطرس؟ هل بعته بحفنة من المال أو منصب؟ هل أستحق هذا الحب وهذا الخلاص؟ ماذا على أن أفعل لأعيد ترتيب حياتي حسب إرادة الله؟ جوابي لنفسي، ولك إن أخذت به: لاشيء. لا تتعب في التفكير. لا تبحث في كتبٍ عدّة. لا تُقلق نفسك باسئلة كثيرة. لاشيء. فقط بالايمان والإقرار "لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ." (رومية10: 9) فما علينا الا أن نُسلم، ونثق، ونتوكل، ونتكل عليه ليستلم هو دفة حياتنا ونبدأ صفحة جديدة في ذكرى القيامة المجيدة هاتفين المسيح قام حقاً قام. صحافية وكاتبة rulasamain@gmail.com