موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

رمم وجدد بيتي

بقلم :
الاخ حنا كمال الفرنسيسكاني - مصر‎
رمموا وجددوا روح العائلة فهنا يتجدد وجه الكنيسة

رمموا وجددوا روح العائلة فهنا يتجدد وجه الكنيسة

 

أعتقد أنك من الوهلة الأولى ستظن أنها كلمات وجهت ذات مرة إلى شخص يدعى فرنسيس الأسيزي. نعم إنها حقيقة ولكن اليوم يتجدد النداء لكل مؤمن وإنسان علي وجه الأرض. وبما انني اخاطبك أخي الإنسان المسيحي فسأدعوك لتفكر معي في هذا النداء الموجه إليك اليوم "رمم بيتي".

 

لقد احزننا مشهد غلق أبواب الكنائس والمعابد، لكن من الأكل أخرج أكلا، فلنتذكر أن الكنيسة الأولى: هي بيتي وأسرتي التي بسبب مشاغل وأسباب كثيرة تحتاج اليوم إلى ترميم.

 

لا أدعي أن هذه الأحداث صُممت لتجعلك تنتبه إلى النداء الموجه إليك ولكن من قلب الأحداث يمكننا أن نفهم وننتبه إلى نداءات خفية كما حدث مع فرنسيس الاسيزي وقت مرضه وسجنه.

 

رمم بيتي أيها الزوج، رممي بيتي أيتها الزوجة:

 

كم من العلاقات الزوجية اليوم تحتاج الي ترميم وإعادة توازن والبقاء أكثر معا؟ كم من الأزواج والزوجات نسوا أن صورتهم تتجسد في علاقة المسيح بالكنيسة؟

 

رمم بيتي أيها الأب، رممي بيتي أيتها الأم:

 

كم من الآباء والأمهات نسوا أنهم هما المعول الأول لتشكيل صورة الله عند أبنائهم؟

 

كم من الآباء والأمهات نسوا أن الله تتجلي صورة ابوته في محبته لأبنائه من خلال مثال الاب الرحيم؟ وكم من الأمهات نسوا أن الله ذاته أعلن أن نسيت الام رضيعها أنا لا انساكم؟

 

فأنتم أيها الآباء والأمهات صورة لله تقدمونها لأولادكم.

 

رمم بيتي أيها الابن، رممي بيتي أيتها الابنة:

 

كم من الابناء اليوم نسوا انهم مدعوون ان يكونوا صورة المسيح الابن الذي لم يعد مساواته لله غنيمة بل أطاع حتى الموت، موت الصليب. في عالم يدعون الابناء الى الاستقلالية الذاتية التي تجرفهم الى الانفرادية فافعل ما يحلو لي كما يحلو لي.

 

رمم بيتي أيها الأخ، رممي بيتي أيتها الأخت:

 

كم من الأخوة والأخوات الذين قرروا أن يصبحوا أخوة لآخرين بعدين بأميال وأميال من خلال عالمنا الرقمي اليومي غير مكترث لأخي الذي لايفصلني عنه سوى حائط غرفتي؟

 

كم من الأخوة والأخوات نسوا أنهم عطية لبعضهم البعض وبسبب مصالح  شخصية واطماع (كما حدث بين يوسف وأخوته في سفر التكوين) يستبيحوا تدمير بعضهم البعض إما بالكلمة او التجاهل أو النسيان فهذا قتل اصعب من قتل الأبدان.

 

رمموا وجددوا روح العائلة فهنا يتجدد وجه الكنيسة،

افتحوا أبواب العائلة ليدخل الله فيها قبل أن نفتح أبواب الكنائس لندخل نحن بها.

فهل نسيتم أننا جماعة المؤمنين نؤلف الكنيسة؟

هل نسيتم أننا في وحدتنا يتجسد المسيح؟

فهلمّ لنرمم.