موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٤ مارس / آذار ٢٠٢٠

حوار مع الكورونا (2)

بقلم :
مايكل عادل ماركو - المجر
لن أغضب إذا استفدتم من هذه المحنة في إيجاد طريقة عيش وتفكير جديدة

لن أغضب إذا استفدتم من هذه المحنة في إيجاد طريقة عيش وتفكير جديدة

 

نستكمل الحوار الحصري مع الفيروس الذي يتسلط عليه الضوء في أنحاء العالم، لمعرفة المعلومة من مصدرها، إليكم نص الحوار:

 

المحاور: في الجزء الأول حاولتم إظهار تأثيركم الإيجابي بالرغم من إعتراض الكثيرين على وجهة نظرك.

 

الفيروس: لا يهمني ماذا يعتقد الآخرين، لدي برهاين عى ما أقول، مثلا في أخر جزي من الحوار السابق تحدثت عن تأثيري الإيجابي على الطبيعة، وأطرح عليكم السؤال الآن هل رأيتم حتى يومنا هذا سيارة مسؤول سياسي صديقة للبيئة؟ أعني سيارة إلكترونية أو بالطاقة الشمسية؟

 

المحاور: بحسب علمي لا يوجد حتى الآن مسؤول يستخدم سيارات صديقة للبيئة.

 

الفيروس: بالرغم من أنهم يملكون القدرة على هذا ولكن الإجراءات الأمنية، أهم من الحفاظ على البيئة لعيش ملايين البشر، صدقني كل هذه الاجتماعات والمؤتمرات النظرية التي أنفق عليها الملايين، لم تجلب أية نتائج مثل التي أنا سببتها في أسبوع. تخيل ماذا يعني بمنع السفر بين الدول لمدة أسبوعين فقط؟

 

المحاور: أكيد تم تخفيف العبء على البيئة، ولكن الكثيرون يتحدثون عن خسائر مادية كبيرة جدا على قطاع السياحة.

 

الفيروس: سيدي أنتم البشر ترون فقط الخسائر المادية، لان المادة والنقود أصبحت أهم شيء في عالم اليوم، ولكن البيئة تم تنظيفها خلال اسبوعين وتتعافى بسببي، السفر المستمر وإنفاق الملايين بدون مسؤولية يسبب تدمير الكرة الارضية التي نعيش عليها سويا، وأنا ضحيت بسمعتي وسمحت بإلقاء التهم علي لانقاذ الأرض، لم يحدث منذ قرون أن الأرض ارتاحت مثل هذه الفترة. واذا رجعنا للجانب المادي أنتم يا بشر لديكم نقود كثيرة وكافية جدا، ولكن لا توجد عدالة في توزيعها، والفقراء يموتون جوعا بسبب سلبية وأنانية بعض الأغنياء، وطمع بعض الدول. ألا تتذكر أنكم عشتم بدون نقود في بداية حياتكم؟ كيف كانت الحياة وقتذاك؟ هذا السؤال ليس لك سيدي بل مطروح للتفكير من قبل الجميع، ولعلمكم بسبب هذه النقود تتسابق شركات الأدوية الآن في طرح علاج ضدي أنا و أسرتي، ولكن كان بامكانهم التوصل لبعض الادوية عندما انتشر أحد افراد الافراد السابق "السراس"، والموضوع كله يتمحور حول النقود، والآن تحاول دول الهيمنة حتى على هذه الأدوية فقط لأجل العائد المادي وليس لانقاذ أرواح البشر.

 

المحاور: ولكنكم أيضا مهتمون بقتل الآف من البشر.

 

الفيروس: صحيح، و إذا كنت أنا مهتم بقتل بعض البشر الذي لم يتجاوز عددهم المليون، راجعوا أعمال رؤسائكم كم شخص مات بسبب الإهمال في المستشفيات أو على الطرق السريعة أو بسبب الجوع، أليسوا هم المذنبون؟

 

المحاور: قد يكون لديك حق في سرب هذه الاسباب، ولكن دعنا التركيز معك وليس الحديث عن أخريين، هل لديكم تأثيرات ايجابية أخرى في وجهة نظركم؟

 

الفيروس: نعم، على الجانب الديني، أنتم البشر بعضكم يدعوا بعبادة الله، والآن حملت لكم الفرصة للتقرب من الله، وبالرغم من وجود هذه الفرصة بدأتم السماح بالخوف يمليء قلبكم بدلا من التقرب لله، فأين إيمانكم بالله الذي تدعونه يوما؟ أمامكم فرصة للتجديد الروحي فلماذا تحاولون إلقاء اللوم علي فقط؟

 

المحاور: ربما لديكم حق في أنه فرصة يجب أن الإستفادة منها.

 

الفيروس: بجانب هذه الفرصة يرجع الفضل لي بالتفكير في التعليم الالكتروني الذي تأخير في بعض الدول.

 

المحاور: هل ممكن تخبرنا ما هي خطتكم في الفترة القادمة؟

 

الفيروس: سؤال هام ولكن يجب تعرف أن الأمر لا يتوقف على فقط. خطتي ان أنتشر وأعيش، ربما أعيش متخبئا في الفترة القادمة، ولكن هذا يعتمد على من في أيدهم القرار، إذا تم الاعتناء بالمنظمات الصحية وتغير عادات الكثير من البشر ربما اختفى من حياتكم لفترة، ولكن إذا أستمر الإهمال و الإستهتار سوف أصير أقوى وأكثر شهرة. الوصول لعلاج أمر لا يزعجني، لأني سأظل عائش على الأرض أنا واسرتي لانكم غير قادرين على أنهاء حياتنا لانكم مشغولين في أمور مادية.

 

المحاور: في نهاية اللقاء أشكركم على هذه الفرصة، لقد وضعتنا أمام تسأولات عديدة يجب التفكير فيها. هل يمكن قول كلمة للقارئ؟

 

الفيروس: عزيزي القارئ، يجب أن تعرف بأني ضعيف ولست قوي، قوتي تكمن في خوفك وإهمالك، أنا مثل كل فيروس سأنتهي قريبا، ولكن متى أغيب عن الساحة؟ فهذا الأمر يرجع لك. هناك فرص كثيرة متاحة أمامك، فلا تنظروا للخسائر فقط، لن أغضب إذا استفدتم من هذه المحنة في إيجاد طريقة عيش وتفكير جديدة.

 

المحاور: شكرا لكم.

 

القارئ العزيز حاولنا من خلال هذا الحوار البسيط إظهار نقاط تغيب عن أعيننا في هذه الفترة، فلنحاول التجديد والإنطلاق من جديد. لقد عاشت البشرية أوقات أعصب، ووجهات أوبئة أخطر، وأنتصرت على كوارث عديدة. فهذا الوقت هو وقت لوقفة إنسانية أرضية دينية أسرية لإعادة التفكير فيما تم والإنطلاق للأمام.