موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠

بشارة مريم العذراء

بقلم :
الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني - مصر
تحية وتقدير لكل أسرة تسير على درب الإنجيل

تحية وتقدير لكل أسرة تسير على درب الإنجيل

 

في زمن المجيء واستعدادًا للميلاد يجذبني تأمل القديس افرام السرياني اذ يتغنى قائًلا: "وقالت مريمُ: إنّ الطفلَ الذي أحملُه هو الذي يحملُني. هو الذي ولدَني بالميلادِ الثاني، ابن العليّ سكن فيّ وصرت والدته كميلاد ثانِ له. هل أدعوك ابنًا؟ ألم تُبعد قدرتك عنّي. فلقد كنتَ داخلي، وأيضًا كنُتَ خارجًا.

 

هل أدعوك ربًّا، إنّني أختـُك من بَيت داوِد، وأيضًا أمُّـك لأنّني حبلتُ بك ، وأبنُتك لأنك عمّدتَني، وبالماء قدّستني لك، لأنك تربح الكلّ، أنت إلهٌ مَن يعترفُ بك، وربٌّ للذي يخدمك، وأخٌ للذي يحبك. عندما رضع اللبنَ من مريمَ كان يُرضُع الكلَّ، بالحياة. وعندما كان في حِضنِ أمِّه، كانتِ الخليقةُ كلَّها في حِضنِه. بقوةٍ منه، استطاعت مريمُ أن تحملَه في حِضنِها، هذا الحاملُ كلَّ الأشياء".

 

حقًا... أن بشارة مريم العذراء هي تتويج لعمل الله فيها،

حُفظت من الخطيئة الآصلية وأصبحت حواء الجديدة.

 

مريم العذراء أهتمت بخدمة قدس الأقداس،

بل هي أصبحت عرش ومسكن الله.

 

مريم العذراء تأملت وعاشت  عمق الشريعة،

بل هي حملت  مُكمل الشريعة.

 

مريم العذراء عاشت في الهيكل،

بل أصبحت هيكل الله.

 

مريم العذراء عاشت الحياة الحقيقية على حسب قلب الله،

بل هي حملت في قلبها مصدر الحياة.

 

مريم العذراء حفظت كل الأمور في قلبها،

بل حملت الكلمة المتجسد.

 

مريم العذراء استلمت البشارة في البيت،

بل جعلت من البيت كالجبل المقدس التي استلمت منه مشروع الله.

 

مريم العذراء جعلت من البيت جنة عدن،

بل جعلت الله يسكن معنا.

 

مريم  العذراء جعلت من البشارة  فرح في بيت الناصرة،

بل جعلت البشارة هي اعلان محبة الله الخلاصي.

 

مريم العذراء جعلت من البيت كنيسة بيتية،

بل جعلت من البيت مثالًا للأسرة المسيحية يرعاها الآب وتغذيها الابن ويحوطها بظله الروح القدس.

 

تحية وتقدير لكل أسرة تسير على درب الإنجيل.