بخديدا مدينة الدعوات الكهنوتية والرهبانية

كانت ولم تزل لحد اليوم وستبقى ان شاء الله النبع الغزير والدائم الجريان الذي يرفد الكنيسة في اربع اقطار المعمورة بخدام امناء وسنحاول قدر الامكان باعطاء ولو نبذة عن هؤلاء الذين نذروا انفسهم للخدمة الكنسية واول ما نبدأ به هو:

المفريان مار باسيليوس يلدا الباخديدي (*)

ولد يلدا في بخديدا والتحق وهو في سن مبكرة بدير مار بهنام الشهيد، حيث ساهم عام 1660 في تجديده وإعادة بنائه، جاء ذلك في الوثائق المحفوظة هناك، وجدد دير مار متى وجعله مقراً للمفريانية. سيم ونصب جاثليقاً (مفريانًا) باسم مار باسيليوس الباخديدي للمشرق عام 1662 عندما رأى ان كنيسة الهند بحاجة إليه وبالتحديد في عام 1683، ترك منصب المفريانية وقدم نفسه لهذه الخدمة ففرح جميع الذين سمعوا بشجاعته واعجبوا برغبته في ترك منصبه والتوجه للخدمة في الهند عن طريق البحر. وبعد وصوله إلى باليفاسال قرب مونار، أول عمل قام به هناك هو رسم الراهب هداية الله بن شمو الباخديدي أسقفًا وسماه ايونيس ليساعده في إدارة الكنيسة الملبارية.

بعد خدمة جليلة قدمها لكنيسة الهند داهمه مرض وتوفي بعد ثلاثة أيام من مرضه وذلك يوم 19 أيلول من عام 1685 وورى جثمانه الثرى تحت مذبح كنيسة مار توما في كوتامانكالام في الهند. وقد ورد ذكر الملفريان يلدا الباخديدي في العديد من المخطوطات السريانية في دير مار بهنام ومخطوطات قره قوش وبرطله وفي قره قوش (بخديدا) تم تكريمة وذلك ببناء قاعة كبيرة للمناسبات الدينية والاجتماعية في كنيسة الشهيدين سركيس وباكوس باسم (قاعة المفريان يلدا الباخديدي) بهمة الأب اسحق باباوي.

(*): قديس من بخديدا، تأليف د. بابوبول، ترجمة الأب سهيل قاشا، بيروت، 2001.