موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ها هوَ اللَّيلُ يسدلُ ستارَهُ الأسودَ، وفي بُرهةٍ مِن صمتِهِ؛ يولَدُ كلمةُ الله. هذا واقعٌ عاشَتهُ البشريَّةُ منذُ واحِدٍ وعشرينَ قرنًا خلَت، لكننا اليومَ نعيشُ سوادَ ذاكَ الواقعِ؛ فنصرخُ إلى طفلِ المَغارةِ:
يا طفلَ المَغارةِ حدِّق في أرضِنا مِن جديد!
فالبردُ يُقطِّعُ أجسادَنا كسيفٍ مِن حديد!
بردُ الخطيئةِ والكُرهِ والحقدِ والوعيد!
نعم ذكرى ميلادِ المسيح تُنعِشُ الرَّجاءَ في قلوبِنا؛ لأنَّنا نعيشُ في جِهادٍ ضدَّ الظُّلمةِ وكلِّ أنواعِ الشُّرور. اليومَ هوَ يومُ ولادةِ رؤية جديدةٍ فينا، رؤية الطِّفلِ يسوع حاضرًا بيننا؛ في المريضِ، والجائعِ، والعطشانِ، والحزينِ، والمُتشرِّدِ؛ في الإنسانِ المُنتَظِرِ كلمةً جميلةً، في الإنسانِ المُنتَظِرِ بسمةً ولمسَةَ حبٍّ...
في ذكرى ميلاد يسوع يولَدُ حبُّ العطاءِ.
في ذكرى ميلاد يسوع يولَدُ حُبُّ المُصالحةِ.
يولَدُ يسوعُ في كلِّ قلبٍ مُحبٍّ وغافرٍ، لأنَّ يسوعَ هوَ الحبُّ الغافرُ.
(تأمل من كتاب: هَلْ أُحِبُّ الحَياة؟ خواطرُ وتأمُّلات)