موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
كم نحتاج الى القناعة في كافة الظروف والمحن والازمات ، فنحن نحتاج الى الرضا بما قسمه الله لنا ، خاصة في زمن تزاحم كثير من الناس على الدنيا لينغمسوا في ملذاتها وشهواتها، وفي زمن كثر فيه التذمر والشكوى وضعف فيه الرضا بما قسم وقدر لنا الله سبحانه وتعالى.
فمن الملاحظ ان الجشع والطمع قد تفشى بسبب عدم وجود القناعة لدى البعض وازداد الحسد والكراهية، وزادت الصراعات والنزاعات والسرقات في المجتمعات بسبب غياب القناعة لدى البعض.
ان القناعة هي الرضا بما اعطاه الله وكتبه وقسمه لنا، وان نستغني بالموجود ونسعى لما هو افضل وفق اسلم السبل بالحلال ليمتليء القلب بالرضا، فالبعض اصبح يشكو خالقه ويتطلع الى ما ليس له.
فالغنى ايضاً بحاجة الى القناعة كما ان الفقير بحاجة الى القناعة وان يكون كلاهما شاكراً لا جاحداً ولا ظالماً ، وان لا نكون عبيداً للمال ولا ان يستعلي الغنى بماله على الفقراء لا بل عليه ان يكون عوناً لهم ، ولا ان يستغل منصبه ونفوذه ليستولي على ممتلكات الاخرين او يعتدي على حقوقهم.
وقناعة الفقير ان يكون راضياً بقسمه الله له لا ساخطاً او شاكياً ولا غاضباً، وان لا يتطلع على ما في ايدي الاخرين بل ان يكون عفيفاً ، ولا يرتكب الحرام بأي طريقة كانت سرقة او غيرها.
ان القناعة شفاء من داء الجشع والطمع وشفاء من الهموم والاحزان ومن الكراهية والحسد، ومن نهب الاموال او الاعتداد على ممتلكات الغير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قد افلح من اسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما اتاه )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من اصبح منكم آمنا في سرية معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا )، لقد كثرت في الآونة الاخيرة السرقات باشكالها وانواعها حتى أن البعض سخّر اطفالاً للقيام بذلك.
كذلك الاعتداء على النساء والفتيات لسرقة حقائبهن وهواتفهن الخلوية باساليب متعددة، كذلك اساليب البلطجة وغيرها، كذلك هناك من الاغنياء والميسورين من تعالى على طبقات الشعب الاخرى المتدنية، فلم يلقى الا الحسد والكراهية حتى العمل ضده من موظفيه او العاملين لديه.
وليعلم العاقل ان كل حال الى زوال وانه لا الفقر يدوم ولا الغنى يدوم، ودود الارض (سواء الغني او الفقير) لا يفرق بينهم فلا يجزع فقير بفقره ولا يبطر غني بغناه.
(الدستور الأردنية)