موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٤ أغسطس / آب ٢٠٢١

القديس ماكسيميليان كولبي

بقلم :
ماجد ابراهيم بطرس ككي - أميركا
القديس ماكسيميليان كولبي

القديس ماكسيميليان كولبي

 

تحتفل الكنيسة في 14 آب بعيد القديس ماكسيميليان كولبي، وبهذه المناسبة نقدم التهاني للكنيسة وللرهبنة الفرنسيسكانية ولكل من يحمل اسم ماكسيميليان هذا الكاهن البولندي، الذي توفّي في 14 آب 1941 في أوشفيتز عندما طلب أن يتمّ استبداله بأب لعائلة محكوم عليه بالموت من الجوع والعطش.

 

السعيد الذكر البابا القديس بولس السادس وصفه أثناء الاحتفال بتطويبه "بقديس الفرح"، مع القديسة تريز الطفل يسوع مشددًا على أنّ ماكسيميليان كان "يحبّ ويبذل ذاته بفرح". أمّا السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني في عظة الاحتفال بقداسته، في 10 تشرين الأوّل 1982 فقال عنه: "بالنسبة إلى ماكسيميليان، إنّ الأمر لا يتعلّق بتكريم مريم فحسب بل بحضور مريم في ألفة يومية مع تلك التي كان يدعوها "أمّي الصغيرة". وإن كان الراهب مغرمًا بالحبل بلا دنس فذلك لأنّ روحانيته مبنية على "سرّ المسيح"، وكان حبّه الثالث بعد المسيح ومريم، "القديس فرنسيس".

 

ماكسيميليان كلمة من أحد عشر حرفًا

 

خلال أيّام الشبيبة العالمية في شهر تموز 2016، ابتعد الحبر الأعظم لبعض الوقت عن الحشود بهدف زيارة

 

الميم: مخيّم أوشفيتز، حيث مات منذ 75 عامًا ماكسيميليان كولبي الذي

 

الألف: أعلنت قداسته سنة 1982. لكن من هو هذا القديس؟ كان

 

الكاف: كولبي راهبًا فرنسيسكانيًّا أسّس "ميليسيا إيماكولاتا" وهي حركة لنشر الإنجيل تضمّ أكثر من 3 ملايين فردًا في 48 بلدًا، وشهر ببادرته غير المتوقّعة، بحيث أنّه خلال فترة احتجازه في أوشفيتز، طلب الموت بدلاً عن رجل كان

 

السين: سيترك خلفه زوجته وأولاده. في هذا السياق

 

الياء: يقول الرئيس الدولي الحالي للحركة التي أسّسها –الأب رافايلي دي مورو– "إنّ طلبًا كهذا صادرًا عن سجين فاجأ السلطات، لا بل فاجأ جميع

 

الميم: من عرفوا كيف مات، بغضّ النظر عن كونه طوال حياته رسولاً عظيمًا من ناحية أخرى، وضمن

 

الياء: يوبيل سنة الرحمة وأعماله، رغب البابا فرنسيس في تسليط الضوء على تضحية كولبي لأجل العالم عبر زيارته المكان صباح 29 تموز

 

اللام: لأجل العالم عبر زيارته المكان صباح 29 تموز. و

 

الياء : يمكن القول إنّ هذه الزيارة أشبه بتحذير: "فلنتيقّظ كي لا يتكرّر

 

الألف: اختبار أوشفيتز". و

 

النون: نشير هنا إلى أنّ باباوات آخرين، بمن فيهم يوحنا بولس الثاني، زاروا الزنزانة التي أمضى فيها القدّيس كولبي آخر أيّامه

 

ولد رايموند كولبي في بابجانيتشي يوم 8 كانون الثاني 1894 ببولونيا وكانت هذه مدينة صغيرة مرتبطة بروسيا القياصرة. اتّصف بطبيعةٍ حيويّةٍ وعفويّةٍ وعنيدة ولم يسهّل كثيرًا الحياة على والدته، في صغره. كان يومًا يصلّي، وهو في العاشرة من عمره، لأمّه السماويّة بعد عملٍ طائشٍ جديد فظهرت له مريم العذراء وقدّمت له تاجين، واحدهما أبيض والثاني أحمر رمزًا للنقاوة والشهادة ودعته ليختار، فما كان من الصبيّ إلاّ أن اختار الاثنين بدافعٍ من فضوله

 

واتّخذ الولد في ذلك اليوم هذا القرار الشجاع بأن يصير أفضلَ، يومًا بعد يوم. لم يعد رايموند هو ذاته وقد وضعت العذراء طاقتَه الجيّاشة في مسارهاالصحيح. دخل رايموند دير القدّيس فرنسيس في الثالثة عشرة من عمره ونذر باسم ماكسيمليان – ماري. ثمّ غادر روسيا سرًّا ليلتحق بالجامعة الغريغوريّة الرومانيّة وأسّس فرسان الحبل بلا دنس التي ستشكّل رائعةَ حياته.

 

وسوف يواجه خدّام مريم هؤلاء من يعادون الله والكنيسة طيلة عمرهم، خصوصًا أنصارالماسونيّة في إيطاليا وبولونيا والعالم. كذلك، أنشأ الأب ماكسيميليان كولبي مجلّة” فارس الحبل بلا دنس” الشهريّة وتوجّه إلى اليابان ليقيم مدينةً ثانية لمريم العذراء بالقرب من ناغازاكي. ثمّ استقبلته الهند حيث بدا أنّ عمل لم يثمر بسبب السلّ الذي كان تسلّل إليه ونهش في جسمه. استدعي بعد ذلك إلى بولونيا وهناك بذل ذاته لقضيّة مُلْكِ مريم والدةِ الإله بربع رئةٍ فقط

 

من أشهر أقواله:

 

"قوّة الصلاة تكون بلا حدود عندما نلتجئ إلى العذراء الطاهرة التي هي ملكة على قلب الله"

 

"لا تخف أن تحب القديسة مريم العذراء كثيراً، لأنّك مهما أحببتها لن تستطيع أن تحبّها مثلما أحبّها يسوع”

 

"لو حدث وشعرت الملائكة بالغيرة من بني البشر الذين هم على الأرض فسيكون لتلك الغيرة سبب واحد ألا وهو القربان الأقدس"