موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٤ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١

القديسة تقلا الشهيدة

بقلم :
ماجد ابراهيم بطرس ككي - أميركا
القديسة تقلا وديرها

القديسة تقلا وديرها

 

القديسة تقلا نموذج من قافلة أبطال الاستشهاد وأبعاده في المسيحية ظاهرة فريدة يقف أمامها الإنسان حائراً والتاريخ المسيحي مليء بقصص الاستشهاد حيث قدم الكثير من الاشخاص الذين نطلق عليهم لقب الابطال قدموا حياتهم وأهرقوا دماءهم وارتوت بها الارض ونبتت شجرة المسيحية.

 

نقول بكل بساطة إن القديسة تقلا هي بنت عصرها الجيل الاول للمسيحية ومنذ ذلك الحين باقية ومستمرة على مدى الاجيال بنت عصرها ” منه المثل والنموذج لبنات عصرنا تلميذة تتلمذت على يد بولس الرسول ومعلمة تستقى علمها وحياتها من الرب يسوع المسيح. هي عذراء متواضعة على مثال أمها مريم العذراء الفائقة الجمال، بتواضعها سلمت حياتها كُلياً لله فصارت إبنةً له وأماً ليسوع المسيح مخلصلها وفاديها بقولها ” ها أنا آمة الرب فليكن لي حسب قولك” وهكذا جاوبت تقلا سؤال الوالي لها من أنتِ؟ أجابته أنا عبدة “آمة” يسوع المسيح ربي والهي مخلصي وفاديّ .هذه العذراء تمتدحها الكنيسة شرقاً وغرباً وتلقبها بأولى الشهيدات.

 

شغفت تقلا لسماع القديس بولس ورؤيته فأسرعت الى حيث كان يُعلم ويكرز بانجيل المسيح انجيل الخلاص ومنه عرفت سمو المسيحية وتعاليمها ومن خلاله آمنت بالمسيح ايماناً ثابتاً مبنيًّا على الصخر لا تهزه رياح الشهرة أو الجمال أو العلم أو السلطة أوالمكانة الاجتماعية وعكفت على الصلاة والتأمل والإماتة بإيمانٍ وحرارة بل نذرت نفسها بتولاً لمن احبها أولاً ووهبها الحياة سالكةً في طريق اكتساب الفضائل الانجيلية وابرزها فضيلة التجرد والعطاء. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم ” لما رأت تقلا القديس بولس مسجوناً باعت كل ما تملكه من حلي لتنقذه من سجنه” ونحن اليوم مدعوّون لأن نساعد المسيح بتصدّقنا على الفقراء.

 

ذاع صيت قداستها وعجائبها وما صنع الله من المعجزات في سبيلها، فملأ الدنيا. فلم يبقَ خطيب في الأجيال الأولى للكنيسة. عاشت تقلا تسعين سنةً. فكانت أعجوبة دهرها وموضوع إكرام واحترام الشعوب لها. ورقدت بالرب بطمأنينة وسلام، وطارت نفسها إلى الاخدار العلوية، وإلى المسيح ختنها، وبولس الرسول معلمها، وسائر الرسل والشهداء الذين ماثلتهم في حياتها وغيرتها وفضائلها. ودفنت القديسة تقلا الشهيدة في سلوقية حيث ماتت، وأضحى قبرها ينبوعاً فائضاً بالنعم والبركات.

 

القديسة الشهيدة تقلا

 

كلمة من اربعة حروف: عندما مرالرسول بولس بمدينة إيقونية نحو عام45 ميلادية مبشرا بالإنجيل، فاستمعت

 

التاء: تقلا لمواعظه وخطبه واقتنعت على إثرها بالدعوة المسيحية. وغصبت امها وودّت لو

 

القاف: قتلتها. فأخذتها إلى والي المدينة الذي حاول بكل الطرق الممكنة أن يردّها عن قرارها، فواجه فيها إرادة صلبة ثابتة. فتهدّدها بأن يلقيها في النار حيّة و

 

اللام: لم تأبه لذلك  وفعلا القيت في نار اوقدت لذلك لكن هطول مطر غزير اطفأ النار وخرجت سالمة من كل أذى

 

الالف: أرسلهاالرسول بولس إلى مدينة "سلفكية الشام" أي معلولا وعند وصولها لمعلولا أقامت في إحدى المغارات وعرفت بموهبة شفاء الأمراض فتدّفق عليها الناس.