موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يعيش جيل "ألفا"، وهم الأطفال الذين وُلدوا بين عامي 2010 و2024 في بيئة رقمية بالكامل حيث التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتهم، هذه البيئة الرقمية التي نشأوا فيها أثرت بشكل كبير على طريقة تفكيرهم وتفاعلهم مع الآخرين، وهذا التأثير يتطلب اهتمامًا كبيرًا من الآباء والمعلمين على حد سواء، ففي الوقت الذي توفر فيه التكنولوجيا العديد من الفرص لتعزيز مهارات جيل ألفا، فهي أيضًا تمثل تحديات جديدة قد تؤثر على تطورهم الشخصي والاجتماعي، لذلك لا بد من فهم تأثيرات البيئة الرقمية على هذا الجيل وكيفية التعامل معها بشكل متوازن.
1. التكنولوجيا: يتميز جيل ألفا بقدرته على التعامل مع الأجهزة الرقمية منذ الصغر، مما يساعدهم في تعلم مهارات جديدة والتفاعل مع العالم من حولهم بطريقة مبتكرة، لكن في الوقت ذاته هناك خطر يتمثل في الإفراط في استخدام هذه الأجهزة، فالتعرض المستمر للشاشات يمكن أن يؤثر على صحتهم الجسدية، مثل التسبب في مشاكل في النظر، وكذلك يمكن أن يؤثر على صحتهم النفسية، حيث أظهرت بعض الدراسات أن هناك علاقة بين الاستخدام المفرط للتكنولوجيا وزيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الشباب، لذلك من المهم تخصيص أوقات محددة للأنشطة الرقمية وتخصيص وقت كافٍ للأنشطة البدنية أو الأنشطة الأخرى التي تشجع على التفاعل الاجتماعي المباشر.
2. مهارات التواصل: بما أن هذا الجيل معتاد على التواصل الرقمي فقد يواجه صعوبة في التفاعل الاجتماعي المباشر، لذلك لا بد من تشجيعهم على التحدث مع العائلة والأصدقاء وتعليمهم مهارات الحوار يمكن أن يكون ذلك من خلال تنظيم أنشطة عائلية تشجعهم على التفاعل المباشر.
3. التفكير النقدي: يتعرض جيل ألفا لكمية كبيرة من المعلومات عبر الإنترنت ورغم أن هذه المعلومات قد تكون مفيدة إلا أن جزءًا منها قد يكون غير دقيق لذلك على الأهل التأكد من قدرة هذا الجيل على التمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة، والتأكد من مصداقية مصادر هذه المعلومات وهذا يتطلب تعليمهم أدوات التفكير النقدي بحيث يكونوا قادرين على التعامل مع المعلومات بطريقة آمنة.
4. التحديات التربوية: جيل ألفا يمثل نقطة تحول في كيفية تأثير التكنولوجيا على تطور الأجيال، فبينما توفر التكنولوجيا فرصًا كبيرة للتعلم والتقدم، إلا أنها تطرح تحديات تربوية وصحية، لذلك يتطلب الأمر توازنًا بين الاستفادة من الأدوات الرقمية وتعليم المهارات الأساسية التي تساعد هذا الجيل على التفاعل مع العالم الحقيقي، إن هذا الجيل هو الذي سيشكل المستقبل الرقمي، لذا يجب أن نساعدهم على استخدام هذه التقنيات بشكل يعزز من تطورهم الشخصي والاجتماعي.
يعد جيل ألفا جيلًا مميزًا في كثير من النواحي، لكنه يواجه أيضًا تحديات جديدة تتطلب منا جميعًا آباء ومعلمين أن نكون مستعدين لمساعدتهم على التنقل في هذا العالم الرقمي بطريقة آمنة ومتوازنة، التحدي الأكبر يكمن في كيفية الاستفادة من الفرص التي تقدمها التكنولوجيا دون أن نفقد القدرة على الحفاظ على توازنهم العاطفي والاجتماعي، يتطلب الأمر توجيههم نحو استخدام الأدوات الرقمية بشكل يعزز من تطورهم الشخصي، الاجتماعي والعقلي، ويعدهم لمواجهة التحديات التي قد يواجهونها في المستقبل الرقمي.