موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٣ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١

الصليب علامة الملكوت: خلاص ومجد

بقلم :
المطران كريكور كوسا - مصر
الصليب علامة الملكوت: خلاص ومجد

الصليب علامة الملكوت: خلاص ومجد

 

"وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ابنِ الإِنسان" (متى ٢٤: ٣٠)

 

أخي المؤمن، تريد أن تعرف كيف أنّ الصليب يستطيع أن يكون علامة الملكوت؟

 

إنَّ الرّب يسوع المسيح سوف يأتي بهذه العلامة عند مجيئه الثاني المجيد! لكي تتعلّم إلى أيّ مدى أنّ الصليب جديرٌ بالإجلال والإكرام والعبادة، وكيف جعل يسوع الفادي من هذه العلامة عنوان خلاص ومجد.

 

نحن نعلم أنّ مجيئه الأوّل كان في الخفاء والتواضُع ، وهذا الكتمان كان مبرّراً : لقد أتى بالفعل ليبحث عمّا كان مائتاً. أمّا مجيئه الثاني لن يحدث بنفس الطريقة، بل على العكس، سيظهر للجميع ولن يحتاج أحدًا أن يسأل إذا كان السيد المسيح هنا أو هناك "فإن قيلَ لكم: ها هُوَذا في البريّة"، فلا تَخرُجوا إليها، أو "ها هُوَذا في المخابئ"، فلا تُصَدِّقوا" (متى ٢٤: ٢٦). لن نحتاج أبداً أن نبحث عن الرّب يسوع المسيح إذا كان حَقَاً هنا او هناك. ولكن ما يجب علينا أن نفتّش عنه، هو إذا كان سيأتي مع الصليب لدينونتنا وخلاصنا.

 

"وكما أَنَّ البَرقَ يَخرُجُ مِنَ المَشرِق ويَلمَعُ حتَّى المَغرِب، فكذلِك يَكونُ مجيءُ ابنِ الإِنسان" (متى ٢٤: ٢٧). سيكون نور مجدهِ كبير جدًّا حتّى أنّ الكواكب الأكثر إشعاعًا ستبهت وتنطفئ أمامه. "وتَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء... وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ابنِ الإِنسان" (متى ٢٤: ٣٠).

 

ما هي قدرة علامة الصليب؟

 

"تُظلِمُ الشَّمس، والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه، وتتساقط النجوم مِنَ السماء، وتتزعزعُ قوّاتُ السَّمَوات" (متى ٢٤: ٢٩)، والصليب على العكس يلمع وينوّر العالم ومن في العالم، حتّى تعرف أنّ أبّهته هي أكبر من الشمس والقمر. وكما يدخل الملك إلى  المدينة، يحمل الجنود على أكتافهم البنود الملوكيّة ويرفعونها أمامه ليعلنوا وصوله، هكذا ايضاً  سيحدث عندما ينزل الربّ من السماء، يحمل أمامه جوقات الملائكة ورؤساء الملائكة على أكتافهم هذه العلامة الإلهية، الصليب المُقدّس، وينذروننا بمجيء الملك السماويّ الديان العادل، الّذي هو الرّب يسوع المسيح. "لِذلِكَ كونوا انتم أيضاً مُستعِدِّن، ففي الساعةِ التي لا تَتَوَقَّعونها يأتي ابْنُ الإنسان" (متى ٢٤: ٤٤).

 

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك