موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٥ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١

الأب جاك سيفان - مؤسس الكشفية الكاثوليكية

بقلم :
الأب عماد الطوال - الأردن
الأب جاك سيفان - مؤسس الكشفية الكاثوليكية

الأب جاك سيفان - مؤسس الكشفية الكاثوليكية

 

ولد الأب جاك سيفان عام 1882 في مدينة ليل بشمال فرنسا. في سن الثامنة عشر، شعر بأن يسوع يدعوة لتكريس حياته بكاملها، فاختار أن يكون كاهنًا في جمعية الآباء اليسوعيين. بعد رسامته الكهنوتية بذل نفسه في مساعدة عدد كبير من الشباب حتى يتعرفوا على المسيح وحتى يحبونه.

 

في الفترة الاولى من حياته الرهبانية، مارس التعليم في الكليات، ودرّس أيضًا التعليم المسيحي في المراكز التابعة للكنائس المحلية وقام في تنشيط الأندية الرعوية للشبيبة المسيحية. وأثناء هذه المرحلة كان يتابع دراسته الجامعية ليصبح أستاذًا في اللغة الإنجليزية.

 

كان يحب الأولاد، والأولاد كانوا يحبونه. وإذ كان موهوبًا في الفنون كالرسم والموسيقى، وفي كتابة الأشعار والقصائد، استغل هذه المواهب في خدمة الشبيبة.

 

في سنة 1913 تعرف على الحركة الكشفية وبنظره رأى فيها عاملاً مثاليًا لنشر روح الأخوّة والخدمة تتجاوب مع تطلعات الشبيبة. وسرعان ما قرر الذهاب إلى إنجلترا لمقابلة بادن باول للاطلاع على كثب عن سير الحركة الكشفية، وقد آمن الأب سيفان، المربي والمحب للشبيبة، بأنّ الحركة الكشفية تستطيع أن تكون وسيلة فعالة في مجال التربية، وعاملاً قوياً في تكوين الشخصية من الناحية الإنسانية والروحية.

 

ورغم أن إرادة بادن باول كانت في تأسيس حركة كشفية متعددة ومتنوعة العقائد، أسس الأب سيفان الحركة الكشفية الكاثوليكية في فرنسا وأساسها: الشريعة والوعد والمبادئ. وكانت شارة الحركة  "صليب القدس" الذي يرمز إلى انتشار الحركة الكشفية في جميع أنحاء العالم. وفي سنة 1920 اعترفت السلطة الكنسية الفرنسية بالحركة الكشفية رسميًا. توفي في فرنسا في 17 ايلول 1951. وأعلنه قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر طوباويًا في 10 أيار 2012، منتظرين إعلانه قديسًا وشاهدًا للشباب الكشافة.

 

اقتبست شارة الكشاف من زهرة السوسن التي كانت شعارًا لفرنسا حتى فتحها وليم الفاتح ملك إنجلترا، وتستعمل الشارة نفسها في جميع أنحاء العالم مع اختلاف بسيط، وهو أن كل جمعية تضع رمزها الخاص في وسطها. وترمز هذه الشارة إلى التعارف وتذكير الكشاف بواجباته وعهده، فعندما يحملها يدل بذلك على أنه انضم إلى مجموعة من ملايين الكشاف المنتشرين في جميع أنحاء العالم، إذ أصبح واحدًا منهم. وتصنع هذه الشارة من النسيج للباس الرسمي، ومن المعدن للباس العادي.

 

وأظهر الأب سيفان أيضًا الناحية الإنجيلية من الحياة الكشفية وقد شابهها بحياة السيد المسيح مع تلاميذه. يعرض الأب سيفان على الكشاف هذه القاعدة الأولى: "أن الكشاف فخور بإيمانه ويخضع له كل حياته". وقد كتب في إحدى قصائده "أن قانونك الكشفي، قانون مقدس وعبيره عطر الإنجيل". "أن قانونك الكشفي هو شريعة يسوع".

 

أن الكشاف مدينون للأب سيفان بمقدار كبير. فبفضله حظي ملايين الشباب بأن يكونوا من عداد الكشاف الكاثوليكي. والأهم من ذلك كله، أنه استطاع أن يؤدي خلال حياته كلها شهادة حّية عن الكشاف المثالي، كشاف دائم الاستعداد، ومساعد بشكل مستمر لعمل مشيئة الله وخدمة الآخرين.