موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٤ مارس / آذار ٢٠٢١

إن بيتي هو بيت صلاة

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
إن بيتي هو بيت صلاة، أمّا أنتم فقد جعلتموه مغارة للصوص

إن بيتي هو بيت صلاة، أمّا أنتم فقد جعلتموه مغارة للصوص

 

الأحد الثالث من الصوم (الإنجيل يوحنا 2: 13-25)

 

إن بيتي هو بيت صلاة، أمّا أنتم فقد جعلتموه مغارة للصوص

 

من يجول في العالم، يشاهد ما وصلت إليه اليوم، عبقريّةُ بل ومقدرة المهندسين، في بناء البيوت، فلنذكر مثلا العجائب الهندسية  في دبي وأبوظبي، التي يهزُّ المشاهد رأسه، عندما يقع نظرُه على هذه أوتلك من العمارات العالية الغريبة، ولنذكر هنا برج خليفة، أعلى عمارة حتى اليوم، في العالم، بعلوِّ 824 متراً. فأيُّ رأسٍ قد صمّم هذا أو ذاك من القصور أمامنا؟

 

لمّا ابتدأ يسوع حياته العلنية، ودخل هيكل أورشليم، كان هذا من أجمل عمارات العالم في أوانه، وأعلاها موقعا على جبل صهيون، حيث يقوم اليوم الجامع الأقصى ذو القبة الذهبية وجامع عمر الواسع. يهوى كان طلب من سليمان أن يبني له هيكلاً، يتباهي به الشعب أمام الشّعوب الباقية، فجلب هذا مواد البناء من أرز لبنان، الذي تمدحه التوراة، لِصُلبه ورائحتِه العطرة. وهكذا صار الهيكل علامة الوحدة والإنتماء إلى يهوى، الساّكن في وسط شعبه الخاص. لذا أسماه رؤساء الكهنة قدس الإقداس. وفي الديانة اليهودية بشكل خاص، وكي تبقى خدمة الهيكل دائمة، فقد تمَّ اختيار سبطٍ كامل من أسباط إسرائيل الإثني عشر لخدمة الهيكل والعناية المالية والعمرانية، تمّ اختيار سبط لاوي، الذي منه موسى وأخوه هارون., فرع موسى وأولاده كان لحماية البلاد بالحروب، وأما فرع هاروون ونسله فللقيام بالخدمات الدينية والطقوس، وجمع التبرعات من الضرائب والتّقادم وتأمين رواتب خدام الهيكل. لذا كما نفهم من نص اليوم أنهم كانوا قد وسّعوا حقول عملهم، فكانوا فتحوا مكاتب بيع وشراء لتقادم الهيكل من حمام وحملان إلى صيارفة، فكان ضجيج التجارة والسمسرة أعلى من صوت الصلاة في رواق الهيكل، ممّا أغضب يسوع ، فقام بما قام به ليرجع للهيكل قُدسيَّتَه. ومن هنا على من يريد الدّخول إلى الهيكل، يجب أن يكون نظيفاً، فنشأت طقوس غسل الأيدي والأرجل والفم والأذنين الرمزية. ولهذه الغاية كانوا جلبوا ً بركة ماء جارية في ساحة الهيكل.

 

كلّ مرّة زار يسوع الهيكل، كان الإنجيليّون يصفون هذا الحدث بالتّفاصيل، هو مذكور أقلّه 4 مرات. بالإضافة لدخوله في هياكل أخرى، مثلا هبكل كفرناحوم، حبث طلب منه رئيس الكهنة أن يقرأ النّص. هذا ومن الإنجيليين أنفسهم، نعرف أنه هناك كان يُعلّم الشعب ويناقش الكهنة بل وينتقدهم على أنهم مهتمون فقط ،بوضع قوانين لغيرهم، هم أنفسهم لا يلمسونها بإظفر (متى 23: 4). ولغضبهم عليه، فقد قرّروا أن يتخلّصوا منه، لأنه راح يجذب الناس ويتبعوه، لذا قال رئيسهم قيافا "خير أن يموت رجل واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها" (يو 11: 10). أما في زيارته الآخيرة اليوم وقبل موته، فقد كانت المناقشات شديدة ولا سابق لها، بسبب تصرّفهم المنافي لقدسية المكان. أما قال المثل: قل الحقيقة ولو على قطع راسك؟ فها هو يقول لهم: إنّ بيت أبي هو بيت صلاة، وأمّا أنتم فقد جعلتموه بيت تجارة. ولم يتوانى في غضبه عليهم، بل أخذ مطرقة وطردهم من الهيكل، هم الشخصيات العليا في الشعب، يُهانون بهذه الطريقة؟ بل ولم يترك بسطة من بسطات تجارتهم إلا وقَلَبَها ببضاعتها. فهم وشركاؤهم بالبضاعة لم يحترموا قدسية الهيكل لذا فهو لم يحترمهم. فكما نشاهد، إنَّ هذا الرّابي ولو كان فتيّاً، كانت له كلمته، لذا هم لم يحتملوه. هل نظن أنهم فقط الفريسيّون قبل 2000 سنة هم الذين رفضوا يسوع وتعليمه؟ أليس هؤلاءُ الفريسيّون هم اليوم بيننا؟ ماذا نقول عن اللاهوتيين الّذين قاموا على تعليمات الكنيسة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني؟ أذكر فقط بعضهم مثل: Hans Küng und Eugen Drewermann und Le febvre وتعليمهم المغلوط عن الكنيسة والبابا؟ هذا وكيف يتصرّف الكثيرون في الكنيسة؟ أولاد المدارس مثلاً يدخلون الكنيسة وكأنهم يدخلون إلى استعراض رياضي أو قاعة تمثيل وسينماء. العلكة في الفم، صراخ ومدافشة....ومن يقول لهم شيئا، يحتج عليه الأهل: مالك على أولادنا؟... بأي حق تقول لهم كذا وكذا....كالفريسيين الذي أيضا سألوا يسوع: بأي سلطة تعاملنا هكذا؟...كانوا يفضلون سماع كلمة منه ضد المستعمر الرّوماني لا عليهم هم.... أما جاوب بطرس: إن الله أحق أن يُطاع، فلا نقدر أن نسكتّ (أعمال 20:4)... مطلوب منا أن ندافع عن الهيكل وعن قدسية الهيكل، كما فعل يسوع.

 

إنّ الهيكل يلعب دورا مُهمّاً في كلِّ ديانة، وهو كالقلب للجسم، فكما أن القلب يؤمّن الجسم بالإكسوجين ودم الحياة، هكذا الهيكل للحياة الدينية التي تأتي من الإسرار. فقد كان يُعتبر نقطة الوصل والتلامس بين الأرض والسّماء. وحسب الإعتقاد، كانت صورته الأصلية في السماء, ولو أنّ كل ديانة تعطيه إسماً خاصّاً، أما شعب الله فأعطاه إسم خيمة الله، وذلك للتذكير بأن تابوت العهد، الّذي كان يرافق الشعب في الصّحراء كان يرمز لوجود يهوى بينه، فكانوا ينصُبون له خيمة خاصة كمسكنه بينهم. ومسكن الله على الأرض، أو كما يقول اللاهوتيّون، هو قطعة من السّماء على الأرض، لذا الإعتراف بقدسيته في كلِّ مكان.: إخلع نعلك من رجليك، لأنّ الموقع الّذي أنت واقف عليه هو أرض مقدّسة (خروح 3: 5). من هنا العوائد التقوية، أن يكون الهيكل دائما نظيفا ومزيّنا بالورود والشّموع. ومَن يدخله كان يجب أن يكون نظيفا، من هنا طقوس الغسيل ووجود حنفيات الماء قبل الدخول ولا تزال القاعدة في بعض الدّيانات، أن يخلعوا نِعالهم ويدخلوا الهيكل حُفاة.

 

دينيّا الهيكل هو ملجأٌ أمين حتى للمجرم الذي يقترف ولو أبشع جرم، فإن دخل الهيكل فهو في أمانٍ ولا تجوز لا مهاجمته ولا إخراجه قُسوةً. من ينسى دخول جنود حماس كنيسة المهد عام 1997 هربا من القبض عليهم من جنود إسرائيل، وبقاؤهم محاصرين لما يزيد عن الأربعة أسابيع، حتى تمّ التفاوض معهم على استسلامهم وخروجهم طوعا، بعدها وخارج الهيكل، تم القبض عليهم.

 

هذا ونقول، لا يوجد طريقةٌ لتدنيس الهيكل، مكروهة مثل اقتراف جرم فيه وسيل الدّماء في ساحته، كما يفعل جنود داعش وبوكو حرام. فلكي يُقدم إنسان على عمل كهذ1ا بتفجبر نفسه وسط مئآت المصليت، يجب أن يكون ناقص العقل، وليس عملاً بطوليا. لذا فحُرمة الهيكل وقداسته مُعترف بهما في كلِّ أنحاء العالم ومن كلِ الدِّيانات

 

الإنسان هو الخليقة الوحيدة، التي تستطيع التّكلم والحديث مع خالقها، وهذا يعني المقابلة المباشرة للصلاة وطلب الحماية والتنوير للمستقبل الغامض. هذا وإنَّ أحسن مكان للإختلاء بالله هو بلا شك الهيكل. نعم، الهيكل هو مكان الهدؤ والراحة النفسية والسكينة، إذ الإنسان يعرف أنه عندما يدخل الهيكل، فهو يبتعد عن الضوضاء، ويصبح قريباً من الله. يبدأ بحبس أنفاسه، كأنَّه في تمارين يوجا، ليسمع صوت الله في داخله، إذ لا أحد يسمع صوت الله بين الضجّة والضّجيج.

 

كل إنسان وكل عائلة تحاول أن يكون لهم بيتهم الخاص، يعيشون فيه مع أفراد العائلة بأمان. لكن في الدين يختلف الوضع، إذ لا يوجد إيمان خاص، بل جماعي ويُمارَس بطريقة راقية في الجماعة. في اليابان لا يجوز الذّهاب الفردي إلى الكنيسة بل كلُّ فرد، يحاول لقاء مُرافق له. لذا فالهيكل هو بيت الجميع، لا يحتاج أي زائر أن يُبرِز هويّته أو أن يدفع دخولية

 

إنَّ أول لقاء لنا مع الله يتمُّ في الهيكل. إذ هناك تمنحنا الكنيسة سرّ المعمودية، الّذي به نُصبح ابناء الله: "اما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم. إن كان أحدٌ يُفسد هيكل الله، فسيفسده الله، لأنَّ هيكل الله مقدّس، الذي أنتم هو" (1 كور 3: 16). هذا وتقوم الكنيسة بمُتابعة منحنا باقي الأسرار كلِّها في الهيكل. حتى تنصيب الأنبياء في العهد القديم كما والملوك والأساقفة، كان يتم أمام الهيكل. فراق الأموات كان يتم أمام الهيكل، وكانت العادة قديما أن المقابر كانت في ساحة الكنائس، كما وكانت مغاور الموتي والسراديب المعروفة تُحفر تحت الهياكل. هناك كان الأموات يجدون مقرّهم ومثواهم الآخير.

 

الهيكل في الكنيسة، حيث تحتفل بالذبيحة الإلهية، هو لها عود الصليب، أو مكان المُحرقة، حيث أظهر الله حبه للعالم كله. والكنيسة تجدد عمل المحبة هذا، آلاف المرات يوميا على حجر الهيكل، وتُظهِرُ بل وتجدد عمل المحبة هذا "إذ هكذا أحبَّ الله خاصّته الّذين في العالم، أحبّهم إلى النهاية. هذا ومن القوانين الشديدة المُلزمة، أنه حيثما كان يُبني معبد، كان يُبنى على أعلى موقع، ولا يجوز بناء بيوت عالية قريبة منه او أبراج مراقبة حواليه، حتى يراه الجميع من كلِّ الحوانب. فقط الكهنة والملوك  والحكام، لأنّهم بحكم وظيفتهم كانوا يمثِّلون سلطة الله على شعبه، كان يحق لهم السكن قرب الهيكل. ومن بواقي هذه القوانين، أنّ الأديرة وبيوت سكن الكهنة، لا تزال إلى اليوم قريبة أو ملاصقة إلى الهيكل. الموقع العالي كان حسب اعتفاد الناس، هو مسكن الآلهة، وهذا يعني، مكان إلتقاء السّماء بالأرض

 

كلّ مولودٍ من شعب إسرائيل، كان يُحضر لزيارة الهيكل لأول مرة، بعمر الأربعين يوما، إن كان ذكرٍاً، وبعمر الثمانين يوماً إن كان أُنثى. وأما من عمر الإثني عشر سنة، فكان الشعب بأكمله مُلزَماً بزيارة الهيكل مرّة في السنة. وهنا نفهم قصّة فقدان يسوع بعد مثل هذه الزّيارة. قمة الإحتفالات كانت مشاهدة تابوت العهد الذي كان محفوظاً في قدس الأقداس، وحاويا على لوحات الوصايا العشرة وعصا موسى التي بها عمل العجائب أمام فرعون، بالإضافة إلى قطع خبز المن والسلوى التي كانت غذاء الشعب حتى دخل أرض الميعاد. كان الكهنة يحملونه بتطواف مُهيب في ساحة الهيكل. فمن كان لا يقوم بهذه الحِجّة إلى أورشليم بغير سبب، ولا يحضر عشر الغلّة إلى الهيكل وخدامه، كان عليه أن يتوقّع أي مرض أو قصاص من يهوى، إمّا فردي أو جماعي. وهذا ما فسّره رؤساء الكهنة عن خسارة الحرب مع نبوكدنصّن بتدمير المدينة والهيكل وقبادتهم إلى المنفى إلى بابيلون. وفي هذه الزيارة كان على الناس أن يُحضروا الملتزمات عليهم من ضرائب وعشر ثمار الحصاد، حتى يُحتفل بعيد الشكر في الهيكل. حتى يسوع دفع الجزية لمّا طُلِبَ منه، إذ الضريبة هي حق، بدل الخدمات الإجتماعية التي تقوم بها السلطة الحاكمة تجاه المواطنين، شرعيّةً كانت أم غير شرعية. وهذا واضح من كلمته: أدّوا ما للقيصر للقيصر، وما لله لله!

 

هذا ومع الوقت فقد  دخلت ظروف استثنائية، إذ ما عاد الساكنون خارج أورشليم، يحضرون معهم لا الضرائب الحكومية ولا عُشْرَ غلاتهم للهيكل والكهنة، فمنهم من كان ساكناً بعيداً ولم يعد من السّهل علية جلب هذا العُشر بدون مصاعب، وضرائب الحكومة وجدوها غير مُلزمة، لأنّهم كانوا يعتبرونها غير شرعية، لأنها حكومة استعمار. فلأن الضرائب خفّت وما عادت الحكومة تقدر القيام بواجباتها، اضطر القيصر أغسطس أن يأتي على فكرة جمع الضرائب والإحصاء العام ألإجباري، الذي نتج عنه رجوع يوسف ومريم إلى بيت لحم، حيث تمّت ولادة يسوع هناك.

 

أما الكهنة وموظفو الهيكل فإذ قلّ مدخولهم من الشعب، جاؤا على فكرة  فتح بسطات تجارة في مدخل الهيكل. هناك جرى ما سمعناه في إنجيل اليوم، أي غضب يسوع على حُرّاس الهيكل وقيامه بعمليّة التطهير: بيت أبي هو بيت صلاة وأنتم جعلتموه بيت تجارة.(يو 2: 16). إنَّ المُفسِّرين وجدوا في عمليّة التطهير هذه للهيكل، أساساً لما سيقوم به، أي تطهير العالم كاملا من وباء الشر والخطيئة. وخراب الهيكل الذي تنبّأ به مُسبقا، هو أيضا في هذا المضمار أي موته التطيري هو لخلاص العالم. من أورشليم القديمة وهيكلها الرّائع، لن يبق منهما حجرٌ على حجر. القديم، هو صُنع أيدي الشر، سيزول ليقوم مكانه الجديد، إذ عبثا يبني البنّاؤون، إذا لم يبنِ ربُّ البناء معهم.

 

كم جميل لو نتعوّد، ليس فقط يوم الأحد، بل في كلِّ مُناسبةٍ تسنخ لنا، على زيارة هيكل كنائسنا، التي منحتنا الكنيسة فيها أسرار حياتنا المهمة، خاصة العماد وأوّل مناولة، فهي زيارات تعني تجديد علاقتنا مع الله الحي فينا، أينما كنّا. يُقال إنَّ نابليون، أكبر شخصية عالمية في القرن التاسع عشر، كان بعد كلِّ معركة يربحها، يزور كنيسة مولده، ويركع على ركبتيه في نفس المكان، حيث تعمّد وقَبِلَ مناولته الإولى فيها.

 

صاحب المزامير يقول: التّقي يُفرغ قلبه أمام ربّه، والرّب ينصت للمصلّي في الهيكل أكثر من أيّ مكانٍ آخر، لذا تُلقى النّذور أمام الهيكل، وقداديس وصلوات الشكر تُرفع إلى الله من قدّام الهيكل. وغالباً ما كان الله نفسه يدعو من أراد أن يقيمهم أنبياءَ أو ملوكاً على شعبه في الهيكل (داؤد، صاموئيل...). كما وغالبًا ما كان الأنبياء يبدأُون رسالتهم في الهيكل، وبالكلمات: هكذا يقول الرّب! ومع الرّسل أصبح الهيكل المنبر الرّئيسي لتبشير الأوثان ببشرى الخلاص، واحتذاءً بمثلهم، كانت الكنائس في القديم تُستَعمل كمدرسة. هذا وحفلة الغفران والتوبة كان يُجتفل بها في الهيكل، إذ الهيكل يُمثِّل الصليب، حيث مات يسوع لغفران الخطايا. "وأنت إذا دخلت الهيكل وتذكّرت أنّ لأخيك عليك شيئا، فاترك هناك قربانك قدّام المذبح، واذهب وصالح أوّلاً أخاك وحينئذ  تعال وقدِّم قربانك" (متى 5: 23).

 

من هنا ضرورة بناء هيكل لله أينما كان، إذ وجود هيكل في رعيّة يعني وجود الإيمان في تلك البقعة، فحيثما كان الملوك مؤمنون، كانوا هم بسعون لبناء هياكل قريبة من قصورهم، وهذا كعلامة أن الله يعتني بهم وبشعوبهم. فبيتك يا رب هو أيضا بيتنا. آمين