موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١

إنسان بدون شحن

بقلم :
مايكل عادل ماركو - المجر
يا رب ساعدنا أن نصغي لتنبهات أرواحنا واحتياجها للشحن والامتلاء من روحك القدوس

يا رب ساعدنا أن نصغي لتنبهات أرواحنا واحتياجها للشحن والامتلاء من روحك القدوس

 

نستخدم في عالم اليوم الهواتف كجزء أساسي في حياتنا اليومية، بل أصبحت الهواتف من أهم الأدوات التي نستخدمها اليوم منذ استيقظنا حتى النوم. وخلال اليوم بسبب الاستخدام الكثير تحتاج الهواتف للشحن بالطاقة لتستطيع الاستمرار في أداء عملها.

 

وهكذا نحن أيضًا، نستخدم طاقتنا يوميًا من بداية اليوم حتى الذهاب إلى الفراش. خلال اليوم نواجه تحديات وضغوط، ونواجه مواقف نحتاج لاتخاذ قرارات سريعة وصعبة، كل هذا يرهقنا كبشر ويستنزف طاقتنا، ونبقى بدون شحن للطاقة!

 

 

كيف يتم شحن أنفسنا؟

 

استخدمت المصطلح اليومي الشحن لتشبيه مع حالة الهاتف، ولكن حالتنا كبشر مختلفة لأننا نحتاج إلى شحن داخلي يساعدنا على مقاومة التحديات اليومية، وقوة تساعده اتخاذ القرار الصحيح. الطاقة التي نحتاجها ليست كهربائية إنما روحية.

 

يمكننا إعادة الحيوية لأجسدنا بتناول أطعمة صحية وممارسة بعد التمارين، ولكن من الناحية الداخلية الروحية غالبًا ما تبعدنا دوامة الحياة عن الاهتمام بالروح، فأجسادنا بدون أرواح ما إلا آلات تختلف عن الآلات المتحركة بالشعور بالتعب والاعياء. فإذا شحنا أنفسنا لصرنا بشرًا روحيين مبدعين باحثين عن الجمال وافادة الآخرين، وإن نفذ هذا الشحن تحولنا لآلات مادية تلهث وراء الماديات والمنفعة الخاصة وافساد العلم المحيط.

 

 

خبرة شخصية

 

من خبرتي الشخصية أستطيع القول بأن اليوم عندما يبدأ بتأمل قصير بسيط، أشعر بأني شحنت روحي من جديد بطاقة خارجية تساعدني على الابتكار واتخاذ قرارات صحيحة في أوقات صعبة.

 

كما تعلمت عندما استيقظ صباحا أشكر الله على نعمة الحياة ونعمة اليوم الجديد وأضع هذا اليوم بين يد الله ليقودني وساعدني فيه، لأن بدون هذه القوة الالهية اليوم يمر بصعوبة وأصبح مشوشا أمام قرارات كثيرة يجب على اتخاذها. ولكن بقوة خالقي الذي يعرف كيف تعمل أحاسيس وعملياتي العقلية يقودني لما يتوافق مع مشيئته.

 

بعضنا يبدأ يومه بعد الاستيقاظ مباشرة بتصفح الأخبار ومتابعة الأصدقاء على وسائل التواصل المختلفة. وبهذا نُدخل الى أنفسنا طاقات ليست طبيعية ولا تحتاجها أرواحنا صباحا. بل أرواحنا تحتاج إلى التواصل مع مصدرها، وإذا انقطع أو قل هذا الاتصال، نجد أرواحنا مكتئبة تائها في عالم يبعدنا عن مصدر حياتنا. وبالنظر حولنا نستطيع ملاحظة أية أشخاص ممتلئة بطاريتهم الروحية، وأي أناس يعيشون بدون شحن. ولكن لنملئ أرواحنا بالحيوية ونجعلها فرحة علينا بالتأمل والصلاة.

 

فدعونا في بداية عام جديد ننتبه لشحن أرواحنا بالتأملات في أعمال الخالق المبدع، وفي كلمته التي تلهب الروح وتجعل من الجاهل حكيمًا ومن الميت حي.

 

يا رب ساعدنا أن نصغي لتنبهات أرواحنا واحتياجها للشحن والامتلاء من روحك القدوس، روح الحكمة.

 

يا رب امحنا روحك الحي لنكون أشخاصًا حيّة مبدعة.