موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٥ فبراير / شباط ٢٠٢٤

أسبوع الوئام بين الأديان

د. جورج طريف

د. جورج طريف

د. جورج طريف :

 

يحتفل العالم في الأسبوع الأول من شهر شباط كل عام باسبوع الوئام العالمي بين الأديان بناء على قرار الأمم المتحدة الصادر رقم 5/65 بتاريخ العشرين من شهر تشرين الأول من عام 2010م بناء على اقتراح جلالة للملك عبدالله الثاني الذي طرحه في الأمم المتحدة في العام ذاته وحظي بإجماع تام.

 

وقد أشارت الجمعية العامة وقتها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان أبعادًا مهمة لثقافة السلام وواتخذت قرارها بهذا الاسبوع باعتباره وسيلة لتعزيز الانسجام بين جميع الناس بغض النظر عن دينهم ومعتقدهم، وأنه إدراكا للحاجة الحتمية للحوار بين مختلف الأديان لتعزيز التفاهم المتبادل والوئام والتعاون بين الناس، تشجع الجمعية العامة جميع الدول على نشر رسالة الوئام بين الأديان وحسن النية في مساجد العالم وكنائسه ومعابده وغيرها من الأماكن خلال ذلك الأسبوع، على أساس طوعي ووفقا لتقاليدهم أو معتقداتهم الدينية.

 

وترتكز فكرة أسبوع الوئام بين الأديان على العمل الرائد لمبادرة كلمة سواء، وقد انطلقت هذه المبادرة في عام 2007م في الاردن، حيث دعت العلماء المسلمين والمسيحيين للحوار بناء على وصيتين أساسيتين مشتركتين وهما حب الله وحب الجار من دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بهم، وتعدّ هاتان الوصيتان في صميم الأديان السماوية الثلاث، لتوفر بذلك أصلب أرضية دينية عقائدية ممكنة، كما سبقتها مبادرة أخرى مهمة وهي رسالة عمان التي أطلقها جلالة عبدالله الثاني في رمضان من عام 2004م التي تتضمن توضيحاً لا يحتمل التأويل لقيم التعاطف والرحمة واحترام الآخرين والتسامح وحرية الأديان، وهي القيم التي تُعَدّ المبادئ الهادية في الإسلام، وقد تسلم جلالته العديد من الجوائز المهمة على مستوى العالم نظرا لجهوده المتواصلة تجاه تحقيق السلام وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات من ابرزها جائزة مصباح السلام عام 2019 وجائزة تمبلتون للسلام عام 2018م.

 

بقي ان نشير الى ان الوئام هو الطريق الوحيد للعيش المشترك والتفاعل الايجابي الذي تحصل فيه الأمة على مقاصدها واهدافها ومصالحها العليا بعيدا عن التعصب والتشردم والانقسام وهو شرط اساسي للنمو الحضاري والتقدم في جميع مجالات الحياة والخروج من الأزمات ومواجهة التحديات ومن المؤمل أن توفر هذه المبادرة نقطة محورية يدرك من خلالها جميع الأفراد من ذوي النوايا الحسنة أن القيم المشتركة التي يؤمنون بها تفوق نقاط الخلاف، لتشكل بذلك مصدراً قوياً للسلام والوئام بين مجتمعاتهم.

 

هي دعوة للمجتمعات والأفراد في العالم بأسره للمشاركة في نشاطات أسبوع الوئام بين الأديان المختلفة تعزيزا للحوار القائم على اسس من المحبة والسلام والوئام بين الجميع بغض النظر عن أديانهم ومعتقداتهم وميولهم واتجاهاتهم.

 

(الرأي الأردنية)