موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤

أحد لوقا الأول 2024

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
أحد لوقا الأول

أحد لوقا الأول

 

الرِّسالَة

 

عجيب الله في قديسيه

في المجامع باركوا الله 

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل غلاطية (غلا 4: 22-27)

 

يا إخوةُ، إنَّهُ كانَ لإبراهيمَ ابنانِ أحدُهما من الجاريةِ والآخرُ من الحرَّة. غيرُ أنَّ الذي من الجَاريةِ وُلِد بحسَبِ الجسَدِ، أمَّا الذي من الحُرَّة فَبِالموعِد. وذلكَ انَّما هو رمزٌ. لأنَّ هاتينِ هما العهدانِ، أحدُهما من طور سيناءِ يَلِدُ للعبوديةِ، وهُوَ هاجر.  فإنَّ هاجَر بل طورَ سيناءَ جبلٌ في ديار العرب ويُناسِبُ أورشليمَ الحاليَّة، لأنَّ هذه حاصلةٌ في العبُوديةِ مَعَ أولادها. أمَّا أورَشليمُ العُليا فهي حُرةٌ، وهي أمنُّا كُلِّنا، لأنَّه كُتِبَ: افرحي ايَّتها العاقِرُ التي لم تلِد. إِهتِفي واصرُخي أيَّتُها  التي لم تتمخَّضْ. لأنَّ أولادَ المهجورةِ أكثر من أولادِ ذاتِ الرَّجُل.

 

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس لوقا (لوقا 5 : 1-11)

 

في ذلك الزمان، فيما يسوع واقِفٌ عند بحيرة جنيسارَت رأى سفينتين واقفتين عند شاطئ البحيرة وقد انحدرَ منهما الصيّادون يغسلون الشباك. فدخل إحدى السفينتين - وكانت لسمعان - وسأله أن يتباعد قليلاً عن البرِّ، وجلسَ يُعَلِّمُ الجموعَ من السفينة. ولمّا فرغ من الكلام قال لسمعان: تقدّمْ إلى العمق وأَلقُوا شباككم للصَّيد. فأجاب سمعانُ وقال له: يا معلّم إنّا قد تعبنا الليلَ كلَّه ولم نُصِبْ شيئاً، ولكن بكلمتك أُلقي الشبكة. فلمّا فعلوا ذلك احتَازوا من السمك شيئاً كثيراً حتى تخرّقت شبكتهم، فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم. فأتَوا وملأوا السفينتين حتى كادتا تغرقان. فلمّا رأى ذلك سمعان بطرس خَرَّ عند ركبتي يسوع قائلاً: أخرج عنّي يا ربُّ فإنّي رجل خاطئ، لأنّ الاِنذهال اعتراهُ هو وكلَّ مَنْ معه لصيد السمك الذي أصابوه، وكذلك يعقوب ويوحنّا ابنا زبدى اللذان كانا رفيقين لسمعان. فقال يسوع لسمعان لا تخَف فإنّك من الآن تكون صائداً للناس. فلما بلغوا بالسفينتين إلى البرّ تركوا كلّ شيء وتبعوه.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

 

إن إنجيل اليوم بسيط في تعبيره مثل كلام الله، لكنه عميق جدًا في الرسالة الروحية التي ينقلها إلى كل شخص، وخاصة إلى أولئك الذين اكتسبوا وعيًا للحق. أي أن إدراك أنهم ليسوا وحدهم في العالم أو مع الآخرين فقط، ولكن قبل كل شيء هو الله وما وراء هذا العالم، هو حياة أبدية لا نهاية لها.

 

لذلك يخبرنا الإنجيل المقدس أن ربنا وجد نفسه ذات يوم على الشاطئ. ولأن كان هناك الكثير من الناس يتبعونه ويريدون أن يسمعوا شيئًا من فمه، صعد إلى السفينة ليرتفع قليلاً، وابتدأ يكلم من خلال السفينة الشعب الواقفين على البحر. الشاطئ المقابل له.

 

ولما فرغ من عظته وقال ما أراد أن يقوله ويعلمه، قال لصاحب السفينة وهو الرسول بطرس (طبعاً قبل أن يدعوه رسولاً وهو لا يزال غريباً عنه): "والآن، بعد أن سأدفع لك إيجار استخدام قاربك، اسحب قاربك إلى مسافة أبعد قليلاً وألق شبكتك لتصطاد بعض الأسماك."

 

فأجابه بطرس: سيدي، طوال الليل كنا نبحث عن الأسماك، ولم نصطاد أي سمكة واحدة. والآن عند الظهر، هل نصطاد السمك؟ هذا غير ممكن.

 

ويبدو أن الرسول بطرس، عندما سمع المسيح لأول مرة، فرح جدًا بكلامه، وفهم أن الأمر يستحق أن يفعل شيئًا مما سمعه، وهو كلام ذو رسائل قوية وعمق كبير ففي نهاية المطاف، لم يكن المسيح يقول ذلك عن نفسه.

 

ألقى بطرس الشبكة، فأصطاد سمكًا كثيرًا حتى لم يستطع قارب واحد أن يمسكهم، فطلبوا سفينة ثانية. في النهاية ملأوا السفينتين كثيرًا لدرجة أنهما كانتا معرضتين لخطر الغرق.

 

وبطبيعة الحال، كل من رأى ما حدث لم يستطع تفسيره بمنطقه. لأنه كان يعلم أن الشبكة لا تصطاد ما يكفي من السمك لملء القارب. بل وأكثر من ذلك لا يمكن لشبكة أن تملأ سفينتين بالأسماك، بل إلى حد غرقهما. لذا عندما يكون لديك المعرفة، وإذا كنت صيادًا مثل الرسول بطرس الذي عرف أنه في تلك اللحظة لن يجدوا حتى ذيل سمكة، فإنك تبدأ في فهم ما يعنيه المسيح.

 

ولهذا ذهب الرسول بطرس إلى المسيح وسجد له وقال له: "اذهب عني يا رب لأني رجل خاطئ". يا رب أنا لا أستحق أن تكون بالقرب مني. أنت لست مثلنا. أنت شيء آخر. بما أن حتى هذه الأسماك تخضع لاسمك وكلمتك... "اخرج عني، أنا الخاطئ يا رب".

 

وبسبب كلمات الرسول المجيد بطرس هذه، دعاه المسيح "حجر الإيمان وأساس الكنيسة". لأن هذه الكلمات هي "حجر الإيمان وأساس الكنيسة". أي إدراك أننا أمام الله صغار ومتواضعون وخطاة وغير مستحقين. من لا يفكر ويعيش هذه الأمور في نفسه، في ضميره وفي ذهنه فهو لم يطأ بعد أساس الكنيسة. لم يجد حجر الإيمان الذي يبني عليه بيته، مهما هبت العواصف فلن يهزه أو يهدمه. لأنه حيث يكون المسيح، لم يعد هذا "البيت" مبنيًا على الرمل بل على الحجر، الصخرة، التي تسمى يسوع المسيح والوعي بيسوع المسيح.

 

وسمع المسيح اعتراف بطرس فامتلأ قلبه بالفرح. الإنجيل لا يقول هذا، ولكن هذا ما ورد في الكلمات التي تلته، إذ قال في نفسه: "هنا هو الرجل الذي أبحث عنه لأجده". ولهذا قال له: "لا تخف، لن أتركك عندما يكون فيك مثل هذه الأفكار ومثل هذا الموقف. لن أتركك أبدا. ولن أتركك فحسب، بل سأجعلك ليس فقط صديقي، ومعارفي ، بل الأداة الرئيسية لتنفيذ إرادتي على العالم وللعالم أجمع. لا تخف من أهل الحاضر أنت نصف مرسوم."

 

قالت له: "أنا أقوم بترقيتك". "أنا أرقيك من كونك صيادًا للسمك وأجعلك صيادًا للبشر. ستصطاد سمكًا معقولًا من أجل ملكوت الله الأبدي ومن أجل سعادة لا نهاية لها، بالقرب من الآب السماوي والله."

 

إن الرسول بطرس، الذي فهم مع من يتعامل، ترك السفن والشباك وأباه وأمه. لقد ترك كل شيء وتبع المسيح. ومنذ ذلك الحين نعرف كم كان محظوظًا. وكم حظي العالم أجمع، الذي أغناه الرسول بطرس، رئيس الرسل، حجر الكنيسة وأساسها.

 

ولكن أيضًا حجر الرسول بطرس وأساس حياته كان عبارة: "ابتعد عني يا رب لأني رجل خاطئ". أنا لا أستحق أن أكون بالقرب منك.

 

وما هو الشيء الغريب! أعطاه المسيح التبرعات في الكيس. وجعله رسولا. لقد أعطاه الكثير من النعم حتى أنه عندما نفكر فيها يقول: "هل يوجد رجل أعظم من الرسول بطرس بعد مريم العذراء والقديس يوحنا السابق"؟

 

جواب الكنيسة هو: "لا! وليس رجل أعظم من الرسول بطرس."

 

وحتى الآن. ماذا نرى؟ هنا تأتي الهدية الأخيرة للرسول. ليتم صلبه. من أجل المسيح. قال له المسيح: "سوف تموت بالمجد. سوف تموت بالمجد." "هذا لا يعني أن الذين يموتون يجب أن يمجدوا الله". فأخبره أنهم سيصلبونه. وأي مجد أعظم من الاقتداء بموت ربنا يسوع المسيح؟

 

فلما ذهب الوثنيون ليصلبوه، أي لتمجيده، قال لهم الرسول المتواضع بطرس، الذي عرف أنه لا يستحق أن يُدعى صديق المسيح، ولا تلميذًا له، لأنه خاطئ: " ليس لي أن أجفف الصليب، لأصلب مثل ربي. اصلبني رأسًا على عقب، حتى لا أرى الأرض، بل أنظر إلى الأعلى حيث هو جالس على كرسيه، مخلصنا يسوع المسيح. وأن نتذكر رجاء الحياة الأبدية."

 

هذه الكلمات ذات صلة دائمًا، خاصة عندما نحيي ذكرى الشهداء القديسين ونطلب من الله أن يمنحهم المغفرة والسعادة والسلام والفرح في ملكوته.

 

عندما يدرك الإنسان أنه خاطئ ومحتاج إلى رحمة الله، يعترف مثل بطرس: "أنا لست مستحقًا". فيقول له المسيح: "تعال إليّ يا ابني. هكذا أريدك." يجب أن يكون لدى الناس مثل هذه العقول، بحيث لا يكونون متساوين مع الله، وأنهم متواضعون وغير مستحقين أمامه، بل وعندما يخالفون إرادته.

 

 

الطروباريات
 

طروباريَّة القيامة باللَّحن السَّادِس

إنَّ القوَّاتِ الملائكيَّة ظَهَرُوا على قبرِكَ الـمُوَقَّر، والحرَّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وَقَفَتْ عندَ القبر طالِبَةً جسدَكَ الطَّاهِر، فَسَبَيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّبْ منها، وصادَفْتَ البتولَ مانِحًا الحياة، فيا مَنْ قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.

 

طروباريَّة الحَبَل بالنّبيّ الكريم والسّابق المجيد يوحنّا المعمدان باللَّحن الرّابع

إفرحي أيّتها العاقرُ التي لم تَلد قبلاً، فها إنّكِ قد حبلتِ، بوضوحٍ، بالّذي هو صبحُ الشمس، المزمِعِ أن ينير كلّ المسكونةِ المبتلاةِ بعدم الإِبصار. وتهلّل يا زخريّا صارخاً بدالّةٍ: إنّ الذي يولد هو نبيٌّ للعليّ.

 

القنداق باللَّحن الثاني

يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.