موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٩ مارس / آذار ٢٠٢٣

أبونا توما… ملاذ المتعطشين إلى الله

بقلم :
تيمور العوابده - الأردن
 أبونا توما… ملاذ المتعطشين إلى الله

أبونا توما… ملاذ المتعطشين إلى الله

 

يغادر اليوم أبونا توما أرض الاردن الحبيب بعد عدة أسابيع قضاها مع المحبين من كافة أبناء الرعايا الأردنيّة على انتشارها، حاملا معه أوهان الضعفاء وأثقال المتعبين وجراح المرضى ووجع المكسورين والمحزونين.

 

أبونا توما... جعل من دير ماعين وجهة دينية وحج، لا بل مكان راحة واستجمام روحي ومكان لمتنفس الكثيرين ليلقوا بين يدّي الله من خلال هذا الكاهن التقي الجليل كل همومهم وما في حياتهم من تحديات ويضعون مستقبل ابنائهم في صلاته وطلباته التي لربما مستجابة لأنها تُرفع بإيمانه وتقواه، فكيف لا تُفتح ابواب السماء لمثل هؤلاء الاتقياء والاصفياء.

 

أبونا توما... في عدة اسابيع قابل المئات وقابل معهم ألم كبير وتوق أكبر لأن يحلقوا في سماء الله من خلاله، لأن يناظروا عيون الله ويقرعوا قلبه الكبير. كم تجد لهفة الكثيرين للقاء به وللسلام عليه، لأخذ البركة من يديه الأمنيتين، ليصلي وإياهم ويطلب لهم من لدن الله كل نعمة وبركة، لينزع كل خوف من قلوبهم ليبني بصلاته إيمانهم ويشدّد من عزيمتهم ويشحن بهم الأمل لعيش حياتهم بيقين تام لحظور الله بحياتهم.

 

أبونا توما... تلك الوجهة الدينية لا بل أصبح مركزًا للحج في تلك الرقعة الجغرافية الصغيرة، فكم جذب إليه الكثيرين بدافع الصلاة كما اسلفت.

 

أبونا توما... المحبين لك هم كُثر والمصلين لك ومن أجلك أكثر فأكثر لأن تبقى ملاذهم وذاك الإنسان الذي يُلقى عليه كل شيء يطلبون لك الصحة والعافية ونعمة القداسة، لأنك تُقدر نعمة الكهنوت وتثمن دور تلك الرسالة التي عليك ولأنك الامين على وديعة الايمان ولانك النقي التقي يأتونك من كل مكان وينتظرونك لساعات لأن تأتي لحظة اللقاء بك فكم تكون سعادتهم وكأنهم قابلوا بوجهك المسيح بذاته لأنك تُشع بذاك الايمان الذي يعكس صورة المسيح الذي فيك.

 

أبونا توما...

أنت طريق المتعثرين الى يسوع المخلص..

أنت خلاص لكثير من الأنفس التائهة فسلامٌ لقلبك الكبير المليء بالحب..

أنت اليوم شاهد حي للمسيح ومعك نصلي لأجل جميع الكهنة لأن يقتدوا بمسيرتك لحمل رسالة المسيح بأمانة بعيدًا عمّا يجعل منها رسالة دنيوية زائلة. فصلِّ من أجلهم لكي تكون خدمتهم من أجل الضعفاء والبحث عن من ضلّ الطريق، ويكونوا بلسمًا لجراح الموجعين، وأمناء على وديعة الإيمان.

 

أبونا توما... تحيّة وقبلة مِنّا على جبينك ومن كل المحبين لك.