موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٦ مارس / آذار ٢٠٢٣

كلمة الأب رفعت بدر في احتفاليّة المركز والموقع والمجلس

جانب من الاحتفالية

جانب من الاحتفالية

أبونا :

 

غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين،

معالي الأستاذ فيصل الشبول، وزير الاتصال الحكومي،

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة، وقدس الآباء الأجلاء، وأصحاب السماحة،

 

أهلاً وسهلاً بكم، حيث جئنا معنا، للاحتفال بعشر سنوات على إنشاء المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وكذلك عشرين سنة على إطلاق موقع أبونا الإلكتروني، وإبصار النور للتشكيلة الجديدة للمجلس الاستشاري للمركز الكاثوليكي.

 

بداية، يطيب لي أن أشكر باسم الأسرة التي دعت إلى هذا التجمّع، أسرة المركز الكاثوليكي، الذين أتشرّف بالعمل معهم منذ عشرة أعوام، وأقول لهم: "الله يعطيكم العافية لكل ما قدّمتموه"، وكذلك أشكر جميع من ساهم معنا في نشر رسالة موقع أبونا، وشعارها "إعلام من أجل الإنسان".

 

أشكر البطريركيّة اللاتينيّة، الأسرة الرائعة التي أنتمي لها، ممثلة اليوم بغبطة البطريرك، وبسيادة المطران جمال دعيبس، النائب البطريركي في الأردن، وغبطة البطريرك فؤاد الطوال الذي نشأ المركز الكاثوليكي في عهده. وأخوتي الكهنة من البطريركية اللاتينية، ومجلس رؤساء الكنائس في الأردن.

 

وأرحّب هنا طبعًا بالسيد حسّان حجازين والسيد محمد الكفاوين، طالبين من جامعة مؤتة، عام 2003، جاءا وقالا: "يا أب رفعت، لدينا مشروع تخرّج، ونريد نصيحة منك". كنت وقتها أكتب في جريدة الرأي الأردنيّة، ولم أكن قد دخلت بهذا الخط الإلكتروني الذي أصلاً لم يكن متطورًا كما هو اليوم. فقدمت للحجازين وللكفاويين، اقتراحًا بأن ينشآ موقعًا إلكترونيًا نسميه.. ماذا يا رفعت... أبونا. وهكذا كان. وقبل الشابان الكركيان، المسيحي والمسلم، أن يعملا معًا موقع أبونا. هذا هو سرّ هذا الموقع. وبقي موقع أبونا مبادرة فريدة إلى أن تكلمت مع البطريرك ميشيل صبّاح، وتمّ تبنيه كموقع تابع للبطريركيّة اللاتينيّة. ومن ثم، من عام 2012 أصبح تابعًا للمركز الكاثوليكي الذي تشرف عليه، وتدعمه، البطريركيّة اللاتينيّة.

 

شكرًا للبطريركيّة، وشكرًا للإدارات الماليّة، وشكرًا للشركاء الذين يدعموننا سنويًّا من أجل البقاء، ومن أجل أن يكون هنالك نشاطات متعدّدة، وبالأخص ورشات العمل. وأقولها أمامكم بأنّه من ورشات العمل المميّزة هي العمل مع الشباب الجامعي، دائمًا يكون شعارنا: كيف نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في سبيل ثقافة اللقاء؟ أجل اللقاء ثقافة، أحيانًا تشتعل خطابات الكراهيّة، لكن أن نحافظ على الاتزان، أن نستخدم هذه الوسائل استخدامًا رائدًا، وأن نربي الأجيال الطالعة على حُسن استخدامها، هذا ما نصبو إليه دائمًا.

 

المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، أصبح اسمًا لامعًا، وأصبح مشاركًا في المؤتمرات، ومنظمًا للعديد من المؤتمرات سواء داخل الأردن أو خارجه. أشكر جميع الدوائر الرسميّة التي تتعامل معنا، والتي تكن كل تقدير واحترام، وأحيانًا توجه النصح والمشورة. وهنا الشكر للمؤسّسات الإعلاميّة في أردننا الغالي، وزارة التواصل الحكومي، التي كانت وزارة الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، وزارة الثقافة التي سجل المركز فيها، وأحيي هنا معالي الوزيرة هيفاء النجار، والإدارة الإعلاميّة في الديوان الملكي العامر، وهيئة الإعلام، وكل الصداقات التي نشأت وما زالت مع الوكالات المحليّة والعربيّة والدوليّة العاملة في بلدنا الحبيب، وأخوتي الكهنة من البطريركيّة اللاتينيّة، ومجلس رؤساء الكنائس في الأردن.

 

إنّ هذا العمل –ولنسمّه قصة نجاح- هو انعكاس للأردن الكبير الحاضن، الذي منذ عامين ومئة عام، بقي عصيًّا على الانكسار، وحاضنًا للابداع، ومصدّرًا لرسائل الوئام والحوار في العالم، بفضل قيادته الهاشميّة، مع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ومعهما ومعكم، ومع الأسرة الأردنيّة الواحدة، بمسيحييها ومسلميها، نتطلّع إلى المزيد من الإنجاز في أرض المغطس على ضفاف نهر المعموديّة.

 

نشكر جميع المندوبين، الذين يعلمون بالخفاء، الذين يعملون داخل الأردن وخارجه، يرسلون التقارير والصور والأخبار اليوميّة. والجميل أن هنالك لغة مشّرفة للمندوبين، وهي لغة الانفتاح، ولم يصدر عن موقع أبونا، يومًا من الأيام، خطاب يُسيء لا للكنائس الشقيقة، ولا للأديان الأخرى، ولا للوطن، ولا للإنسانيّة. نحن خطابنا معتدل، وخطابنا منفتح، وخطابنا إنساني. فالشكر للإعلام الباني، الإعلام المنفتح: على المؤسسات الإعلاميّة الكاثوليكيّة، وإعلام الكنائس الشقيقة، والإعلام الإسلامي الراقي الذي تعاونا معه على مدار السنوات. أشكر الله على الصداقة مع مجموعة كبيرة، مع جميع الإعلاميين والإعلاميات الذين اعتبرهم أصدقاء وإخوة وأخوات.

 

Your excellencies,  the ambassadors, thank you for your presence with us today. The Catholic Center is like the Church in this country, as Pope John Paul II said, in this month of March 2000:" The Catholic Church, without forgetting that her primary mission is a spiritual one, is always eager to cooperate with individual nations and people of goodwill in promoting and advancing the dignity of the human person."

 

كلمة أخيرة عن المجلس الاستشاري للمجلس الكاثوليكي.

 

أودّ أولاً أن أشكر معالي الدكتور رجائي المعشر، الذي صبر علينا، وصبرنا معه في فترة الكورونا، ولم نستطع العمل كثيرًا. وهو أيضًا، بعد قبوله ليكون رئيسًا للمجلس قد تمّ تعيينه نائبًا لرئيس الوزراء، فبالتالي أقدّر جهده وعمله ووقته، وأشكره أمامكم أيها الأصدقاء الشكر الجزيل. وأشكر جميع الأعضاء الذين هاجروا، أو الذين انتقلوا إلى الديار السماويّة، خاصة المرحوم سالم عودة، رحمة الله. ونترحّم على روحه الطاهرة. ونشكر كلّ الأشخاص الذين عملوا طوال هذه المدّة. ويشرّفني الآن أن أعلن عن المجلس الاستشاري الجديد، ونرجو له كل توفيق، وكلّ فعاليّة، وكل نشاط.

 

ختامًا أيها الأصدقاء، هذه السنة تحلّ ذكريان معبّرتان: الأولى 10 سنوات على انتخاب البابا فرنسيس، بعد أيام، وقد تشرّفت وحضرت أول لقاء للإعلاميين معه في 18 آذار 2013، حين قال لنا: "ليكن الإعلام خادمًا للحقيقة والجمال والطيبة". والثانية هي المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في عمّان، قبل 10 أعوام أيضًا: بعنوان "الدفاع عن الهويّة العربيّة المسيحيّة"، وفيه قال جلالته: "إنّ الدفاع عن الهويّة العربيّة المسيحيّة ليس ترفًا وإنّما واجب".

 

فشكرًا لكلّ إعلام راقي يأخذ على عاتقه أن يكون جمالاً وحقيقة وطيبة في العالم. ولإعلامنا العربي والغربي الذي تجنّد مدافعًا ليس عن مسيحيين أو مسلمين فحسب، بل عن صورة الشرق الناصعة التي نريدها دائمًا حاضنًا للتعدديّة الراقيّة وللحوار بروح الأخوّة الإنسانيّة.

 

من أجل ذلك نشأ موقع أبونا قبل عشرين عامًا، ونشأ المركز الكاثوليكي قبل 10 أعوام، ونشأ المجلس الاستشاري منذ 4 أعوام. موقع، مركز ومجلس... ثلاث ميمات، لكنها لا تسير متناغمة إلا بالميم الرابعة، وهي المحبّة. دمتم، ودامت المحبّة، والله يعطيكم الصحة والعافية.