موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤

عجلون.. يا قطعة مني

الملك عبدالله الثاني يلتقي وجهاء وممثلين عن أبناء محافظة عجلون، 1 تشرين الأوّل 2024

الملك عبدالله الثاني يلتقي وجهاء وممثلين عن أبناء محافظة عجلون، 1 تشرين الأوّل 2024

الأب رفعت بدر :

 

حظيت محافظة عجلون بزيارتين ملكيتين في عام واحد، دلالة على الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم بهذه المحافظة التاريخيّة الجميلة. يشاركه في ذلك، سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الذي اختار عجلون لتكون النصف الثاني من مقابلة سموّه مع قناة العربيّة قبل أشهر.

 

عجلون من أجمل المحافظات في المملكة نظرًا للطبيعة الخلابّة والأشجار المثمرة والخضراء على مدار الفصول. وتعود أهميّتها إلى العصر البرونزي الأوّل (1900-155 ق.م.) نظرًا لمكانتها الجغرافيّة والتجاريّة. ومذكورة بشكل كبير بجبال جلعاد في الكتاب المقدّس. ومن أبرز الأنبياء الذين عاشوا، بل ولدوا فيها، النبي إيليا (المعروف بمار الياس) والذي جاءت الحاجة الاسبانيّة الشهيرة ايجيريا على ذكره وذكر مكان ولادته في القرن الرابع للميلاد. ومن أهم الآثار فيها قلعة عجلون (قلعة الربض) التي بناها عزّ الدين أسامة، ابن شقيق صلاح الدين الأيوبي، على أنقاض قلعة رومانيّة سنة 1184م، وإلى جانبها كشفت الحفريات الأثريّة على بقايا كنيسة تعود إلى العصر البيزنطي الكبير.

 

وعلى ارتفاع 980م فوق سطح الأرض، كان لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني، يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد، مع أبناء محافظة عجلون. وبعد تشرّفنا بالسّلام على جلالته وعلى سموّه، تحدّث جلالة الملك عن الأهميّة التي يوليها لعجلون، ولاسيّما في المجالين الزراعي والسياحي. لذلك، اشتمل التكريم الملكيّ بمناسبة اليوبيل الفضي على عدد من المؤسّسات والأفراد الذين قدّموا خدمات جليلة للمحافظة ومن خلالها للوطن، وبالأخص في الجانبين الزراعي والسياحي.

 

ومن الجهات التي تمّ تكريمها كنيسة سيّدة الجبل. وتسلّم الميدالية الأب يوسف فرنسيس، كاهن الرعيّة منذ أكثر من عشر سنين. ومزار سيّدة الجبل هو من أشهر مواقع الحج المسيحيّ لدينا في الأردن، وتمّ اعتماده عام 2000 كمكان حج مقدّس من قبل حاضرة الفاتيكان، ويزوره سنويًّا ألوف الأشخاص من داخل وخارج المملكة. وقد زادت شهرته في الفترة الأخيرة بعد بناء سكن يأوي العديد من أولاد وبنات المجتمع ممّن يعانون صعوبات متعدّدة في البيوت، فأصبح المكان عابقًا بالروحانيّة وبالعمل الإنساني النبيل. ويُشرف عليه كهنة وراهبات جمعية الكلمة المتجسّد، ويتبعون طبعًا للبطريركيّة اللاتينيّة.

 

أمّا الأمل في المستقبل فهو الاهتمام السياحي أكثر في موقع مار الياس الفريد، وهو كذلك من أهم أماكن الحج المسيحي المعترف بها محليًّا وعالميًّا، وإن شاء الله سيكون اللقاء الملكي القادم في ذلك الموقع، لكي يعطي جلالة سيّدنا، حفظه الله، دفعًا لوزارة السياحة والآثار لاهتمام أكبر بالمكان التاريخي والديني الهام جدًا. لكي، حين تنتهي الحرب على غزة، تعود السياحة الى سابق عزّها وازدهارها، ويعود الحجاج لزيارة هذا الموقع الهام، ودائمًا على وقع ألحان صوت الأردن عمر العبداللات: "عجلون يا قطعة مني!".