موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٦ مارس / آذار ٢٠٢٣

المسيحيون والمسلمون: معًا لتعزيز المحبّة والصداقة

المسيحيون والمسلمون: معًا لتعزيز المحبّة والصداقة

المسيحيون والمسلمون: معًا لتعزيز المحبّة والصداقة

الاب رفعت بدر :

 

العنوان أعلاه هو ما اختارته «دائرة الحوار بين الأديان» في حاضرة الفاتيكان، عنوانا لرسالة التهنئة السنوية للإخوة والأخوات المسلمين في العالم، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 

استهلت الرسالة بالإشارة إلى أنّ هذا الشهر يكتسي أهميّة كبيرة للمسلمين، كما ولأصدقائهم وجيرانهم ومعارفهم من أتباع الأديان الأخرى، وبخاصة المسيحيين. ففي هذا الشهر، «تتعزّز الصداقات القائمة، وتُبنى صداقات جديدة، ما يمهّد الطريق لعيشٍ أكثر سلامًا وانسجامًا وبهجة. وهذا يتوافق مع الإرادة الإلهيّة لجماعتنا، وفي الواقع لكافة أعضاء العائلة البشريّة الواحدة وجماعاتهم».

 

وأكدت الرسالة الفاتيكانية على أنّ «العيش المشترك السلمي والوديّ يواجه العديد من التحديات والتهديدات: التطرّف، الأصوليّة، الجدل، الخلافات والعنف بدوافع دينيّة»، وبأنّ هذه التهديدات «تغذيها ثقافة الكراهيّة، لذلك بات من الضروري أن يجد المسيحيون والمسلمون أنسب السبل لمواجهة هذه الثقافة والتغلّب عليها، وفي المقابل تعزيز المحبة والصداقة، وبخاصة بين المسلمين والمسيحيين، بحكم الروابط الدينيّة والروحيّة التي تجمعنا».

 

وأضافت: «يبدأ كل شيء بموقفنا بعضنا تجاه بعض، لاسيّما عندما تكون هنالك اختلافات بيننا في الدين أو العِرق أو الثقافة أو اللغة أو السياسة. يمكن اعتبار هذه الإختلافات بمثابة تهديد، ولكن لكلّ فردٍ الحق في هويته الخاصة بمكوناتها المتنوّعة، دون تجاهل المشتركات أو نسيانها... إنّ المواقف والسلوكيات السلبية تجاه من يختلف عنّا عديدة للأسف: الشكّ والخوف والتنافس والتمييز والإقصاء، الاضطهاد والجدل والإهانات والاغتياب، على سبيل المثال لا الحصر». كما أشارت إلى أنّ «منصات وسائل التواصل الاجتماعي هي مساحات معتادة لمثل هذه ?لسلوكيات الضارّة، ما يشكّل إنحرافًا في دورها من وسائل للإتصال والصداقة إلى أدوات للعداء والتقاتل».

 

وأوضحت الرسالة بأنّ «نقيض هذه السلوكيات السلبيّة المذكوره أعلاه هو الإحترام والطيبة والإحسان والصداقة والعناية المتبادلة للجميع والمسامحة والتعاون من أجل الخير العام، ومساعدة كلّ من هم في أي من أنواع الإحتياج، والإهتمام بالبيئة من أجل الحفاظ على «بيتنا المشترك» مكانًا آمنًا وبهيجًا يمكننا فيه العيش معًا في سلام وفرح». وتعترف الرسالة، بأنّه «ليس بإمكاننا التصدي لثقافة الكراهيّة ومكافحتها، وفي المقابل تعزيز ثقافة المحبة والصداقة، بدون تربية سليمة للأجيال القادمة في جميع الأماكن التي تتم تنشئتهم فيها: الأسرة ?المدرسة وأماكن العبادة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي».

 

في النهاية، يطيب لي وأنا أقدم هذه الرسالة الفاتيكانية الرمضانية، التي تعبّر عن مشاعر الكنيسة الكاثوليكية في العالم، أن أرفع باسمي، وباسم المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، التهنئة الصادقة لجميع الأخوة المسلمين في العالم، بحلول شهر رمضان الفضيل، خاصًا بالذكر الأسرة الأردنيّة الواحدة، والعائلة الهاشميّة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، راجيًّا لجميع الصائمين في هذا الوقت من مسيحيين في زمن الصوم الأربعيني، ومسلمين في ا?صوم الرمضاني، أن يجنوا أفضل الثمار في حياتهم الروحيّة وفي تعميق الأخوّة والصداقة بين المؤمنين بالله الواحد، وفي مدّ يد العون للفقراء والمحتاجين.