موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
نعى المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام رحيل قداسة البابا فرنسيس، الخليفة الـ266 للقديس بطرس، ورأس الكنيسة الكاثوليكيّة وأسقف روما. واستذكر في بيان موقّع من مديره العام الأب رفعت بدر، العطاء الكبير والجزيل الذي قام به البابا فرنسيس عبر خدمته وقيادته لسفينة القديس بطرس.
وأوضح المركز بأنّ البابا فرنسيس قد أطلق العديد من النداءات والمناشدات من أجل العدالة وإسكات أصوات الأسلحة، ومن أجل السلام والوئام بين الأمم والشعوب، كما ورد في آخر كلمة ألقيت نيابة عنه يوم أمس في عيد الفصح المجيد خلال بركته لمدينة روما والعالم.
وقال البيان: كان قداسته يهاتف يوميًّا الكهنة في كنيسة العائلة المقدّسة، ويطمئن عليهم ويشجع النازحين الذين هربون من أتون الحرب. وقد كان يأمل البابا فرنسيس قبل رحيله أيضًا أن تهدأ نار الحرب أيضًا بين المتحاربين في روسيا وأوكرانيا. لذلك ها هو يمضي وفي قلبه هاتان الأمنيتان؛ السلام في غزة وفي أوكرانيا". كما أشار المركز إلى أنّ البابا فرنسيس قد دأب على تشجيع احتضان الإخوة المهجّرين واللاجئين من مختلف أنحاء العالم، وكان يصف البحر الأبيض المتوسط بأنّه مقبرة للإنسانيّة، نظرًا لوجود العديد من الضحايا الذين سقطوا في مياه البحر المتوسط هاربين وناشدين حياة حرّة كريمة.
كما لفت المركز الكاثوليكي في بيانه إلى الحوار الإسلامي-المسيحي في العالم أجمع، والذي حظي باهتمام كبير من البابا فرنسيس، والسمو به إلى منازل مرتفعة، وبالأخص بعد توقيعه وثيقة "الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، مع شيخ الأزهر، في شباط 2019 في أبوظبي. وأشار المركز أيضًا إلى اهتمام البابا فرنسيس الكبير بموضوع البيئة والتي كان يصفها بالـ"بيت المشترك" للإنسانيّة، كما وحسن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة من تواصل الاجتماعي وذكاء اصطناعي في خدمة الوفاق والسلام والخير العام، وليس الإساءة لكرامة الإنسان المقدّسة.
وقال المركز الكاثوليكي في بيانه: وإنّنا في الأردن بلد المعمودية وفجر المسيحيّة، قد حظينا بزيارة تاريخيّة البابا فرنسيس، في أيار 2014، حيث التقى قداسته بجلالة الملك عبدالله الثاني الذي كان يصفه دائمًا بأنّه "الصديق" و"رجل السلام"، وأقام قداسًا في ستاد عمّان، وصلّى صلاة خاصة من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في كنيسة عمّاد السيّد المسيح في منطقة المغطس، والتي دشّنت قبل أشهر قليلة، بحضور مندوبه الكاردينال بييترو بارولين.
إنّ المركز الكاثوليكي وهو ينعى رحيل هذه الشخصيّة الرائعة والمتميّزة بالتواضع والتقوّى، والذي كان يأمل أنّ يكون العالم كلّه موحدًا في أخوّة إنسانيّة شاملة، نرجو الله أن يرحمه ويتغمده بواسع رحمته، وأن يُرسل إلى الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة من يخلف البابا فرنسيس بروح الطيبة والاحترام والمحبّة التي تجلت خلال حبريته. وشكر المركز في بيانه على كلّ بذار الخير التي بذرها البابا فرنسيس، وعلى اليوبيل الذي افتتحه مع مطلع هذا العام 2025 ليكون شعاره للعالم أجمع: "حجّاج الرجاء". وها هو حاج الرجاء الكبير يصل إلى الملكوت السماوي.
هذا وسوف يعلن المركز الكاثوليكي تباعًا المراسيم التي ستجري لقداسة البابا فرنسيس، التي اختار أن يدفن، ليس في الفاتيكان، وإنما في كنيسة العذراء الكبرى التي كان يصلي بها ويحبها كثيرًا.