موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٨ مايو / أيار ٢٠٢٣

أفراحنا الأردنيّة والتطوّرات الإعلاميّة

طائرات درون تضيء سماء عمّان بمناسبة عيد الاستقلال الـ77 وزفاف الأمير الحسين

طائرات درون تضيء سماء عمّان بمناسبة عيد الاستقلال الـ77 وزفاف الأمير الحسين

الاب رفعت بدر :

 

لعلها من الأسابيع الرائعة التي يحياها الوطن في هذه الأيام، وهي التي تعلمنا –كما هو حالنا دائمًا- كيف نكون يدًا واحدة وقلبًا واحدًا، في جوّ من الأسرة الواحدة، الآسرة بمحبتها وتضامنها. ومع الاحتفال التقليدي الرائع لعيد الاستقلال الذي كرّم به جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم نخبة من المؤسّسات والأفراد الذين يعملون من أجل الوطن في مجالات العطاء المتعدّدة والمتنوعة، نردّد مع دولة رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الكلمة العزيزة التي قالها: «طوبى ليوم الاستقلال الاردني». و يستعد الأردنيون في هذه الأيام للاحتفال بزواج ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني مع الآنسة رجوة آل سيف. ومع تطوّر الإعلام الحديث أصبح العرس على كل لسان، وتتسابق الفضائيات العربيّة والدوليّة، لوضع التقارير التحضيرية لهذا الحدث الكبير.

 

تعود بي الذاكرة إلى عام 1978 (وتحديدًا في 15 تموز) حين كنت أسكن مع الأهل الأعزاء في بلدة الوهادنة (محافظة عجلون)، حيث كنا نستمتع بالاستماع مع الجد والجدة (أبو وأم عبد الله بدر) على الراديو العامل بالبطاريات، حيث لم يكن هنالك كهرباء بعد، فاصغينا بفرح إلى الأغاني الأردنيّة والأهازيج المرافقة لزواج الملك الحسين بن طلال رحمه الله مع الملكة نور الحسين. وفي عام 1993 (وتحديدًا في 10 حزيران)، كنت على مقاعد الدراسة في بيت جالا بفلسطين، وأتيح لنا أن نشاهد بثًا مباشرًا على التلفزيون الأردني لزفاف الأمير (الملك) عبدالله الثاني ابن الحسين مع الأميرة (الملكة) رانيا العبدالله المعظمين، وشاهدنا وقتها كيف تجتمع العظمة والبساطة في آن واحد.

 

وبعد ثلاثين عاما، نرى تطوّر الإعلام المبهر، ليصل في درجته الحاليّة إلى أعلى المستويات ونستطيع أن نقول بأن العرس الوطني في هذه الأيام قد أصبح عرسًا دوليًا عالميًا، ويدخل السرور والابتهاج إلى كل النفوس المُحبة للخير بعضها لبعض.

 

هذه أيام وحدة وطنيّة بامتياز، يفرح فيها الأردنيون وأصدقاؤهم، ويدعون بالصحة والعافية لصاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبدالله، اللذين كوالدين يسرُّهما أن يشاهدا ابنهما البكر يرسم مستقبله العائلي بزواج سعيد، كما سرّهما أن يفرحا بابنتهما إيمان بزواجها السعيد أيضًا، وبابنتهما سلمى في تخرجها الجامعي وابنهما هاشم في تخرجه المدرسي.

 

هي أفراح عائليّة حق لكل عائلة وهو ما نشاهده في بيوتنا وعائلاتنا في فترة الصيف–فترة الامتحانات، والتخرجات والخطبات والزواجات. إلا أن هذه العائلة الهاشمية الجميلة تبهج ليس فقط أفرادها بل كل العائلات والأفراد. وانّ الاعلام الرقمي السريع والمتطوّر، قد أتاح لنا مشكورا، أن نتابع تفاصيل التحضير للعرس الأميري، وكلّنا غبطة بهذا الجوّ العابق بالفرح الغامر.

 

ودعاؤنا إلى الله تعالى أن يحفظ هذه الأجواء من الوحدة الوطنية والأفراح العزيزة، لكي يبقى وطننا الغالي مثلا يحتذى في الشهامة والنبل والأخلاق، وتصدير الأفراح للعالم، وأن يبقى أرضًا مقدسة يفخر الأصدقاء من كل مكان بالحج إليها، كما افتخر قبل أيام النائب الأمريكي مايك والتز، المتزوج بأردنيّة من آل النشيوات الأكارم، وعبّر عن فخره في داخل الكونغرس، بعد أن وضع الكوفية الحمراء أمامه، بأنه زار الأردن، وسوف يعود لعماد ابنه في المياه المقدسة.

 

مبروك للأردن الحبيب عرسه العالمي وسمعته الواسعة.