افتتحت في دير سيدة البير لراهبات الصليب في بلدة بقنايا اللبنانيّة، الأحد 24 أيلول، أعمال الورشة الثانيّة لـ"شبكة ينابيع الأمل" في الشرق الأوسط، وهي المبادرة التي أقيمت برعاية اتحاد الرئاسات العامات والإقليميات في لبنان، بتنسيق كامل مع اتحاد الرئيسات العامات العالميّ، لمكافحة الإتجار بالبشر، وتمّ الاعتراف بها من قبل البطاركة الكاثوليك في الشرق الأوسط كهيئة كنسيّة تابعة للمجلس.

وبعد صلاة الصباح، تّم عرض كلمة عبر الفيديو للمنسقة العالميّة لتاليتا كوم في روما الأخت أبيي، كما ألقت الميّسرة العالميّة الأخت ادينا بالان كلمة، تبعها كلمة ترحيبيّة لممثلة اتحاد الرئيسات العامات في لبنان، الرئيسة العامة لجمعية الراهبات المخلصيات لسيّدة البشارة، الأم تريز روكس، أشارت فيها إلى أن الورشة هي "دعوة لإحياء الرجاء" والسير معًا "في تسليط الضوء على ما يعاني منه الإنسان من استغلال وتهميش وإتجار، والعمل بروح سينودسيّة للوصول إلى خطة لحماية ومساعدة الاشخاص المعرّضين للخطر".

الاهتمام بالأشخاص الأكثر فقرًا وضعفًا

وقالت: "إن اتحاد الرئيسات العامات والإقليميات في لبنان، ومنذ بدء نشاط ’تاليتا كوم‘ في لبنان عام 2019 وجدنا فيه نفحة روح نبويّة في عصرنا الحاضر، وخاصة في الشرق الأوسط"، لافتة إلى أنّ البلدان العربيّة "تعيش أجواء مقلقة وصعبة على جميع الأصعدة: اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وروحيًا"، وبالتالي "تأتي رسالتنا نحن المكرّسات في الحياة الرهبانيّة، وفي كثير من الجمعيات الإنسانيّة والاجتماعية، في الاهتمام بالأشخاص الأكثر فقرًا وضعفًا. ومن هنا كان القرار في اجتماعاتنا الدوريّة للجمعيات الرهبانيّة النسائيّة، بمواكبة وتشجيع عمل ونشاط هذه المبادرة في الشرق الأوسط".

وأوضحت بأنّ "المؤتمر الإقليمي الذي ينعقد اليوم، هو وقفة تحدي، وللمضي قدمًا بعكس السير. وهو مناسبة لتجديد التزامنا بتعاليم قداسة البابا فرنسيس لمكافحة الاتجار بالبشر وبجميع أشكال الاستغلال. يقول قداسته: ’إنّ الاتجار بالبشر يشوّه الكرامة. والاستغلال والاستعباد يحدّان من الحرية ويجعلان الاشخاص أشياء يمكن استخدامها والتخلص منها‘". كما يأتي المؤتمر "كدعوة لخلق مساحة للحوار والتفكير والعمل من أجل الكرامة البشرية، والحدّ من الاستغلال بكافة أنواعه. وكم أصبح هذا الوضع مؤلمًا في شرقنا الأوسط!".

تقارير للمنجزات

كما ألقت الأخت ماري كلود ندّاف، المنسقة الإقليمية للشرق الأوسط (الأردن، لبنان، سوريا ومصر) كلمة.

وبعد الغذاء، كان هناك تقديم تقارير كل بلد لمدة أربعة أعوام مضت مع الانجازات والتحدّيات وتعزيز العلاقات في التشبيك المستمر بين بلدان الشرق الأوسط، والانفتاح على الشبكات العالمية لتاليتا كوم، ثم تمّ عرض فيديو قصير يحاكي ما قد تم انجازه في كل بلد.

وكان هناك تقسيم إلى أربعة فرق تضم كل البلدان المشاركة لتبادل الخبرات والكلمات التي تبني وتحافظ على كرامة الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله وعيش روحانية تاليتا كوم العالمية بكل ما فيها من معاني الاحترام والرحمة والمحبة وقبول الآخر المختلف والتضحية والمحافظة على كرامة الإنسان.

واختتم اليوم الاول بالذبيحة الإلهية التي ترأسها الأب جورج جبير، من كهنة الروم الكاثوليك والقادم من سوريا الحبيبية، وهو عضو من فريق العمل السوري، كما وبتقديم هدايا تذكارية، حيث قدّم الوفد الأردني مسابح من الأرض المقدّسة.