موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قال كاهن إيطالي، إنّ الشهادات الثمينة التي يقدمها الشهداء المسيحيون الجدد، "تسلط الضوء على مناطق من العالم لا يتم الحديث عنها كما يجب".
وغداة إنشاء اللجنة الفاتيكانية المعروفة باسم لجنة "الشهداء الجدد – شهود الإيمان"، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب أنجيلو رومانو، المنتمي لجماعة سانت إيجيديو ومن أعضاء اللجنة المذكورة، والذي أكد أن "شهادات الشهداء المسيحيين الجدد، خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، والتي ستعمل اللجنة على جمعها بالغة الأهمية"، واصفًا إياها بـ"لآلئ الإنجيل" التي "تسلط الضوء على مناطق في العالم لا يتم الحديث عنها كما يجب".
وأضاف الأب رومانو، أن "المؤمنين الأقباط الذين قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، ضحايا اعتداءات عيد الفصح في سريلانكا عام 2019، الأخت لويزا دالورتو في هاييتي والأخت ماريا دي كوبي في موزمبيق، الأب سانتورو في تركيا والأب هاميل في فرنسا. هؤلاء هم بعض الشهداء المسيحيين الجدد الذين ستجمع اللجنة الجديدة شهاداتهم، والتي أسسها البابا فرنسيس يوم الأربعاء الفائت في إطار الاستعدادات لاحتفال يوبيل عام 2025".
ولفت إلى أن "العالم دخل الألفية الجديدة، وفي هذا القرن الجديد، لا بدّ أن تعمل الكنيسة على جمع شهادات العديد من المؤمنين والمؤمنات الذين سفكوا دماءهم لأجل الإنجيل. كما سيتم التأكيد على البعد المسكوني لهذا العمل، لأن البحث عن الشهداء المسيحيين الجدد هؤلاء لا يقتصر فقط على أتباع الكنيسة الكاثوليكية، بل يشمل كل الكنائس المسيحية".
وذكر أن "اللجنة الفاتيكانية الجديدة ستسلط الضوء على الأوضاع التي عاش فيها هؤلاء الأشخاص وأدت إلى استشهادهم"، موضحًا أنه "في بعض الأحيان تكون حياة المؤمنين عرضة للخطر لمجرد مشاركتهم في الذبيحة الإلهية أيام الآحاد". وأكد أن "ثمة اهتمام بهذه الكنيسة التي قال عنها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة إنها عادت لتكون كنيسة الشهداء، وهي تريد اليوم أن تتعرف على قصص هؤلاء الرجال والنساء الذين قدموا حياتهم من أجل الإنجيل، وتحتفظ بها".
وردًا على سؤال بشأن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع عدد الشهداء المسيحيين في العالم اليوم، قال الأب رومانو إنّ "الشهادة المسيحية تثير قلق الأشخاص في العديد من الحالات والأوضاع"، ولفت على سبيل المثال إلى أن "المسيحيين الذين يعيشون في بيئات تسيطر عليها عصابات الجريمة المنظمة، يوفرون التربية للشبان ويساعدون الفقراء بدون أي مقابل. وهم بالتالي يشكلون عنصراً يزعج المنظمات الإجرامية كثيراً، والتي لا تتردد في قتلهم، حتى الكهنة والأساقفة".
وأضاف أن "الشهادة المسيحية وديعة وقوية في آن واحد. فهذه المحبة القوية قد تُعتبر أحيانًا موقفًا عدائيًا يسفر عن مقتل صاحبه". وأشار رومانو إلى أن "المسيحيين يشكلون أقلية في بلدان عديدة من العالم، أو يعيشون في مجتمعات تفتقر إلى مفهوم واضح للحرية الدينية. وفي بلدان أخرى يواجهون موقفًا عدائيًا من قبل السياسة، عندما تريد أن تقتصر الخبرة المسيحية على مجرد العبادة وحسب. وهذا الأمر يعيق نشاط الكنيسة في العديد من المجالات، شأن الاهتمام بالفقراء والتربية"، لافتًا إلى أن "هذه الأوضاع تذكرنا بأن الإنجيل قوة تبدّل الواقع، وهذا الأمر يولّد في طبيعة الحال مواقف وميولاً عدائية".